القاعدة في "غيل باوزير" أنموذجا يحاكي زنجبار أبين وعزان شبوة

كثرت في الآونة الأخيرة العمليات الانتحارية التي تنفذها عناصر يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت "جنوب شرق البلاد"،وتستهدف كبار المسئولين الأمنيين والعسكريين، المديرية شهدت مساء امس عملية اغتيال لنجل مدير الاستخبارات على يد مسلحين مجهولين. واغتال مسلحون مجهولون مساء امس الشاب عبد المجيد عوض العاجم "25 عاما" النجل الأكبر لمدير الاستخبارات السابق في مديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت العقيد عوض العاجم الذي أغتيل هو الآخر على يد عناصر مسلحة في شهر ديسمبر من العام الماضي. وحسب شهود عيان فأن مسلحين ملثمين كانا يستقلان دراجة نارية أمطرا عبد المجيد بعدة طلقات نارية وهو فوق دراجته النارية متوجهاً إلى منزله بالقرب من تعاونية النجارين في المدينة , وتوفى متأثراً بجراحه قبل وصوله إلى المستشفى. وقال مصدر امني لوكالة "خبر" للأنباء، ان العاجم كان يعمل لدى جهاز الاستخبارات كمتعاون وذلك بعد مقتل والده .. لافتا الى ان هناك إشادات كبيرة بنشاط العاجم في مكافحة الارهاب بمنطقة غيل باوزير. وتعد هذه الجريمة هي الثانية التي تشهدها مدينة غيل باوزير في غضون هذا الشهر بعد مقتل ضابط الاستخبارات العسكرية شاكر عوض الباني. ويثار في الأوساط المحلية بحضرموت أنباء تفيد بتواجد كبير لعناصر يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة في مديرية غيل باوزير وسبق لأحدى الصحف المحلية "البلاغ" الكشف قبل نحو ثلاثة أعوام عن وجود معسكر لتدريب عناصر التنظيم في أطراف المدينة الشمالية.. تلك الأنباء عاودت لتتكرر هذه الأيام في أوساط النخب السياسية والشخصيات الاجتماعية في المحافظة والتي تشير إلى تواطؤ القيادة السياسية في البلاد بشأن تلك المعسكرات التي تنتشر في محافظات جنوبية بدءا من زنجبار في أبين مرورا بعزان شبوة ووصولا إلى غيل باوزير في حضرموت. وتتميز مديرية غيل باوزير التي تبعد عن مدينة المكلا نحو 42 كيلومتر من الناحية الشرقية بانبساط وأتساع أرضها وكثرة ينابيعها وبساتينها ومزارعها وواحات نخيلها وبتضاريسها التي تجعل منها مناطق محصنة ومحمية من أي غارات أو اعتداءات ومكنت عناصر تنظيم القاعدة من الاختباء واتخاذه كمعسكر لتدريبهم. مصادر محلية في المديرية أشارت الى ان العشرات من عناصر تنظيم القاعدة يتجمعون في منطقة غيل باوزير ويتخذونه كمركز لهم .. مشيرة الى ان السلطات الامنية على علم بذلك ولكنها لا تستطيع ان تحاربهم فيها كحال كثير من المناطق منها عزان شبوة وبيت عياض في لحج. وكانت المدينة في أزمنة سابقة ساحة للصراعات بين سلاطين آل كثير والقطيعي وآل الكسادي وبني فيها العديد من الحصون والقلاع من بينها حصن صداع الشهير أو ما يعرف (بحصن العولقي) في منطقة القارة . وفي السنوات الأخيرة شهدت مديرية غيل باوزير العديد من الحوادث والاختلالات الأمنية تمثلت باغتيال عدد من رجال الأمن ومواطنين وسرقات لعدد من السيارات التابعة للدولة فيما تم مهاجمة مقر الأمن العام للمديرية بالرصاص وقذائف (أر.بي.جي) أكثر من مرة.. وحسب مصادر موثقة في أمن حضرموت فقد شلت هذه الأحداث والاختلالات حركة جهاز الأمن في المديرية بصورة كاملة. وبرزت حادثة اختطاف مدير مرور المديرية الرائد شوقي سالم بكران في فبراير من هذا العام قدرة عناصر تنظيم القاعدة في الحركة والتموية ما يؤكد حجم التواجد لعناصر التنظيم في المديرية واستحكامها بمقاليد الأمور وتنقلها من منطقة إلى أخرى وبروز نشاطها علناً إذ لم يفرج عن الرائد بكران من معقل اختطافه إلا بعد وساطة من قبل قيادي سلفي وداعية اسلامي هو الشيخ عوض بانجار الذي زار معاقل تنظيم أنصار الشريعة في أبين وتوسط للافراج عن المختطف بكران. وشاع بين أوساط المواطنين في المديرية قبل أشهر بأنهم شاهدوا طائرتان صغيرتا الحجم تحلق في سماء المدينة بعلو منخفض وخاصة في منطقة بن سلمان إلا انهما لم تستهدفا أي موقع أو هدف معين. تنظيم القاعدة كان قد اتخذ في الاشهر الماضية مدينة عزان في محافظة شبوة مقرا لعناصره ينطلق منها لتنفيذ عملياته داخل البلاد والبلدان المجاورة لقربها من الساحل وتضاريسها التي تساعده على البقاء متخفيا فيها. لينتقل التنظيم إلى محافظة أبين مستغلا الوضع الأمني الذي تمر به البلاد ليتخذ من زنجبار ومودية ولودر والمحفد ومناطق اخرى في المحافظة مقرات لبدء تكوين الامارات الاسلامية التي اعلنها مطلع العام الجاري ليتم مواجهته من قبل قوات الجيش وبمساندة عناصر اللجان الشعبية ودحره من المحافظة لتنتشر عناصره في مناطق اخرى من الجمهورية. وبعيدا عن مدينة غيل باوزير .. فان واقع الحال الأمني في البلاد اصبح خطيرا وفي شبه المنهار الامر الذي يستدعي معالجة سريعة من قبل الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي قبل ان تتحول اليمن إلى صومال جديدة، وفقا لتحذيرات دولية سابقة بهذا الشأن.