الصين- "عام القرد".. بان كي مون بعث مهنئا "أنا أيضا قرد"!

وفقا للموروث الثقافي والميثولوجي لأمة الصين العظيمة؛ كانت 12 حيوانا حاضرة لتلبية النداء ووداع بوذا، علاوة على التنين، ومن هنا كان التقويم الصيني من 12 حيوانا في دورة من 12 عاما. وهذا هو عام القرد حيث يفضل الصينيون الإنجاب، لماذ؟

تقرير شينخوا، يجيب على اسئلة كثيرة:

يحتفل الصينيون في جميع أنحاء العالم برأس السنة الصينية التي تصادف في هذه السنة "عام القرد" حسب التقويم القمري الصيني في التراث الشعبي. ويختلف ميعاد الاحتفال في كل عام ولكنه دائما ما يأتي بين أواخر يناير ومنتصف فبراير، فيما يوافق هذا العام ليلة السابع من شهر فبراير.

وفي كل عام مع اقتراب عيد الربيع الصيني، أهم أعياد الأمة الصينية على الإطلاق ، تمتلئ المطارات ومحطات القطار وجميع وسائل المواصلات بالصينيين الراغبين في العودة إلى ديارهم، إذ أن لقاء العائلة ولم الشمل تعد أهم ما يميز هذا العيد التقليدي.

وتبدأ مظاهر الاحتفال بعيد الربيع نحو أسبوعين تقريبا قبل حلوله حيث يبدأ اللون الأحمر في الظهور في كل مكان ويقوم الصينيون بشراء مستلزمات الاحتفال إلى جانب الأطعمة وينظفون المنازل ويزينونها إلى جانب لصق ملصقات ورقية على الأبواب والنوافذ مكتوب عليها عبارات تدعو للتفاؤل وتأمل في حظ جيد خلال العام الجديد.

وتجتمع العائلات الصينية في وقفة عيد الربيع والمعروفة في الصين باسم "تشو شي" حيث يتم إعداد مائدة الطعام في أبهى صورها ليلتف حولها جميع أفراد العائلة ويتناولوا الأطعمة التقليدية ويشاهدوا حفل عيد الربيع ويتبادلوا أطراف الحديث.

ومع أول يوم في السنة الجديدة يبدأ الصينيون في زيارة الأقارب والأصدقاء لمباركة السنة الجديدة، إذ يعتبر عيد الربيع الفرصة الأمثل للم الشمل بعدما يعود العمال المهاجرون من أماكن عملهم إلى مسقط رأسهم.

وتنقسم الأبراج الصينية إلى 12 برجا تمثل 12 حيوانا وتشكل دورة من 12 عاما، ويرجع هذا التقسيم إلى قصة أسطورية عندما دعا بوذا الحيوانات إلى توديعه فلم يأتي إلا 12 حيوانا جميعها حيوانات حقيقية ما عدا حيوان أسطوري واحد وهو التنين.

وتصادف السنة الجارية عام القرد حسب منازل القمر في التراث الشعبي الصيني، ولكن لماذا يرغب العديد من الصينيين في الإنجاب خلال هذا العام؟ هل يمكن للقرود أن تمارس الكونغفو؟ فيما يلي بعض الحقائق عن القرد في الثقافة الصيني.

تضم الأبراج الصينية حيوانات الفأر والثور والنمر والأرنب والتنين والأفعى والحصان والماعز والقرد والديك والكلب والخنزير بالترتيب في دورة من 12 سنة. ويأتي القرد بعد الماعز في هذا الترتيب.

وينظر الصينيون إلى الماعز على انه حيوان سلبي وسهل الانقياد ، لذا يفضل الكثير من الآباء المحتملين الإنجاب في عام القرد الذي يتسم بالذكاء والنشاط والابتكار وخفة الدم.

