تقرير "بن عمر" يصطدم باستياء جنوبي وصمت شمالي

اصطدم تقرير مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، المُقدم إلى مجلس الأمن الدولي، الجمعة، بشأن الأوضاع في اليمن، باستياء واسع من قبل مختلف مكونات وفصائل "الحراك الجنوبي" وصمت الأحزاب والتيارات السياسية في الشمال، المشاركة وغير المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنتهية فترته الرسمية المحددة مُسبقاً، في الـ 18 من شهر سبتمبر الجاري. استياء جنوبي.. وبحسب أبرز قادة المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي والمجلس الوطني الجنوبي ومؤتمر شعب الجنوب وحزب رابطة أبناء اليمن "رأي" وتيار "مثقفون من أجل جنوب جديد"، وعدد من الشخصيات السياسية الجنوبية وأبناء الجنوب والجالية الجنوبية في ولاية نيويورك الأمريكية، (مقر انعقاد جلسة مجلس الأمن)، فإن تقرير المبعوث الأممي بن عمر، جاء صادماً ومخيباً لآمال وتطلعات شعب الجنوب المطالب باستعادة الدولة كاملة السيادة وحق تقرير المصير، ومُناقضاً تماماً لأبعاد القضية الجنوبية، وطامساً ومزوراً لارادة الجنوبيين ومعالم ووقائع قضيتهم. وأكد الجنوبيين عدم تفريطهم في مطالبهم وقبولهم نتائج ومخرجات "الحوار الوطني"، كونها بعيدة كل البعد عن أهداف ونضالات أبناء الجنوب، الذين قدموا عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى خلال مسيرة نضالهم السلمية التي انطلقت في العام 2007م، وتوحيد صفوفهم لمواجهة التحديات الماثلة أمام شعب الجنوب وثورته التحررية وقضيته الوطنية العادلة. صمت شمالي.. من جانبها اكتفت قادة الأحزاب والتيارات والنُخب والشخصيات السياسية الشمالية البارزة المختلفة، بالصمت وعدم التعبير عن موقفها الرسمي والواضح والصريح، إزاء تقرير مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص، عدا بعض الآراء الشخصية، التي حملت اتهاماً لمبعوث الأمم المتحدة بن عمر بأنه أصبح مبعوثاً غير أميناً وصار غير نزيهاً في تقريره وفقاً للمهمة التي أوكلها إليه مجلس الأمن. وحذرت الآراء الشخصية الشمالية، من استمرار "بن عمر" في اعتماد ذات المهمة، التي من شأنها قيادة اليمن إلى الهاوية، من خلال ما تتضمنه مهمته من تمديد فترتها في اليمن والتمديد للآخرين من أجل مواصلة الاستحكام والسيطرة. أبرز الصعوبات والتطورات.. وكان تقرير مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر، استعرض أمام مجلس الأمن الدولي، تطورات العملية السياسية وسير أعمال مؤتمر الحوار الوطني، وأبرز الصعوبات والعراقيل الشائكة في طريق التوصل إلى حلول بشأن القضايا الجوهرية والرئيسية، بالتزامن مع بلوغ العملية الانتقالية في اليمن منعطفاً حاسماً، وتحقيقها تقدماً استثنائياً من خلال توافق أعضاء الحوار الوطني على المخرجات والنتائج.