فحوى اتفاق بين الأمريكيين و"بن سلمان"

تحدث عن اتفاق بين الأمريكيين وولي ولي العهد محمد بن سلمان يقضي بإطالة الحرب في سوريا واليمن، بغية تحقيق هدف على الأرض، مشيراً إلى استغلال واشنطن إلى ما سماه "الجنون السياسي السعودي"، وأن الهدف توريط الرياض أكثر في اليمن وسوريا، داعياً النظام السعودي إلى التعقل وكبح جنون المراهقة السياسية.

يرى القيادي وعضو المكتب السياسي، لأنصار الله، في اليمن، علي القحوم، أن "إعلان السعودية استعدادها المشاركة في حرب برية بسوريا، مجرد إظهار للرهان الجديد للرياض وواشنطن من خلفها، في إطالة أمد الحرب، بغية تحقيق أي نصر هناك، مضيفاً أن واشنطن تهدف إلى توريط المملكة أكثر في اليمن وسوريا".

وقال القحوم، لوكالة "خبر"، إن "الحقيقة اتضحت جلياً التي لطالما أخفاها الأمريكيون وعملاؤهم في المنطقة، في نشر مشروع التدمير والإجرام المتمثل بالجماعات الإرهابية، أو ما يسمى القاعدة وداعش، سواءً في العراق أو اليمن أو ليبيا". مضيفاً، أن "كل تلك الجهود فشلت في إغراق المنطقة بالحروب العبثية التي لا نهاية لها، بالتوازي مع تحركات شعبية لرفض مشاريع التقسيم والتجزئة والفوضى الخلاقة".

ونوه القيادي في حركة أنصار الله "الحوثيين"، إلى أن "الكرة اليوم تتدحرج في المنطقة، وأن المؤامرة تتسع، فطيلة خمسة أعوام من التآمر والتكالب على سوريا، نجد الأصوات تتعالى، وتتكشف الأقنعة وتتضح الأمور، في عدم إنهاء معاناة الشعب السوري، ومحاولة إرضاخ دمشق للوصاية والهيمنة الاستعمارية"..

مؤكداً، أن "ما يجري في سوريا محاولة استعمار ولكن بطريقة مختلفة، حيث جند الآلاف من أعضاء التنظيمات المتشددة، والدفع بهم إلى هناك، لكن ذلك فشل بسبب صمود الشعب العربي السوري، ورفضهم لتلك المشاريع"- وفق تعبيره.

مشيراً، أن "التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا وتحقيق الجيش إنجازات على الأرض، جعل من القوى الأمريكية وحلفائها أن تظهر إلى العلن، وأنهم وراء ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتعالي أصواتهم وتهديداتهم بالتدخل العسكري، وهذا ما أعلنته الرياض رسمياً في نية مبيتة لشن حرب على سوريا- حسب تصريحه".

وأردف القحوم: "بعد أن وصلت دول العدوان على اليمن، إلى حالة من التخبط ، وإدراك عدم مقدرتهم على كسر إرادة الشعب، وما من وسيلة ولا خيار إلا واستخدموه، في حربهم، فالرهان الآن على إطالة أمد الحرب، من أجل تحقيق عدة أهداف أهمها أن توهن عزائم اليمنيين ليتسنى بعد ذلك تحقيق ما يحلمون ويخططون له".

وكشف عضو المكتب السياسي للحوثيين، عن اتفاق تم إبرامه مؤخراً "بين الإدارة الأمريكية وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، محمد بن سلمان، بتمديد فترة الحرب في اليمن، إلى ستة أشهر إضافية، بغية تحقيق أي هدف، ودشن ذلك تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من الرياض مؤخراً".

وقال: إن واشنطن سلمت ملفي اليمن وسوريا إلى النظام السعودي، الذي بات يشارك حتى في رسم "الحلول السياسية المفترضة، واحتضان الرياض للمعارضة السورية، وكذا ما يسمى بالشرعية اليمنية وحكومة هادي، وعرقلة أي جهود لإنهاء معاناة الشعب السوري، كما فعلت بشأن اليمن".

وشدد على أن المؤامرة تتم عبر الأمم المتحدة، وأن التصريحات التي تم تداولها مؤخراً حول "حوار لمدة ستة أشهر، يعني أن هناك نية لشن الحرب على سوريا، وبذريعة إيران، كما عملوا في اليمن، والبحرين من قبل".

وأضاف: "الأمريكيون والصهاينة يستغلون الجنون السياسي للنظام السعودي ويدفعون به للغرق أكثر في اليمن وسوريا، وأن خسارة الرياض كبيرة وباهظة بسبب نفقات الحرب في اليمن، وهو ما انعكس على موازنة الدولة".

ووفق القحوم، في سياق تصريحه لوكالة خبر، "فإنه وحتى الآن السعودية وتحالفها شنوا 50 ألف غارة جوية على اليمن، كان ضحيتها نحو 25 ألف يمني بين شهيد ومصاب، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلد واستهداف كل ما له علاقة بحياة الناس"..

وتابع: "لم يحدث مثل هذا الجنون حتى في الحروب العالمية، من استخدام التقنيات العسكرية الحديثة والأقمار الاصطناعية، والطائرات وجلب المرتزقة".. معرجاً في السياق ذاته، أن "الهدف من إطالة الحرب في اليمن، هو تثبيت تواجدهم الاستعماري في الجنوب، ونشر وتمدد الجماعات الإرهابية، برعاية أمريكية سعودية".

وقال القيادي في أنصار الله، علي القحوم، إن "على النظام السعودي، إدراك أن الريادة لن تأتي عبر سفك الدماء في اليمن، لأنها غالية وليست رخيصة، وأن عليهم مراجعة التاريخ وأخذ العبر.. امبراطوريات كبيرة كانت أعتى وأجرم، انتهت وباتت في مزبلة التاريخ، ولذلك عليهم التعقل والتخلي عن المراهقة والجنون السياسي".