الجيش والقاعدة ..من يكسر عظم الآخر

توسعت دائرة الحرب المفتوحة بين الجيش اليمني وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال العام 2012، واستخدم كل طرف جميع أوراقة وخياراته في محاولة لتحقيق انتصار على الأرض. الحكومة اليمنية استعانت بالطائرات الأمريكية بدون طيار لوقف جماح نشاط التنظيم المتزايد، غير انها لم تشل قدراته، بل انتقل لمرحلة – يعتبرها- متقدمة من المعارك وواجه طائرات واشنطن بالسيارات المفخخة. خلال العام 2012، نفذ تنظيم القاعدة 15 علمية بواسطة سيارات مفخخة، مستهدفا بدرجة أساسية القيادات العسكرية والضباط والجنود وعناصر المقاومة الشعبية في أبين، بالإضافة النقاط الأمنية والعسكرية والمقرات الأمنية والمنشآت الحكومية ، أسفرت جميعها عن مقتل 112 شخصا على الأقل، بينهم 91 ضابطا وجنديا في قوات الجيش والأمن، وعشرات من اللجان الشعبية في محافظة ابين. جماعة "أنصار الشريعة" المحسوبة على تنظيم القاعدة هددت مطلع العام 2012 بعد تشديد الخناق عليها في محافظة ابين، هددت بنقل المعركة الى العاصمة صنعاء وغيرها من المدن ، غير ان تلك التهديدات لم تأخذ على محمل الجد من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وهو ما كان بالفعل حيث ضرب التنظيم بقوة وفجر عدة سيارات في عدد من المحافظات، استهل عملياته في شهر مايو المنصرم باستهداف القصر الجمهوري بمدينة المكلا بواسطة سيارة مفخخة أدت إلى مقتل أكثر من 22 جندي وضابط من قوات الحماية الخاصة. لم يتوقف تنظيم القاعدة في المكلا، بل تنقل عناصره بسيارات مفخخة بين المحافظات مرورا بعدن وابين والبيضاء وصولا إلى العاصمة صنعاء ،يبحث عن ضباط الامن السياسي النشطين في ملاحقة عناصره، ونجح في قتل 70 ضابطا من منتسبي جهاز الأمن السياسي،بحسب الإحصائيات الصحفية والأمنية . تلك العمليات والانتصارات التي حصدها تنظيم القاعدة فتحت شهيته لاصطياد كبار القادة، ونجح في اغتيال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم قطن بواسطة تفجير انتحاري، ليخطط لاغتيال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد باستهداف موكبه بسيارة مفخخة في الـ11 من سبتمبر أثناء خروجه من رئاسة الوزراء، الذي نجا من العملية وقتل فيها 12 شخصا بينهم 8 من مرافقي الوزير.