د. ياسين: قوى سياسية بلا مشروع دولة.. وفيدرالية بإقليمين حماية للوحدة

انتقد الأمين العام للحزب الاشتراكي قوى سياسية تسعى لإرباك الحوار الوطني والإساءة لأي مشروع من المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية بتهمة أنها مشاريع انفصالية ـ على حد قوله. وقال الدكتور ياسين سعيد نعمان، في حوار لصحيفة "الجمهورية": إن استدعاء شعارات من تاريخ موغل في الصراعات الدموية "كالوحدة أو الموت ــ الوحدة خط أحمر" وما إلى ذلك من شعارات تُستخدم بطرق تعسفية هي فقط لإرباك الحوار الوطني، وأن هذه القوى السياسية لم تقدم حتى الآن أي مشروع محدد لهذه الدولة التي يتم البحث في مؤتمر الحوار الوطني عن شكل نظامها. واتهم الدكتور"ياسين" قوى سياسية قال إنها لا تزال تتحدث بشكل استعلائي وبغموض، وأن عليها التقدم بمشروعها لبناء الدولة. مؤكداً أن خيار الإقليمين الذي تقدم به الحزب الاشتراكي في رؤيته لدولة اتحادية سيحمي اليمن شمالاً وجنوباً وسيحمي الوحدة ويحمي استقرار اليمن بشكل عام ولن يؤدي إلى تفكيك البلد. وأضاف ياسين: أن النقاش حول خيارات عدد الأقاليم يجب أن يتم على أساس تقييم المراحل الماضية التي مر بها اليمن، وحاجة الجميع إلى دولة يتوافق عليها جميع اليمنيين. وأوضح أستطيع القول إن 90 % من هذه الأسس تم الاتفاق عليها، وأن المتبقي لدينا هو تحديد شكل الدولة التي نريد، وأعتقد أن هذا الموضوع لابد أن يُنجز خلال الأيام القادمة، وقبل أن ينتهي مؤتمر الحوار. وأشار الدكتور "ياسين" إلى أن بعض القوى السياسية لا تمتلك أي مشروع محدد لهذه الدولة، ومازالت تتحدث بشكل استعلائي وبغموض، وقلة من القوى السياسية تقدمت بمشاريعها، ولذلك أنا أعتقد أنه لابد من الانتقال الآن في هذه اللحظة الراهنة لتقول هذه القوى السياسية ما هو مشروعها لبناء الدولة، دون أي غموض أو التلويح بالوحدة في مواجهة المشاريع المطروحة. مضيفاً أن الناس يريدون أن يكون هذا البلد مستقراً، ونحن الآن نبحث في شكل الدولة التي تساعد على بقائه موحداً ومستقراً. وأوضح بالقول: "علينا أن نبحث بشكل عميق عمّن له مصلحة في إرباك المرحلة الانتقالية والبحث عن ذلك بموضوعية، لا نريد أن نتهم هذا أو ذاك، نحن أمام مرحلة انتقالية، لا يجب أن نقيمها بالفترة الزمنية فقط بأن نقول انتهت الفترة الزمنية، لأن الفترة الانتقالية تتضمن مهاماً، ويجب أن تقيمها من خلال قدرتها على إنجاز مهامها. وقال الدكتور ياسين سعيد نعمان: إن خيار الإقليمين يحمي اليمن شمالاً وجنوباً، ويحمي الوحدة، ويحمي استقرار اليمن، ولن يؤدي إلى تفكيك البلد، هذه على الأقل رؤيتنا نحن، وانطلقنا في هذه الحالة من أن هذا الخيار المتمثل بالدولة الاتحادية من إقليمين سيحمي الجنوب وسيحمي الشمال واليمن بشكل عام.. لن يؤدي إلى حالة تفكيك بالشكل القائم الآن ولن يؤدي إلى حالة تفكيك فيما لو تحدثنا عن أقاليم متعددة. وأشار إلى أن هناك الكثير من القوى التقليدية – لم يسمها - تريد أن تنخرط في هذه الدولة، وهناك جزء من القوى التي تعتبر خارج مفهوم القوى التقليدية هي قوى الفساد، التي لا تريد بناء هذه الدولة، وهذه القوى التي تقف ضد بناء الدولة هي قوى الفساد بشكل عام ستجدها داخل القوى التقليدية وغير التقليدية وشكلت تحالفاً أقوى في اللحظة الراهنة لمقاومة بناء الدولة؛ لأنها لا تجد مصالحها غير المشروعة إلا في ظل غياب الدولة، هذه هي المعركة الحقيقية اليوم. وتابع: "إذا كان النظام السياسي غير مؤهل لإدارة الحياة الاقتصادية ومعيشة الناس سيبقى كالذي يحرث في البحر، الأولوية بالنسبة لليمنيين الآن هي بناء النظام السياسي وبناء الدولة القادرة فعلاً على إنتاج حل للمشاكل الاقتصادية والصحية والتعليمية ولمختلف المشاكل الاجتماعية، فهذه هي المعركة الحقيقية الآن.. بناء الدولة والنظام السياسي القادر على إنتاج هذه الحلول لكل هذه المشاكل". وعن اتهام الأحزاب بالمكايدات السياسية بعيداً عن حاجات الناس استطرد بالقول: "لا أستطيع أن أقول إن الأحزاب غير مهتمة بمعيشة الناس؛ لأن ما الذي تستطيع أن تعمله في ظل هذا النظام السياسي..؟ إن المعركة الحقيقية اليوم هو إنتاج نظام سياسي يستند إلى إرادة الشعب". وأكد ياسين أننا حالياً نؤسس لدولة هذه الدولة، ويجب أن نفصل بينها وبين السلطة. وأن في كل تاريخنا كان هناك نوع من الدمج ما بين السلطة وما بين الدولة، وتستأثر السلطة بكل مقومات الدولة. مضيفاً: نحن نريد دولة تحمي نفسها في مواجهة الحاكم من خلال المؤسسات والدستور وأن تكون قادرة على الصمود أمام أي حاكم يريد أن يعبث بأسسها، هذه المعادلة يجب أن تكون بالفعل مضمونة وواحدة من مخرجات الحوار، وفي نفس الوقت توجد القوة الحاملة لتنفيذ هذه الضمانات التي تحدثنا عنها. مشدداً على أن الحوار الوطني هو فكرة يمنية ولم يأت مطلقاً في المبادرة الخليجية، وأنه جاء في الآلية التنفيذية بفكرة يمنية، وبالتالي أصبح جزءاً من العملية السياسية التي نسير فيها اليوم، والمجتمع الدولي في الواقع عندما وقف إلى جانب اليمن في هذا المسار السياسي كان أيضاً يفكر في مصلحته، على اعتبار أن اليمن تقع في موقع استراتيجي مهم بالنسبة له، موقع قريب من المصالح الحيوية للمجتمع الدولي، لهذا كان يريد أن لا تنزلق اليمن إلى الحرب، وأن تتحول إلى بؤرة للعنف، وأن تصبح ضفتا البحر الأحمر والبحر العربي خطراً على المصالح الدولية التي رأت أن سقوط اليمن في هذا المنزلق سيحولها إلى ملاذ للقاعدة وللعنف وما إلى ذلك، مما يهدد هذه المصالح.. أعتقد أن هذه هي رؤية المجتمع الدولي. وأوضح ياسين أن المحاصصة برأيه خطأ، وأنه شخصياً ضدها جملة وتفصيلاً، وأن استئثار حزب معين أو جماعة معينة بالوظيفة العامة جريمة، وان علينا أن نؤسس لقيم ومبادئ أن الوظيفة العامة ليست ملكاً لأحد وإنما ملك لجميع الناس، ويجب أن لا توزع حزبياً، وأنه من الممكن الحديث فيما يتعلق بالمناصب السياسية المعروفة في الدستور: الوزير وإلى حد ما نائب وزير، لكن تبقى الوظيفة حقاً لكل مواطن حسب الكفاءة والقدرات والإمكانات والأولوية والاستحقاق، وهذا وضع يحتاج إلى تصحيح بناء الدولة. وأضاف الدكتور ياسين أن علينا أن نتوجه بأي مشروع لبناء الدولة للناس وليس للنخب السياسية، متهماً بعض القوى السياسية بالتردد لتقديم مشروع حقيقي للناس، موضحاً أن عليهم اليوم من خلال الحوار أن يبلوروا المشاريع السياسية وأن يخاطبوا الناس لا أن يتوجهوا بخطابهم نحو النخب السياسية كمحاولة لتمييع الحوار. وقال في ختام الحوار: "تربطنا بأنصار الله روابط قوية، ومثل هذه الروابط تعزز المشترك السياسي والفكري والثقافي الذي كان اللقاء المشترك وسيظل قاعدته الرئيسية.