التصعيد في المسار السوري تعمد تعويق المحاثات اليمنية

أثرت الأحداث الأخيرة في ملف الصراع والأزمة السورية، وخصوصاً ما يتعلق منها بمدينة حلب، على مسار المشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت برعاية الأمم المتحدة.

اعتبرت تقارير، أن التصعيد المفاجئ للعنف والصراع الدامي في مدينة حلب بسوريا، وبالتالي انصراف الجهود والاتصالات الدولية إليها بصورة ملحة وحصرية، جاء في توقيت "حساس" قطع الطريق أمام إمكانات كانت متوافرة لتحقيق خطوة حقيقية ومتقدمة في مسار محادثات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت منذ 21 أبريل/ نيسان الماضي.

- مسئول كويتي: المشاورات اليمنية "قابلة للتعثر أو الاستمرار"

وكانت المفاوضات اليمنية تلقت دفعة قوية من خلال انخراط سفراء وبعثات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، في مجهودات دعم وتحفيز الحوار اليمني، ما أعطى تصوراً بدا إيجابياً وتوج ببيان مجلس الأمن.

لكن الأمور تعثرت، فيما يبدو، بعد ذلك بالتزامن مع تفجر موضوع الأحداث في حلب، وزيادة مفاجئة شهدها العنف مع تفعيل حملة إعلامية وعالمية موجهة صعدت بالعنوان إلى الواجهة، واستتبع انخراطاً كاملاً للعواصم العالمية في الاتصالات بشأن الهدنة في حلب واستئناف الحوار السوري في جنيف.

وتشير الأحداث إلى تزامن قرار وفد الرياض المشارك في حوار الكويت، بتعليق المشاركة في الجلسات المشتركة والحوار المباشر، مع التصعيد العسكري والسياسي المتعلق بحلب والأزمة السورية.

ولا يستبعد مراقبون وتقارير إعلامية أن تخضع الأحداث والتقلبات المرصودة على المسارين السوري واليمني لمنطق ومعادلة "المقايضة" ذاته الذي ساد من البداية سواءً بصورة علنية أو في الكواليس الإقليمية والدولية.

وكانت مجلة فورين بوليسي الأمريكية نشرت تقريراً حصرياً من كواليس الأمم المتحدة ومجلس الأمن أبان كيف استخدمت حرب اليمن لمقايضة السعودية بالمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني خصوصاً من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا. وأشار التقرير، أيضاً، إلى مفاوضات ثنائية مباشرة عقدها المندوب السعودي مع سفير روسيا قبل التصويت بالإجماع على القرار 2216.

ووفقاً للمقاربة ذاتها، فإن اليمن أيضاً تصبح، وبصورة متزايدة، المعادل المقابل للملف السوري في الكواليس الدولية، بالنظر إلى إعاقات مباشرة ومفاجئة طرأت على مسار التفاوض في الكويت وانحسار التفاؤل والمعطيات الإيجابية التي كانت تصدر عن الأمم المتحدة والمستضيف الكويتي في الأيام الأولى على بدء المشاورات.