وسيلة المساعدة الأخيرة أمام السعودية: استخدام ولد الشيخ!

من الواضح أن ولد الشيخ أحمد، اعتمد في مقترحه المقدم، أمس السبت، على المرجعيات التي تستند إليها مهمته التفاوضية، بخاصة نقاط معينة في القرار 2216، والنقاط الخمس، كما ينسجم المقترح مع بيان لندن الرباعي، ولبى المطلب الرئيسي لوفد حكومة هادي بالبدء بالمسار العسكري، وعدم تزمينه مع الإجراءات السياسية.

وفي الوقت ذاته، تجاهل ولد الشيخ تماماً كل التحفظات والملاحظات والاقتراحات، التي قدمها وفد صنعاء طيلة ثلاثة أشهر ونصف من المفاوضات، كما تجاهل ضرورة الحل الشامل، وعدم جدوى الحلول الجزئية، وبصورة تكشف حرص المبعوث الأممي على تلبية الرغبة السعودية، وتجيير الوساطة الأممية بما ينسجم معها للتسوية السياسية، بغض النظر عن استحالة تطبيقها على أرض الواقع.

يبدو واضحاً أن السعودية لجأت - كخيارٍ أخير - إلى استخدام ورقة ولد الشيخ - الذي كلفها كثيراً إيصاله إلى منصبه خلفاً للمبعوث السابق جمال بن عمر- حتى وإن أدى ذلك إلى إحراق كرته تماماً، وذلك بعد إدراكها أن مسار المفاوضات بدأ يأخذ منحنى لايخدم أهدافها وتقلصت فيه مساحة المناورة أمام وفد حكومة هادي في المفاوضات خاصة بعد إعلان الحوثيين وصالح عن تشكيل المجلس السياسي الأعلى، في خطوة كان يفترض أن يكون أقل مردوداتها توجيه مفاوضات الكويت بالصورة التي تلبي طموح صنعاء.

ومن ثم لجأت الرياض إلى تفجير مسار التفاوض عبر دفع ولد الشيخ إلى تقديم مقترح مرفوض أصلاً من قبل وفد صنعاء، بحيث يؤدي ذلك إلى أحد الاحتمالين:

- الأول: إما إلى قبول وفد الحوثيين وصالح به، أو بالجزء الأكبر منه.. ورغم كونه احتمالاً ضعيفاً، لكنه يضمن انسجام الحل مع الرؤية السعودية، وهو أمر يستحق المجازفة من وجهة نظر الرياض، خاصة أن حيز المناورة أصبح محدوداً جداً أمام وفد صنعاء، ولن يكون أمامهم سوى محاولة تحسين الصيغة المطروحة، ومحاولة تقليص الفترة الزمنية بين تسليم السلاح والانسحاب من المدن، وبين تشكيل الحكومة الموسعة، ومحاولة الحصول على الضمانات الكفيلة بعدم الانقلاب عليهم بعد تنفيذهم للانسحاب وتسليم السلاح.

- الثاني: أو أن يؤدي إلى إعلان وفد صنعاء رفض المقترح الأممي، ومن ثم الإعلان عن فشل المفاوضات، لكن مع تحميل الحوثيين وصالح مسئولية ذلك الفشل، الأمر الذي يمهد أمام عودة الخيار العسكري بقوة، واستئناف محاولات التقدم نحو العاصمة دون قلق من أي تحفظات دولية إزاء ذلك.. كما أنه في الوقت ذاته يعيد الزخم إلى الاتصالات الثنائية والوساطات السرية كمسار بديل للحل السياسي بديلاً عن المفاوضات الأممية التي ستحتاج إلى بعض الوقت قبل ان يتم إعادة إحيائها في حال كانت هناك حاجة لذلك من قبل الرياض وحلفائها.

[email protected]

* عبدالعزيز ظافر معياد، كاتب وباحث من اليمن

اقرأ أيضاً للكاتب: