وزير الخارجية اليمنية يدعو نظرائه العرب لتغليب العقل ووقف العدوان

بعث وزير الخارجية اليمنية المهندس هشام شرف عبدالله، الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2017،  رسالة إلى وزير خارجية جيبوتي رئيس الدورة الـ 148 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، وإلى وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية، تناول فيها ما تعانيه الجمهورية اليمنية منذ ما يقارب الالف يوم من العدوان العسكري والحصار الشامل برا وبحرا وجوا، مشيرا الى ان هذا العدوان شن من قبل أشقاء نتشارك معهم الجوار والأواصر الاجتماعية ، منوها بأن مايزيد من الألم أن الجمهورية اليمنية من الدول السبع التي أسست جامعة الدول العربية " بيت العرب" في عام 1945،  وبالرغم من ذلك فمنذ تاريخ 26 مارس 2015 وجامعة الدول العربية تتغاضى وتتجاهل معاناة ما يزيد عن 27 مليون مواطن يمني جراء العدوان والحصار. 
 
 
وذكر وزير الخارجية بأن اليمن وفقاً لتقارير الأمم المتحدة تشهد أسوأ كارثة إنسانية عرفها العالم الحديث وقد تصل إلى حد المجاعة لأكثر من ثلثي الشعب، مع تدمير ممنهج لكافة البنى التحتية ومقدرات الشعب اليمني الخدمية والاقتصادية وهناك ما يقارب العشرين ألف قتيل جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن بالاضافة الى خمسين الف جريح ، استهدفتهم طائرات تحالف العدوان الذي تفوق على نفسه في انتهاك كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية والقانون الإنساني الدولي والقيم والأعراف الإنسانية . وذكر وزير الخارجية بأنه ليس بالبعيد ما قامت به دول العدوان خلال الأسابيع القليلة الماضية من استهداف واضح لمناطق سكنية مدنية وتدميرها على رؤوس قاطنية ، بما في ذلك تعمد دول العدوان شن الغارات الجوية في أوقات الذروة على أحياء مدنية وشوارع تحوي العديد من المدارس والمارة وترويع أبناءنا الأطفال في سياسة تدمير واضحة لنفسية ألأجيال اليمنية الجديدة.
 
وأشار الوزير شرف في رسالته ""أنه بالرغم من كل ما يعانيه الشعب اليمني من قتل وتدمير وتشريد وتجويع ومنظمتنا جامعة الدول العربية بعيدة كل البعد عن ما يحدث وكأنه يحدث في أقصى بقاع الأرض، فقد كان من المؤمل إضطلاع الدول العربية الشقيقة والأمانة العامة وأمينها العام بدور ريادي وعقلاني محايد لوقف نزيف الدم اليمني العربي، بدلاً من إصدار بيانات صحفية.واتخاذ مواقف منحازة وبعيدة كل البعد عن واقع الاحداث ""
 
وتطرق وزير الخارجية في رسالته الى ضرورة بحث موضوع العدوان السعودي، اللذي تنفق لأجله مليارات الدولارات هدفها قتل شعب مسالم شقيق ، بدلاً من توجيه تلك الامكانات إلى تمويل جهود تنمية ورخاء الدول العربية ذات الحاجة بإشراف جامعة الدول العربية، داعيا الدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية لمعرفة حقيقة الوضع ومايحدث فعلا في أرض اليمن وأرسال بعثة تقصي حقائق للإطلاع عن كثب على حقيقة ما يحدث على أرض الواقع . وحذر وزير الخارجية في الوقت نفسه بأن دول العدوان ستتحمل لامحالة عواقب ماتقوم به وتشجع عليه في اليمن ، فالمحافظات اليمنية الواقعة تحت الاحتلال السعودي- الإماراتي تشهد انفلاتاأمنيا واغتيالات ونهب وسيطرة للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتبعات كل ذلك لن تقف في اطار وحدود الاراضي اليمنية بل ستتعداها الى اراض تلك الدول المعتدية بشكل ارهاب وعمليات تطرف وشبكات جرائم منظمة.
 
وأضاف الوزير شرف، أنه يمكن تفهم حالة القلق لدى المملكة العربية السعودية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا شأن يخص المملكة وحلفاءها ، إلا أن محاولات الرياض المتكررة لجر جامعة الدول العربية واعضاء فيها للدخول في مواجهة مباشرة مع طهران سياسيا واعلاميا ،والذي قد يتطور عسكريا ، يأتي في نفس السياق الذي ورطت فيه الرياض عدد من الدول حليفاتها للعدوان العسكري على الجمهورية اليمنية تحت ذريعة إعادة الشرعية بينما هي محاولة عقيمة لخلق مواجهة مع طهران في اليمن في اطار الحرب بالوكالة ، والواقع أن الرياض هي من أكثر الدول دراية وفهم لحقيقة الوضع في اليمن وحال تلك الشرعيّة التي تتحدث عنها وهي شرعية رئيس مستقيل منتهية ولايته، إضافة الى أن ولي العهد السعودي كشف مؤخرا حقيقة العدوان على اليمن في مقابلته الصحفية مع وكالة رويترز الأخبارية ونشرت بتاريخ 24 أكتوبر 2017 موضحا حقيقة ونوايا دول العدوان للسيطرة على باب المندب وبحر العرب ، وبرر ذلك بأسطوانة قديمة تشرح كل مخاوف الرياض وابوظبي من ايران . واوضح الوزير شرف بأن دولة العدوان السعودية لم تكتف بإمطار جميع الآراضي اليمنية بمئات الالاف من الصواريخ والقنابل العنقودية والفوسفورية على مدار ما يقارب الالف يوم، كما أنها لم تستوعب حتى اللحظة صبر وحكمة القيادة اليمنية في صنعاء ، ولكن وعندما مارست الجمهورية اليمنية حقها المشروع في جميع المواثيق والمعاهدات والكتب السماوية في الدفاع عن النفس وتم استهداف القاعدة الجوية العسكرية الملحقة بمطار الملك خالد في الرياض وهو هدف عسكري ، هبت القيادة السعودية مكررة إدعاءتها بأن الصاروخ البالستي اليمني الذي حقق هدفه بنجاح هو صاروخ ايراني، وبدلا من استيعاب الرسالة التي حملها الصاروخ اليمني عمدت السعودية إلى اجراءات عقابية جماعية محرمة تمثلت بالاغلاق التام لكافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ومضاعفة معاناة الشعب اليمني ومنع المنظمات الاغاثية والانسانية الدولية من القيام باعمالها ،بل وصعدت ذلك بضربات جوية استهدفت التدمير الكلي لمنظومة جهاز الإرشاد الملاحي VOR-DEM في مطار صنعاء بغية عدم تمكين الطائرات الأممية وشحنات المساعدات الاغاثية والانسانية من الهبوط بأمان وسلامة في المطار.
 
وكرر وزير الخارجية شرف موقف المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ الوطني مد يد السلام العادل والمُشرف للشعب اليمني، والجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات لإجراء حوار يمني – سعودي مباشر يمهد لوقف العدوان ورفع الحصار الشامل وتناول كافة المسائل التي تهم البلدين وتحافظ على سيادتهما وبما يؤسس لعلاقات أخوية بين البلدين والشعبين الجارين تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد .
 
وأختتم وزير الخارجية رسالته بدعوة جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام والدول الأعضاء بأن يكونوا رسل الخير والسلام ،وعدم الانجرار وراء أجندة المملكة العربية السعودية في خلافها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحاولة نقلها للاراضي اليمنية ، وممارسة الضغط على الرياض لتغليب العقل والحكمة ووقف عدوانها العسكري ورفع الحصار الشامل عن الجمهورية اليمنية والتوجه نحو السلام ولما فيه مصلحة ومستقبل البلدين والشعبين الشقيقين.