اجتماع دولي طارئ عقب إطلاق بيونغ يانغ صاروخا باليستيا

أعلن المكتب الصحفي للأمم المتحدة ان مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا الأحد (السابع من فبراير/شباط 2016) بناء على طلب الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية صاروخا.
 
وقالت الأمم المتحدة في بيان أمس السبت إن المشاورات المغلقة لمجلس الأمن ستُعقد في الساعة 1600 بتوقيت غرينتش. وكان دبلوماسيون بالمجلس قد قالوا إن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية طلبت الاجتماع بعد أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى الأحد حاملا ما وصفته بقمر صناعي في تحد لعقوبات الأمم المتحدة التي تحظر عليها استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
 
من جهته، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من كوريا الشمالية "الكف عن أعمالها الاستفزازية"، مؤكدا أن إطلاق الصاروخ "مؤسف جدا" وينتهك قرارات الأمم المتحدة. وأكد الأمين العام للمنظمة الدولية "التزامه العمل مع كل الأطراف المعنية لتهدئة التوتر وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل يمكن التحقق منه".
 
ونددت الإدارة الأميركية بأشد العبارات باطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى، معتبرة ذلك "استفزازا كبيرا" يهدد أمن آسيا والولايات المتحدة وستكون له "عواقب خطرة". وأدان البيت الأبيض وفق بيان لسوزان رايس، مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي، "العمل الجديد المزعزع للاستقرار والمستفز والانتهاك الصارخ للقرارات العديدة لمجلس الامن الدولي". وشددت رايس على أن "برامج الأسلحة النووية والباليستية لكوريا الشمالية تشكل تهديدا جديا لمصالحنا، بما فيها أمن بعض من حلفائنا المقربين، وتهدد السلم والأمن في المنطقة".
وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت صاروخا في وقت سابق اليوم الأحد يرى خبراء دوليون أنه غطاء لاختبار صاروخ باليستي عابر للقارات، حسبما ذكر تقرير إخباري. وقالت بيونغ يانغ إن الصاروخ يحمل قمرا اصطناعيا لمراقبة الأرض، في تحد للعقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة والتي تمنعها من استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. ويعتقد أن الصاروخ الذي اُطلق اليوم الأحد يصل مداه إلى أكثر من 10 آلاف كيلومتر، وهو ما يعني إمكانية وصوله إلى الأراضي الأمريكية.
 
من جهتها، طالبت رئيسة كوريا الجنوبية باك كون هيه اليوم الأحد "مجلس الأمن على وجه السرعة باتخاذ إجراءات قوية مع إدراك أن صواريخ بيونغ يانغ وأسلحتها النووية تمثل تهديدا حقيقيا على المجتمع الدولي". كما عبرت الصين الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية عن "أسفها" بعد اعلان بيونغ يانغ عن وضع قمر اصطناعي في المدار بواسطة صاروخ بعيد المدى.
 
وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ على الموقع الالكتروني للوزارة إن "الصين تعبر عن أسفها في ما يتعلق بالإصرار (من قبل كوريا الشمالية) على تنفيذ إطلاق تقنية صاروخية على الرغم من المعارضة الدولية". وأضافت أن بيونغ يانغ "تتمتع بحق الاستخدام السلمي للفضاء لكن هذا الحق تحد منه قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة". والصين هي الحليفة الاساسية لكوريا الشمالية والشريكة التجارية الرئيسية لها. لكن العلاقات بين البلدين توترت في السنوات الاخيرة بسبب البرنامج النووي الكوري الشمالي.
 
كما دانت روسيا اطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بعيد المدى، معتبرة انه "مضر جدا" بالأمن الاقليمي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "من المؤكد أن مثل هذه التحركات تؤدي الى تفاقم جدي في الوضع في شبه الجزيرة الكورية وجنوب شرق آسيا برمته" و"يضر جدا بامن دول المنطقة وخصوصا كوريا الشمالية نفسها".