الحكومة تستبق الغضب بـ"بيان عاطفي" وتؤكد: "الجرعة ضرورة"

عقد مجلس الوزراء، اجتماعاً استثنائياً -الأحد- برئاسة محمد سالم باسندوة، كرس لمناقشة آلية لاحتواء تداعيات قرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية، وإقرار جرعة سعرية تحت غطاء رفع الدعم عن المشتقات.

وصدر عن الاجتماع، بيان رسمي، حاولت من خلاله الحكومة، تقليص حدة الاحتقان الشعبي المتصاعد، على خلفية قرار رفع أسعار المشتقات، في وقت اعتبرت قرار رفع أسعار المشتقات النفطية ضرورة، ولم يكن هناك أي وسيلة أخرى ـ وفق ما جاء في البيان.

وذكر البيان أن الاجتماع الحكومي، ناقش توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، في هذا الجانب، المعالجات وكذا الإجراءات الحكومية المعززة لهذه التوجيهات، للتخفيف من انعكاسات تنفيذ قرار رفع الدعم عن المشتقات.

وحاولت الحكومة، من خلال البيان، إقناع "أبناء الشعب" - الذين خاطبهم البيان أكثر من مرة - بالقبول بتمرير الجرعة، وبررت الحكومة ذلك بما قالت إنها دراسات محلية ودولية تؤكد أن الأغنياء هم من يستفيدون من دعم المشتقات النفطية وليس الفقراء أو محدودي الدخل، كما قد يعتقد البعض.

وقال البيان: "إن الحكومة تعول على وعي وإدراك وتفهم جميع أبناء الشعب اليمني بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية، للمنطلقات التي دفعت الحكومة لاتخاذ هذا القرار الصعب والمسؤول، وحرصها الكامل على عدم تعريض الاقتصاد الوطني لمخاطر قد لا نستطيع تجاوز آثارها السلبية في المستقبل".

وجاء البيان بالتزامن مع دعوات تطلقها قوى وجماعات سياسية يمنية، وكيانات شبابية، للخروج إلى شوارع المدن، لتنفيذ سلسلة احتجاجات شعبية ضد قرار رفع أسعار المشتقات، بهدف إثناء الحكومة عن إجراءات السير في تنفيذ القرار.

وأطلقت جماعة الحوثيين، دعوة عامة لأبناء الشعب اليمني، للخروج إلى الشوارع والساحات العامة في العاصمة صنعاء وبقية المدن، لإسقاط قرار الجرعة والحكومة معاَ، وفقاَ لما ذكرت وسائل إعلام تابعة للجماعة.

وفي هذا السياق، تحدث وسائل إعلام أن جماعة الحوثي ألغت المسيرات المقررة غداً الاثنين، وهو ما نفاه، بشدة، القيادي في جماعة أنصار الله (الحوثيين) علي البخيتي؛ حيث نفى نفياً قاطعاً صحة الأنباء المتداولة بهذا الخصوص.

وأوضح البخيتي، في تصريح لوكالة "خبر" للأنباء، أن الغرض من مثل تلك الأنباء المغلوطة، هو البلبلة على جماهير الشعب اليمني المعتزمين الخروج، الاثنين، للتعبير عن رفضهم القاطع لقرار الجرعة ـ حسب تعبيره.

وأكد ان المسيرة ما زالت قائمة ولن تلغى، وأنهم سيخرجون مع كافة أبناء الشعب اليمني غداً الاثنين لرفض قرار الجرعة ودعم غزة.

ويعيش الشارع اليمني حالة غضب، منذ إقرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية، ودخوله حيز التنفيذ؛ في وقت يؤكد خبراء اقتصاديون، أن المرحلة القادمة ستشهد انعكاسات خطيرة للقرار، على الوضع المعيشي للمواطنين، خصوصاً شريحة الفقراء ومحدودي الدخل.