ويعد الملك القرد الأشهر في الثقافة الصينية، وهو شخصية أسطورية صينية تقليدية في رواية "رحلة إلى الغرب" وقد كان لديه العديد من القوى الخارقة للطبيعة وكان مسؤولا عن حماية احد الحجاج المعروفين في عهد أسرة تانغ (618-907) ميلادي في رحلة للحصول على الكتب البوذية المقدسة إلى الهند.

واتسم الملك القرد بالشجاعة والإخلاص والقدرة على محاربة الشر. كما قام بدور البطولة في العديد من المسلسلات والأفلام التليفزيونية إلى جانب عروض الأوبرا التقليدية. وقد تم بث مسلسل تلفيزيوني واحد حول رواية "رحلة إلى الغرب أكثر من 3 آلاف مرة على محطات التليفزيون المختلفة منذ عام 1986.

وصدر طابع للقرد في عام 1980 الموافق لعام القرد إذ وصل سعره إلى 12 ألف يوان (نحو 1800 دولار أمريكي) للطابع الواحد، في حين لم تكن القيمة الاسمية سوى 8 سنتات (نحو سنت أمريكي واحد). ويعد هذا الطابع واحدا من أغلى الطوابع بين أوساط جامعيها.

وأصدرت العديد من البلدان الأخرى أيضا طوابع للاحتفال بالعام الجديد. وفي هذا العام كانت جمهورية كوريا وسنغافورة واليابان وفرنسا وكندا من بين الدول التي أصدرت طابع القرد.

وظهرت شخصية المعلم القرد للكونغفو في الفيلم الكرتوني "كونغفو باندا" لتبرز مدى أهمية رمز القرد في عالم الفنون القتالية، وذلك إلى جانب ملاكمة القرود المستوحاة من حركات القرود الرشيقة والسريعة حتى وصل الأمر إلى تقليد بعض ممارسي هذا النوع من الملاكمة للقرد في الحياة الحقيقية.

ويتشابه رمز القرد في اللغة الصينية جدا مع رموز الرجال الأقوياء أو أصحاب المناصب العليا وجميعها تنطق "هو" إذ أنها ترتبط ارتباطا وثيقا من خلال الثقافة الصينية التقليدية. كما يعتبر القرد رمزا للمكانة الاجتماعية العالية مثل موظفي الحكومة أو أفراد الأسرة الملكية.

كما يعتبر القرد رمزا للصحة وطول العمر، والعديد من القرود لها لحى بيضاء مثل كبار السن من الرجال. بالإضافة إلى ذلك اعتقد الناس في الصين القديمة أن القرود حساسة جدا لوباء الطاعون واعتاد العديد من التجار للسفر مع القرد لحماية خيولهم من الأمراض.

ومع تطور الصين وتقدم مكانتها على الساحة العالمية وانتشار الجاليات الصينية في جميع أرجاء العالم، أقامت العديد من البلدان حفلات للاحتفال برأس السنة الجديدة. إذ افتتحت الأرجنتين مهرجان المعبد في بيونس ايرس وقد أصبح المهرجان الذي تقيمه البلاد من عشر سنوات من التقاليد المحلية المهمة. كما تقام الاحتفالات أيضا في هولاندا واسبانيا والولايات المتحدة ومصر وغيرها من الدول التي تتواجد بها الجاليات الصينية.

وارتدى فريق روما الايطالي في مباراته بالدوري الايطالي الممتاز "سيريا آيه" ضد سامبدوريا التي أقيمت الأمس الأحد قميصا جديدا مصمما خصيصا للاحتفال برأس السنة الصينية إذ كتب على القميص "القرد الذهبي يجلب الحظ والسعادة". ويقوم الفريق بهذه المبادرة للعام الثاني على التوالي بعدما لاقت المبادرة ترحيبا كبيرا في العام الماضي.

كما بعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون يوم السبت برسالة إلى الشعب الصيني يتمنى فيها عاما قمريا جديدا سعيدا، إذ قدم بان نفسه في رسالة الفيديو وقال "عام قمري جديد سعيد" باللغة الصينية. وأضاف "جاء عام القرد، وأنا أيضا قرد".