تفصيلي: مكاسب الجيش وخسائر الإرهاب بنهاية خامس أيام الهجوم الكبير.. حاصر بلحاف وأخذ الملبوجة واكتسح المحفد

أكدت مصادر محلية في محافظة شبوة أن عناصر تنظيم القاعدة سلمت السبت، زعماء من قبيلة العوالق بمديرية الصعيد محافظة شبوة ثمانية جنود تم أسرهم خلال معارك الجيش مع مسلحي التنظيم الثلاثاء الماضي، في منطقة الصعيد.

وقالت المصادر لوكالة "خبر" للأنباء، ان عناصر القاعدة سلمت مشائخ العوالق ثمانية جنود سبعة في قوات الجيش وجندي في قوات الأمن الخاصة، شريطة مغادرتهم المحافظة وتعهدهم بعدم محاربة التنظيم مجدداً.

وذكرت مصادر محلية لوكالة "خبر" أنه تم تأمين نقلهم إلى محافظة مأرب، بناء على طلبهم .

وأكدت قبائل العوالق في اجتماع لها على التزامها بتأمين مناطقها وعدم السماح بجعلها ساحة حرب.. وقالت مصادر قبلية لوكالة "خبر" إن الاجتماع أكد عدم السماح لمسلحي القاعدة بدخول المنطقة وكذا قوات الجيش.

ميدانياً وفي خامس أيام المواجهات، قالت مصادر عسكرية إن اشتباكات وقعت السبت بين قوات الجيش ومسلحي القاعدة في مناطق ميفعة، دون ان تشير إلى تفاصيل حول سقوط ضحايا خلال تلك المعارك.

وأوضحت المصادر لوكالة "خبر" أن الاشتباكات اندلعت في مناطق ميفعة، وأن الجيش قصف مناطق كور مركوز وكور عبدالمانع ومنطقة الظاهرة .

وقالت مصادر محلية للوكالة إن بعض الأسر بدأت نزوحاً جماعياً، مشيرةً إلى أن نحو 25 أسرة وصلت السبت، إلى مدينة عتق ونزل بعضها في الفنادق والبعض الآخر في الأحواش. وفي جول الريدة قالت المصادر إن بعض الأسر نزحت باتجاه ضفاف وادي ميفعة .

وذكر مصدر عسكري لوكالة "خبر" أن قوات الجيش تحاصر منطقة رضوم ومنعت عملية الدخول والخروج من وإلى المنطقة، وخاصة باتجاه حضرموت.

وقال المصدر أن قوات الجيش تتمركز حالياً في منطقة الملبوجة والتي تبعد نحو 20-25 كم عن منطقة عزان ( أهم معاقل التنظيم في شبوة).

وأضاف المصدر إلى أن اربع قذائف "دوشكا" أطلقها معسكر الأمن في عتق في الساعة الخامسة قبيل مغرب السبت، باتجاه عربة يشتبه أنها تابعة للتنظيم.. مؤكداً أن الهدوء يسود مناطق عتق والصعيد وحبان.

وبشأن الحديث عن تغييرات في قيادة المحور، أكد مصدر عسكري مطلع في شبوة لـ"خبر" للأنباء، أنه لا توجد حتى اللحظة أي أنباء عن ذلك وأنها مجرد إشاعات الغرض منها التشويش على أبناء القوات المسلحة الذين يخوضون غمار الحرب ضد عناصر التنظيم.

رسمياً دعا مصدر عسكري المواطنين في مناطق ميفعة وعزان إلى البقاء في منازلهم وقراهم باعتبارها مناطق عسكرية, وأكد المصدر أن على المواطنين عدم استخدام الطرقات ليلا ونهارا حتى إشعار آخر وذلك للحفاظ علي أرواحهم وممتلكاتهم.

وأكد المصدر –وفق موقع وزارة الدفاع على الانترنت- أن هذا التنبيه يأتي لاستمرار الضربات والملاحقة والمطاردة للعناصر الإرهابية من قبل القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في المناطق المذكورة.

واهابت المنطقة العسكرية الثالثة بالمواطنين في ميفعة وعزان بأن شراذم القاعدة الذين تتهاوى أوكارهم أمام ضربات القوات المسلحة والامن واللجان الشعبية وبالتعاون الوثيق من قبل أبناء شعبنا قد لجأوا خلال الايام الاخيرة إلى ارتداء الملابس العسكرية والتوجه إلى القرى ودخول منازل المواطنين لنهبها والاعتداء على سكانها .
واكدت المنطقة في بيان تحذيري بأن افراد القوات المسلحة والأمن لا يدخلون القرى ولا المنازل ,وطالبتهم بالتصدي لهذه العناصر المارقة والتي تحاول الاساءة إلى منتسبي الجيش والأمن واللجان الشعبية اللذين يقدمون دماؤهم وأرواحهم رخيصة من أجل حماية الامن والاستقرار والذود عن كرامة المواطن وحرمة ممتلكاته .

وكان التنظيم الأرهابي نشر تسجيلاً صوتياً ظهر فيه القيادي جلال بلعيد المرقشي، متحدثاً عن العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش اليمني ضد معاقل القاعدة في محافظتي أبين وشبوة جنوب البلاد.
وحرصت قناة "الملاحم" التابعة للتنظيم، على أن تعنون التسجيل "من أرض المعركة".

وقال بلعيد, الذي حرص على أن يتحدث بلغة ترفع معنويات أعضاء وعناصر التنظيم الإرهابي الذي يتلقى ضربات قوية وموجعة في أهم معاقله الرئيسة: إن ما وصفها "الحملة الصليبية التي يتعرض لها التنظيم ابتدأت بزيارة وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج وأخذ الفاتورة ومباشرة بدأ بتنفيذ أولى الخطوات بقصف طيران أمريكي مكثف على بعض المناطق التي يتواجد فيها التنظيم مثل المحفد والبيضاء وغيرهما، وقتل فيها الكثير من العوام إلى جانب عدد من المجاهدين" حد قوله.
وأضاف "بعدها بدأ العدو التقدم على عدة محاور يوم أمس, المحور الأول المحفد".

وأضاف: إن "المجاهدين" قاموا بالتصدي للحملة بالاشتراك مع أبناء القبائل.
وكان لافتاً خلال التسجيل، توجه القيادي الشهير في القاعدة نحو تصدير وتكريس تصور بأن العناصر الإرهابية ليست وحدها من تقاتل وإنما تلتف حولها عناصر ومجاميع قبلية يمنية محلية معطياً المواجهة بُعداً شعبياً ومحلياً وهو ما نفته وترفضه قبائل يمنية جنوب في مناطق المواجهات بأبين التي ركز بالعيد حديثه عنها.

وتحدث بلعيد للمرة الأولى عن كمين استهدف فيه قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الصبيحي قبل أيام, وكانت وكالة "خبر" انفردت بالنشر عن الواقعة في حينه.

وقال القيادي في القاعدة, إنهم "أعطبوا آليتين مدرعتين "حميضتين" وغنموا آلية أخرى "حميضه" كما غنموا "طقمين 2010" ودشك وبيكا وبعض الأغراض العسكرية وأعطبوا سيارة هايلوكس غمارة يعتقد أنها سيارة تابعة للصبيحي أو العميد محمد عبد الله شمباء، وقد أعلنت وسائل الإعلام عن فقدان الصبيحي ثم أعلن عن نجاته فهو تعرض لكمين في هذه العملية، وهذا أدى إلى لانسحاب الحملة إلى الخلف مرة أخرى"، حسب قوله.
كما أورد في حديثه قطعًا وأسلحة قال إنهم غنموها.

ونفى بلعيد, "وجود أي أجانب نفياً قاطعاً" ووصفها "ادعاءات لا صحة لها".
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قال الأسبوع الماضي إن نسبة العناصر الأجنبية الإرهابية في اليمن تصل إلى 70%.

وكان الرئيس هادي قال الثلاثاء الماضي في خطاب له، إن 70% من مقاتلي التنظيم في اليمن أجانب، مشيراً إلى أن البرازيل وهولندا واستراليا من بين الدول التي يأتي منها المتشددون.

وأبدى القيادي القاعدي "استغرابه" لعدم خوض الجيش مواجهات ضد جماعة الحوثي في الشمال "بحجة أن الدولة لا تريد زج الجيش في صراعات طائفية أو صراعات مع جماعات مسلحة بينما على النقيض توجه سلاحها وقواتها على المجاهدين من أنصار السنة"، حسب قوله.

ورفعاً للمعنويات أصر بلعيد على القول بفشل الحملة وانتصار "المجاهدين".
وواصلت قوات الجيش اليمني تقدمها في جبهات المواجهة مع المجموعات الإرهابية، حيث دخلت قوات الجيش بعد ظهر السبت، "وادي ضيقة" غرب منطقة المحفد بأبين، أحد أهم معاقل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.

وأكد مصدر محلي لـ"خبر" للأنباء، أن قوات الجيش استخدمت المدفعية في ضرب مواقع التنظيم، فيما فر عدد منهم باتجاه الجبال في المحفد.
وأشار المصدر إلى أن فريقاً من مسح الألغام يقوم بتمشيط المنطقة ويتم تطهير وادي ضيقة استعداداً لدخول مركز المديرية.