خطوات جديدة لـ"القاعدة" نحو تأسيس إمارته الإسلامية في حضرموت

وجه جناح تنظيم القاعدة في اليمن تحذيرات الى الرجال والنساء في شرق البلاد للإلتزام بالشريعة الإسلامية مشيرا إلى أنه يهدف الى "تأسيس إمارة" في هذه المنطقة النائية.

وقال مواطنون في مدينة سيئون في حضرموت إن منشورات تحذير تحمل توقيع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وزعت في المتاجر والشوارع والبلدات في المناطق الريفية في حضرموت على مدى اليومين السابقين".

وتضمن البيان التحذيري منع النساء من ممارسة الرياضة وحثهم على الالتزام بأحكام الشريعة وارتداء الحجاب والقفازات في حين يتوجب على الرجال عدم دخول أسواق النساء إلا للضرورة القصوى وحذر من يخالف هذه الأحكام من العقاب وهي إجراءات من شأنها أن تمهد الطريق أمام إقامة إمارة إسلامية في وادي حضرموت.

ويتوقع أن يغذي هذا الإعلان من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المخاوف من أطماعه بعد أسابيع على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية المتأثر بفكر قاعدة الخلافة الإسلامية "داعش".

كما ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي بيان آخر لأنصار الشريعة وهو الإسم المحلي لتنظيم القاعدة يحمل "تحذيرات للمسؤولين الفاسدين في محافظة حضرموت ممن يقومون بنهب وسرقة أملاك المواطنين والتنكيل بحياتهم" مشددا على أن التنظيم سيقوم بتطبيق أحكام الله فيهم من خلال قطع اليدين بعد تأديبهم.

يذكر أن تنظيم القاعدة كان نقل في جزيرة العرب وهو أحد أكثر فروع تنظيم القاعدة نشاط عملياته إلى محافظة حضرموت في شرق اليمن بعد أن طرده الجيش اليمني مدعوما بغارات لطائرات أميركية من دون طيار من معاقله الجنوبية هذا العام.

وكان التنظيم أعلن في 2011 عددا من "الإمارات" الاسلامية في بلدات جنوبية مستغلا فراغا أمنيا أثناء الإحتجاجات لكن الجيش طردهم بعد ذلك بعام.

وهددت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب باليمن المسئولين المحليين الذين وصفتهم بـ"الفاسدين" في محافظة حضرموت بتطبيق "حكم الله وقطع أيديهم" بعد خطفهم.

وقالت الجماعة في بيان وزعه أنصارها في مدن محافظة حضرموت: "بعد أن قمنا بتصفية عملاء أمريكا بولاية حضرموت وبعد أن حاربنا المشعوذين والسحرة فإننا نحذر جميع المسئولين الفاسدين بولاية حضرموت الذين يقومون بنهب وسرقة أملاك المواطنين والتنكيل بحياتهم من أننا سنقوم بتطبيق حكم الله وهو قطع اليدين بعد خطفهم وتأديبهم".

وكان أنصار الشريعة وزعوا مطلع الأسبوع الجاري منشورات تدعو النساء إلى عدم الخروج إلى الأسواق بدون محرم كما دعوا إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية مهددين "باقامة حد الله" إذا لم يتحقق ذلك.

وينشط تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في مناطق متفرقة من اليمن ويستغل ضعف السلطة المركزية منذ تسليم السلطة من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وقد تزايد مؤخرا نشاط التنظيم في مدن حضرموت وبصورة غير مسبوقة وعلنية ويترافق هذا النشاط مع انفلات أمني واسع النطاق تشهده المحافظة.

وسبق أن قام عناصر تنظيم القاعدة بتصفية عدد ممن وصفهم بالسحرة والمشعوذين في عدد من مدن حضرموت كما منع تنظيم القاعدة النساء من الخروج إلى الأسواق في ظل عدم وجود المحارم كما منعهم أيضا من عدم ممارسة بعض الرياضات ككرة القدم وعدم الجلوس في المقاهي معتبرا ذلك نوع من اللهو الذي يحرمه الشرع الإسلامي.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المحلل السياسي وأحد أبناء مديرية حرضة في وادي حضرموت محمد الشرفي قوله : إن عناصر التنظيم وزعت بيانا يوم أمس طالبت فيه المواطنين بتطبيق ما ورد في البيان من تعليمات وإلا فإنها ستقوم بالإجراءات التي تراها مناسبة.

