الصين تعارض نشر الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية

القى الاعلان عن محادثات حول نشر درع اميركية مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية وهو ما تعارضه الصين بشدة، الضوء على الانقسامات في صفوف المجموعة الدولية حول طريقة الرد على التهديد العسكري المتزايد الذي تشكله بيونغ يانغ كما يرى محللون.

وبعد ساعات على الاعلان عن اطلاق صاروخ كوري شمالي الاحد، صرح المسؤولون الاميركيون والكوريون الجنوبيون انه تم فتح محادثات رسمية حول نشر نظام ثاد، درع مضادة للصواريخ يعتبر بين الاكثر تطورا في العالم.

- إعلان صيني بانتهاء "الزمن الأمريكي".. "شينخوا" تفتح النار على أوباما

وقال يو جيه-سونغ نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي ان "التحالف الكوري الجنوبي الاميركي لا خيار امامه سوى القيام بهذا التحرك الدفاعي لان كوريا الشمالية تتبع استراتيجية استفزازية وترفض اجراء حوار حقيقي حول نزاع الاسلحة النووية".

وجاء ذلك بعد تجربة نووية رابعة قامت بها بيونغ يانغ في 6 كانون الثاني/يناير واطلاق الصاروخ الاحد الذي اعتبر الى حد كبير تجربة مبطنة لصاروخ بالستي.

وقال بن غودلاد المحلل لدى "آي اتش اس للطيران والدفاع والامن" "هذه التجربة النووية مرفقة بتجارب تكنولوجيا صواريخ بالستية تعزز بالتاكيد الحجة القائلة ان سيول بحاجة لتحسين نظامها الدفاعي".

والى جانب هذه الضرورة الاستراتيجية هناك ايضا تفسير دبلوماسي بان نشر الدرع المضادة للصواريخ قد يكون دافعه ليس ما تقوم به كوريا الشمالية، وانما ما لا تقوم به الصين.

وتعتبر الصين الحليفة الابرز لنظام بيونغ يانغ. وتمارس واشنطن وسيول ضغوطا على بكين لكي تعتمد موقفا اكثر حزما حيال برامج التسلح الكورية الشمالية.

لكن الصين تخشى انهيار النظام الشيوعي واقامة نظام اخر على حدودها. وسبق ان تصدت لمشاريع فرض عقوبات على كوريا الشمالية ويبدو انها ستقوم بالمثل حيث يدرس مجلس الامن الدولي كيفية الرد على "الاستفزازات" الاخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية.

ويقول جويل ويت المحلل في المعهد الاميركي-الكوري في جامعة جونز هوبكينز ان الاستياء حيال بكين هو الذي دفع قدما فكرة نشر الدرع المضادة للصواريخ.

ويوضح "انها وسيلة لتوجيه اشارة الى الصين، القول ان ما تقوم به كوريا الشمالية يترك عواقب فعلية بما يشمل على مصالح الصين الخاصة في مجال الامن".

وجاء رد فعل الصين سريعا. ورغم انها اكتفت بالتعبير عن الاسف لاطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، اعربت عن "قلقها الشديد" من خطة نشر الدرع المضادة للصواريخ.

- جهود التقارب مع الصين

وبحسب الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ فان نشر مثل هذه الدرع لن يؤدي سوى الى تاجيج التوتر في شبه الجزيرة والاساءة لجهود وقف البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقالت "نطالب الدول المعنية بتوخي الحذر".

وتعتبر بكين ان نظام الدرع المضادة للصواريخ يشكل تهديدا لسياستها في مجال الردع النووي. ويمكن ان يستخدم لمراقبة اطلاق صواريخ صينية على مسافة تصل الى جيان في شمال غرب البلاد كما اوضحت.

والصين تعتبر ابرز شريك تجاري لكوريا الجنوبية التي امتنعت حتى الان عن التحدث عن نظام الدرع رسميا.

وكانت كوريا الجنوبية نصبت نظامها الخاص الهادف الى اعتراض صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى بواسطة صواريخ مماثلة للباتريوت.

وفي موازاة ذلك لم تدخر رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هيه جهودها لاحراز تقارب بين بلادها والصين، ونسجت علاقات شخصية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على امل تطوير شراكة استراتيجية فعلية.

وشهدت العلاقات الثنائية تحسنا لكن بالنسبة لملف كوريا الشمالية فانها لم تحقق التقدم الذي كانت ترغب به سيول.

وقال بول كارول المحلل في مكتب بلاوشيرز فاند ان فتح محادثات حول نظام ثاد "يشكل رسالة الى الصين مفادها انها اذا لم تشأ حل ملف كوريا الشمالية فسنقوم بذلك انفسنا".

واضاف "وهناك خطر بالتاكيد. اذا لم تتمكن الصين والولايات المتحدة من الاتفاق على مقاربة مشتركة حيال كوريا الشمالية، فلن يحصل اي تقدم وسيتفاقم الوضع اكثر".

وسبق ان نشرت بطارية نظام ثاد في جزيرة غوام في المحيط الهادىء واليابان، الحليفة الاخرى الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، تعتزم اعتماد النظام ايضا.

وقال ويت "الضغوط على واشنطن لكي تؤكد وتزيد حمايتها لحلفائها ستتزايد، وهناك احتمال فعلي لحصول توترات وعدم استقرار اقليمي".

واضاف "بدلا من الحد من الطموحات النووية لكوريا الشمالية، سنشهد سباق تسلح".