"نبوءة" هيلين لاكنر تعود إلى الواجهة: "حرب السعودية تغرق في اليمن"

عاد إلى الواجهة مجدداً مقال مطول للكاتبة البريطانية (هيلين لاكنر/ Helen Lackner) على موقع (أوبن ديموكراسي/ Open Democracy) البريطاني العام الماضي 2015 بعد أشهر من بدء الحرب على اليمن بعنوان "هل يمكن للتحالف الذي تقوده السعودية أن يكسب الحرب في اليمن؟". ولعل ما تضمنه المقال من اقتراحات للسعوديين تتنبأ بالفشل و"الغرق" في اليمن وتنصحهم بإنقاذ أنفسهم من المستنقع هو ما أعاد التذكير بمقال السيدة لاكنر وتعيد وكالة خبر مقتطفات منه.
 
قالت الكاتبة، إنه في عام 1934 دخلت المملكة العربية السعودية، التي أُنشئت حديثاً، في حرب ضد الإمامة باليمن، وسيطر السعوديون على محافظات عسير وجيزان ونجران، وبعد أن حقق الملك عبدالعزيز هدفه سحب قواته بعدها بوقت قصير.
 
وعند معارضته عن الانسحاب الفوري من تلك المناطق، في الوقت الذي كانت قواته في أوج قوتها، رد بالقول: "أنتم لاتعرفون شيئاً عن اليمن، إنها الجبلية والقبلية. لايمكن لأحد السيطرة عليها. على مر التاريخ كل الذين حاولوا السيطرة عليها باءوا بالفشل. كانت الدولة العثمانية آخر الغزاة الفاشلين. أنا لا أريد توريط نفسي أو شعبي في اليمن".
 
وبالانتقال إلى الحرب التي تشنها السعودية حاليا كتبت لاكنر في وقت مبكر وبعد بضعة اشهر فقط: لم يظهر الجمود العسكري أي مؤشرات فورية على انتهائه، فادعاءات السيطرة على الأرض بمساعدة الغارات الجوية، مستمرة بشكل روتيني في نفس المناطق: ميدي وحرض وعلى ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود السعودية، حول مأرب، وشبوة، البيضاء والضالع.
 
وتابعت بالقول: لايبدو هناك أي انتصار عسكري في الأفق، في ظل استمرار الجمود على أرض الواقع، وعدم وجود أي تقدم ملحوظ في المفاوضات.
 
مشيرة، أن الانتصار العسكري الذي كان من المتوقع أن يكون سهلاً وحاسماً في مارس الماضي، أصبح الآن أبعد من الخيال، وهذا يؤثر على كل القادة السعوديين الجدد وخططهم من أجل الهيمنة المحلية وكذلك في التحديات - ليس فقط داخل أسرة آل سعود - ولكن أبعد من ذلك، العديد من السعوديين ستتأثر ظروفهم المعيشة في ظل خفض الدعم وفرض الضرائب الجديدة.
 
وأكدت لاكنر: من يقرأ التاريخ، مؤخراً، سيلاحظ ما حدث لآلاف الجنود المصريين الذين تم إرسالهم لدعم النظام الجمهوري عام 1960 إلى اليمن.
 
واختتمت هيلين لاكنر مقالها في موقع "أوبن ديموكراسي": "من الأحسن على محمد بن سلمان بأن يتذكر هو ومن معه نصيحة جده، والبحث عن طريقة للخروج من تلك الحرب، كما أنه من المثالي لو ترتب عليه إقامة نظام عادل ومنصف في صنعاء. وفي الوقت نفسه ينبغي عليهم أن يظهروا بعض الاحترام للقانون الدولي الإنساني، ويضعوا حداً للغارات التي تقتل وتشوه المدنيين من الرجال والنساء والأطفال، فضلاً عن تدمير المنشآت المدنية الطبية وغيرها في جميع أنحاء البلاد. كما يتعين على حلفائهم وداعميهم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أن يثبتوا أنهم ليسوا مجرد أدوات بسيطة ووكلاء للنظام السعودي".