وتضمن البيان معلومات تعرف بتنظيم القاعدة بشكل عام وعن جماعة أنصار الشريعة على وجه الخصوص.

وعلى الرغم من أن الأسواق تشهد ازدحاما قبل أيام العيد في المحافظة وخصوصاً من جانب النساء إلا أنه لوحظ تخوف من قبل بعض النساء من التجول في الأسواق بعد توزيع البيان بشكل علني من قبل رجال مسلحين يتحركون على متن سيارات.

وأرجع محللون سياسيون توسع تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت إلى الانفلات الأمني التي تشهده المحافظة.

ويبدو من المشهد أن القاعدة تسعى إلى إقامة "إمارة إسلامية" جديدة في محافظة حضرموت يتزعمها ناصر الوحيشي وتعد الجماعة من فروع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ولفتت المصادر إلى أن القاعدة وجدت مناخا مناسبا لها لدى بعض القبائل في حضرموت الذي يشهد منذ فترة عمليات توصف بالإرهابية التي كان اخرها مهاجمة النقاط الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية على الجانبين عبر منفذ الوديعة الحدودي وهي العمليات التي أدت إلى مقتل عدد من رجال الأمن من الجانبين إضافة إلى عمليات أخرى استهدفت مطار مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت واستهداف النقاط الأمنية والعسكرية في تلك المنطقة كما سبق لـ"القاعدة" أن قتلت عددا من النسوة في وادي حضرموت من العاملات في مصنع للتمور.

ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن ما تقوم به هذه الجماعات المتشددة في حضرموت نوع من الإرهاب وإنه نسخة مشابهة لما قامت به هذه الجماعات في محافظات أخرى في جنوب اليمن كمحافظتي أبين وشبوة اللتين أعلنت فيهما إمارات إسلامية مشابهة خلال السنوات القليلة الماضية.

ويؤكد الخبراء أن عملية ملاحقة عناصر القاعدة في محافظة كحضرموت بحاجة إلى جهد شعبي مساند بحكم المساحة الجغرافية الكبيرة للمحافظة التي تبعد عن جميع المحافظات بمسافة طويلة ولها حدود مباشرة مع السعودية، إضافة إلى الثروات النفطية الكبيرة التي تختزنها أراضيها.

يأتي ذلك في الوقت الذي تفرض فيه الدولة الإسلامية في العراق "داعش" سيطرتها على محافظات العراق فضلا عن إجبارها لمسيحيي الموصل على الرحيل من مدينتهم بعد انتهاء مهلة حددتها لهم حيث خيرتهم بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو ترك منازلهم والخروج من المدينة.

هؤلاء خرجوا بما عليهم من ثياب ومن دون حقائب ولا أمتعة تاركين منازلهم وممتلكاتهم دون أن يكون لهم الحق في العودة إليها أو المطالبة بهالأنها باتت ملك ما تعتبره "داعش" دولتها.

وكما هددت القاعدة نساءها بعدم الخروج دون محرم توعدت أيضا "داعش" النساء اللاوتي يخرجن عن منهج الشريعة الإسلامية بأنها ستقوم بمعاقبتهم بطريقتها الخاصة منوهةبلبس الحجاب الشرعي الكامل المكون من العباية الفضفاضة والحجاب والنقاب والقفازات عدم رفع الصوت في الشارع وعدم مشي المرأة وحدها في ساعة متأخرة وكذلك عدم مشيها مع غير محارمها.

وينفذ التنظيم أحكام الإعدام بشكل علني، ويترك الجثث معلقة في الهواء الطلق أياما عدة كنوع من "التعزير".

وانتشر عبر مواقع التواصل أخيرامشاهد فيديو لعملية إعدام ساحرة عن طريق قطع الرأس بينما يظهر الفيديو العشرات ملتفين حول منفذي الإعدام من دون أن يزجرهم أحدهم أو يرفض ما فعلوه حتى أن بعضهم يقوم بتصوير الواقعة بهاتفه.

*نقلاً عن"فويس اوف اميركا ورويترز وميدل ايست وذي ناشيونال"