50 قتيلا حصيلة تفجير غازي عنتاب في تركيا

(أ ف ب) - رجح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد وقوف تنظيم الدولة الاسلامية وراء تنفيذ الاعتداء الذي وقع السبت في غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا على مقربة من الحدود السورية واسفر عن سقوط خمسين قتيلا وفق حصيلة جديدة.
 
واعلن مكتب حاكم المحافظة علي يرلي قايا ان حصيلة هذا "الاعتداء الارهابي" الذي قد يكون نفذه انتحاري مساء السبت، ارتفعت الى خمسين قتيلا.
 
وصباح الاحد اشار اردوغان باصبع الاتهام الى تنظيم الدولة الاسلامية. وقال في بيان انه "لا فرق" بين الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى بالولايات المتحدة ويتهمه الرئيس التركي بتدبير المحاولة الانقلابية في 15 تموز/يوليو، وتنظيم الدولة الاسلامية "المنفذ المرجح لاعتداء غازي عنتاب".
 
وكتب ايضا "ان بلادنا وامتنا لا يسعهما سوى تكرار رسالة واحدة هي نفسها الى الذين يهاجموننا : ستفشلون!".
 
وافاد مسؤول تركي ان حفل الزفاف "كان يجري في الهواء الطلق" وفي حي بوسط غازي عنتاب ذات الكثافة السكانية الكردية، ما يعزز التكهنات بانه اعتداء جهادي.
 
 
اف ب / احمد ديب/ محققان يجمعان الادلة في موقع التفجير في غازي عنتب في 21 اب/اغسطس 2016
اف ب / احمد ديب/ محققان يجمعان الادلة في موقع التفجير في غازي عنتب في 21 اب/اغسطس 2016
واشارت وكالة الانباء دوغان الى ان العروس والعريس يتحدران من منطقة سيرت ذات الغالبية الكردية الى الشرق، وانتقلا بسبب اعمال العنف بين المتمردين الاكراد والقوات الحكومية.
 
واضافت الوكالة ان انتحاريا اختلط بالمدعوين -- بينهم عدد كبير من النساء والاطفال -- قبل تفجير عبوته. وتبحث القوات الامنية عن شخصين كانا يرافقانه وهربا بعد التفجير.
 
وروت غولسر اتيس التي اصيب بجروح في الاعتداء لصحيفة حرييت ان الهجوم وقع عند نهاية الحفل. وقالت "كنا جالسين على كراس، وكنت اتحدثا مع احد جيراني. قتل، وهوى علي اثناء التفجير. ولو لم يقع علي لكنت في عداد الموتى".
 
وذكرت حرييت ان العروس والعريس اصيبا بجروح في التفجير ونقلا الى المستشفى لكن حياتهما ليست في خطر.
 
ودان حزب الشعوب الديموقراطي المناصر للاكراد الاعتداء في رسالة الكترونية قال فيها "كثيرون من الاكراد فقدوا حياتهم".
 
واعتبر اردوغان ان منفذي التفجير يهدفون الى زرع الشقاق بين مختلف القوميات التي تعيش في تركيا.
 
ويعتبر عدد من الجهاديين الاكراد اعداء. ففي سوريا المجاورة تقاتل الميليشيات الكردية في الخط الامامي في المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
 
- تدفق سيارات الاسعاف -
 
اظهرت لقطات بثتها قنوات التلفزيون سيارات الاسعاف تتدفق على المكان حيث كانت جثث ممددة ارضا وضعت عليها اغطية بيضاء.
 
ووصل اشخاص الى المكان وهم يرفعون اعلاما تركية ويهتفون "البلاد لا يمكن تقسيمها" فيما حاول اخرون انتزاع الاعلام واطلقت الشرطة عيارات نارية في الهواء لتفريقهم.
 
وكما تفعل عند كل اعتداء كبير منعت السلطات التركية بث صور مباشرة على التلفزيونات وشبكات التواصل الاجتماعي.
 
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي النائب عن غازي عنتاب محمد شيشمك إن "مهاجمة حفل زفاف ين عن وحشية". وأضاف للتلفزيون أن "الهدف من الإرهاب هو تخويف الناس، ولكننا لن نقبل بذلك".
 
وتحدث ايضا عن احتمال ان يكون التفجير انتحاريا.
 
وهزت جنوب شرق تركيا وشرقها هذا الاسبوع ثلاثة اعتداءات اوقعت 14 قتيلا ونسبتها انقرة الى حزب العمال الكردستاني.
 
ويبدو ان المتمردين الاكراد استأنفوا بعد هدنة نسبية على اثر الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو، حملة مكثفة لاستهداف مواقع لقوات الامن.
 
- سلسلة اعتداءات -
 
اف ب / احمد ديب/ مسعفون ينقلون مصابا الى سيارة اسعاف في موقع الاعتداء في غازي عنتاب في 20 اب/اغسطس 2016
اف ب / احمد ديب/ مسعفون ينقلون مصابا الى سيارة اسعاف في موقع الاعتداء في غازي عنتاب في 20 اب/اغسطس 2016
 
اصبحت غازي عنتاب نقطة عبور للعديد من اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع المستمر في بلادهم منذ اكثر من خمسة اعوام. لكن المنطقة تؤوي الى جانب اللاجئين وناشطي المعارضة، عددا لا يستهان به من الجهاديين.
 
وشهدت تركيا منذ اكثر من عام سلسلة اعتداءات دامية نسبت الى تنظيم الدولة الاسلامية او حزب العمال الكردستاني خاصة في انقرة واسطنبول حيث استهدف مطار اتاتورك اواخر حزيران/يونيو.
 
ويأتي تفجير غازي عنتاب في وقت اعلن فيه رئيس الوزراء بن علي يلديريم السبت ان تركيا ترغب في القيام بدور اكبر في السعي لحل النزاع في سوريا بهدف التوصل الى "وقف حمام الدم".
 
وقال في موقف مستجد "شئنا ام ابينا، الاسد هو احد الفاعلين اليوم" في النزاع في هذا البلد "ويمكن محاورته من اجل المرحلة الانتقالية"، قبل ان يضيف على الفور ان "هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا".
 
وتابع "نعتقد انه لا يتوجب ان يكون حزب العمال الكردستاني وداعش والاسد جزءا من مستقبل سوريا"، مضيفا ان على تركيا وايران وروسيا والولايات المتحدة العمل سويا من اجل التوصل الى حل.