تنامي السطو المسلح على الشركات والبنوك في ظل صمت حكومي

تصاعدت أعمال السطو المسلح التي تستهدف الشركات التجارية والبنوك ومحلات الصرافة في عدد من محافظات الجمهورية خلال العام 2012م ما جعل القطاع الخاص يطلق اكثر من نداء استغاثة ومناشدة لحكومة باسندوة لتحمل مسؤولياتها في حماية رأس المال العام المحلي، يقابله صمت وشلل حكومي في ضبط الأوضاع. الغرفة الصناعية والتجارية في تعز حذرت بدورها من مغبة استمرار الانفلات الأمني وأعمال النهب والسلب التي تعرضت لها العديد من المنشآت التجارية ورجال المال والأعمال في المحافظات الأكثر تأثيراً بالاقتصاد الوطني. وقالت الغرفة في بيان صادر عنها: إن قطاع المال والأعمال في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن ومدينتي الحديدة و تعز بات تحت الهجمات المباشرة للجماعات المسلحة. فيما نفذ كافة منتسبو قطاع الأعمال والتجار في محافظة عدن اضرابا شاملات منذ منتصف ديسمبر الجاري احتجاجا على الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة مع استمرار عمليات السطو المسلح على الشركات والبنوك ومحلات الصرافة دون تحرك حكومي جاد لضبط الجناه وملاحقتهم او الحد من وقوع الجريمة. وجاء الاضراب عقب تداعي عدد كبير من التجار والمستثمرين والصرافين وبعض مدراء المؤسسات والشركات والبنوك التجارية بمحافظة عدن, لمناقشة مجمل القضايا المتعلقة بالنشاط التجاري بالمحافظة وما يتعرض له التجار من سطو مسلح منظم من قبل العصابات المسلحة وكذا عجز الجاهزة الأمنية من إلقاء القبض على تلك العناصر أو الكشف عن تلك العناصر. ففي نوفمبر اعلن مصدر امني في مدينة عدن ان مسلحون مجهولون تمكنوا من تنفيذ عملية سطو مسلح في الشيخ عثمان ومصادرة مبلغ قدره عشرين مليون ريال يمني . وقال المصدر :" ان مسلحون مجهولون نفذوا عملية سطو مسلح استهدف احد التجار في عدن ويدعى الزريقي والذي كان بحوزته مبلغ عشرين مليون وكان في طريقة الى البنك . كما تعرض رجل الأعمال عبدالرحمن النفيعي بمدينة المنصورة -محافظة عدن- لعملية سطو مسلح قامت بها عصابة مسلحة وسلبت بالقوة مليون ريال كان ينوي النفيعي إيداعها لصراف "القطيبي" في المدينة. وفي سبتمبر تعرضت "شركة الصيفي" لعملية سطو مسلح من قبل عصابة مسلحة في مدينة الشيخ عثمان، في سبتمبر الماضي. وتمكنت العصابة من السطو على (100 ألف ريال سعودي) و(116 ألف درهم إماراتي) ثم لاذوا بالفرار على متن سيارة بيضاء منزوعة الأرقام نوع (هونداي). وفي 19 ديسمبر الجاري تعرضت شركة (جعوان) للصرافة في العاصمة صنعاء للسطو المسلح من قبل عصابة مسلحة اقتحمت الشركة بعد تبادل إطلاق النار مع الحراسة الأمنية وتمكنت من السطو على 50 مليون ريال ثم لاذت بالفرار. بعدها بيومين أعلنت وزارة الداخلية تمكن أجهزتها الأمنية من كشف مخطط إرهابي لعناصر تنظيم القاعدة يستهدف البنوك والمصارف بهدف الاستيلاء على الأموال التي بداخلها لتمويل عملياتهم الإرهابية، وأوضحت أن أجهزة الأمن عززت من إجراءات حماية وتأمين مختلف البنوك والمصارف في عموم محافظات الجمهورية وقامت باتخاذ الإجراءات المناسبة والكفيلة بإحباط المخطط الإرهابي لتنظيم القاعدة بهذا الخصوص. وفي محافظة تعز تعرضت شركات احمد عبدالله الشيباني وعبدالجليل ردمان لعدد من الاعتداءات من قبل مسلحين مجهولين في المدينة. وكان فرع البنك التعاوني الزراعي في محافظة الحديدة قد تعرض في 19 من أكتوبر الماضي لعملية سطو مسلح نفذتها عصابة مسلحة أودت بحياة 4 أشخاص منهم مسئول البنك وإصابة آخرين، كما تمكنت العصابة المسلحة من السطو على 100 مليون ريال (500 ألف دولار). وتعد تلك العملية التي تعرض لها البنك الزراعي الحادية عشرة في غضون ستة أشهر، منها محاولة سطو تعرض لها فرع البنك الزراعي في حجة في الثامن من نوفمبر، تكللت بالفشل . يذكر بأن محلات بيع الذهب في العاصمة صنعاء شددت من إجراءاتها الأمنية منذ يوليو الماضي الذي سجل فيه أول عملية سطو مسلح على محلات الذهب في شارع حدة في العاصمة صنعاء، حيث تمكنت عصابة مسلحة ترتدي زي الشرطة في شارع حدة من السطو على محل مجوهرات لبيع الذهب، وقاموا بنهب عشرة كجم ذهب ثم لاذت بالفرار، بحسب ماذكره تقرير صحفي نشر الشهر الجاري.