رجل التجارة والجنرال .. العيسي في مرمى ثورة رياضية

بدأت شخصيات من الوسط الرياضي استعدادها للقيام بحملة لحل اتحاد كرة القدم الذي يتزعمه رجل الأعمال المعروف الشيخ أحمد صالح العيسي. يأتي ذلك عقب التصريحات التي أطلقها عشية لقاء المنتخب اليمني مع نظيره الكويتي في افتتاح مباريات الجولة الثانية من بطولة كأس الخليج في نسختها الــــ21 المقامة حاليا في المنامة. التي وصف فيها الرياضة اليمنية بأنها معدومة وعلامتها صفر على الشمال. وما زاد من حدة السخط في الوسط الرياضي اليمني الأداء الباهت الذي ظهر به المنتخب أمام نظيره الكويتي والنتيجة التي آلت إليها المباراة بخسارته بهدفين دون رد. في حين لم يسجل المنتخب الأول أي نتائج مشرفة أو حالة فوز واحدة منذ أكثر من خمسة أعوام. تصريحات العيسي الأخيرة جاءت بعد مضي أكثر من ستة أعوام على رئاسة الاتحاد اليمني لكرة القدم ، وهي الفترة التي تعاقب عليها العيسي لثلاث بطولات خليجية لم تقدم الكرة اليمنية خلالها أية نتيجة مشرفة بعد مشاركتين سابقتين استطاع منتخبنا أن يخطف نقطة في كل منها. محللون رياضيون رأوا في أداء المنتخب الأخير فقدان اللاعب اليمني لأبسط مقومات اللياقة البدنية وعدم قدرته حتى على التعامل مع الكرة، عدى الحارس الذي قدم أداء مذهلا لا سيما في تصديه لركلة الجزاء. وفي تصريح خاص إلى "وكالة خبر للأنباء" أكد نائب رئيس اتحاد الكرة الكابتن جمال حمدي على أن رئاسة الاتحاد تتحمل حالة التدهور التي ظهر بها المنتخب في البطولة. وأضاف اللاعب اليمني القدير وعضو منتخب العرب سابقا الكابتن جمال حمدي إن سياسة العيسي في إدارة اتحاد الكرة معدومة منوها إلى أن العيسي جاء إلى هذا المنصب من خارج الرياضة ولا يفهم كيفية التعامل مع أهم لعبة شعبية على مستوى العالم. وكان الوسط الرياضي اليمني قد اتجه بقوة قبيل بطولة خليجي 20 التي أقيمت في عدن إلى عدم التجديد للعيسي لفترة ثانية والعمل على انتخاب شخصية رياضية تستطيع التعامل مع اللعبة بشكل جيد ، غير أن توصيات وتوجيهات علياء قيل أن ورائها اللواء المنشق علي محسن الأحمر قائد ما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع أجبرتهم على انتخاب العيسي وفوزه بالتزكية لفترة رئاسية ثانية. الأمر الذي أثار حفيظة الشارع الرياضي اليمني لعلمهم بأن الشخص لن يتمكن من تقديم الأفضل لكرة القدم لجهله بها. وتقول مصادر خاصة إن علاقة العيسي باللواء علي محسن الأحمر هي من فرضت بقاءه على رئاسة الاتحاد نظرا إلى المصالح المشتركة بينهما لاسيما فيما يعرف بامتلاكهما سفن وشركات خاصة لتهريب النفط وتسويقه إلى خارج البلاد. من جانبه وصف نائب رئيس اتحاد كرة القدم السابق ووكيل وزارة الشباب والرياضة حسين بن ناصر الشريف، تصريحات العيسي الأخيرة تجاه الرياضة اليمنية بالجوفاء متهما إياه بالعمل على تدهورها ووصولها إلى هذه الحالة. ومن المعلوم بأن الشريف وأثناء تواجده كنائب لرئيس اتحاد الكرة سابقا كان له الكثير من الاعتراضات على الاسلوب الذي يمارسه العيسي لاسيما فيما يتعلق باستقدام الجهاز الفني للمنتخب وتدخلاته المستمرة في فرض أسماء للاعبين داخل تشكيلة المنتخب وعلى وجه الخصوص لاعبي فريق الهلال الساحلي الذي يتولى العيسي رئاسته. وفي هذا الصدد أقدم رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم على تكرار هذا السيناريو في البطولة الخليجية المقامة حاليا في المنامة ، فبعد أن تم استبعاد اللاعب أكرم الصلوي من قبل المدير الفني للمنتخب اليمني إلا أنه فوجئ باللاعب وقد لحق بالبعثة إلى العاصمة القطرية الدوحة قبل يومين من انطلاق البطولة يحمل معه أمرا خطيا من العيسي بضمه إلى المنتخب ، الأمر الذي أثار استياء المدرب البلجيكي توم سينتيفيت، ووصف ذلك بأنه تدخلا سافرا في مهامه التدريبية. من جانبه وصف الإعلامي الرياضي الشهير واللاعب السابق الأستاذ علي حمود العصري، العيسي بالرجل الباحث عن المال . وقال العصري في تصريح خاص إلى "وكالة خبر للأنباء " : العيسي جاء إلى اتحاد كرة القدم لتنفيذ أجندة خارجية تهدف إلى تدمير كرة القدم والقضاء على مقدرات الرياضة اليمنية. وأضاف العصري على أن شخصيات أخرى قدمت إلى الوسط الرياضي وهي لا تفقه شيئا باللعبة وخص بالذكر الأمين العام لاتحاد كرة القدم الدكتور حميد شيباني الذي ترك الدبلوماسية وجاء إلى اتحاد الكرة على حد قوله بحثا عن المال وليس لأي شيء سواه. ومنذ تولي أحمد العيسي رئاسة اتحاد كرة القدم شهدت اللعبة تراجعا كبيرا من حيث الأداء عما كان يعرف عنه في السابق الأمر الذي أدى إلى تأخره في قائمة التصنيف الدولي الصادر عن الفيفا. ويعتمد العيسي على نخبة من الإعلاميين المتمركزين في وسائل إعلامية مهمة على تحسين صورته والعمل على كسبهم عن طريق ابتعاثهم في سفريات ترافق المنتخبات لتلبية مصالحه الشخصية. الجدير ذكره أن المخصص المالي الذي تم وضعه للبعثة الإعلامية المرافقة للمنتخب إلى المنامة بلغ 120 مليون ريال ، وما زاد من سخط الإعلاميين الرياضيين أنه وأمام هذه الميزانية الخيالية إلا أنه تم ابتعاث نحو 36 إعلاميا فقط لا يمثلون كافة وسائل الإعلام الرسمية مثل وكالة الأنباء اليمنية سبأ وأيضا تم تجاهل كافة الصحفيين والإعلاميين في الجنوب لاعتبارات سياسية.