اليمن.. إعدادات لإشعال "معركة بحرية كبيرة"

كشف مصدر عسكري يمني، طلب عدم نشر هويته، في معلومات لوكالة "خبر"، استعدادات حثيثة تجريها دول العدوان الذي تقوده الرياض على البلاد منذ 19 شهراً لإشعال معركة بحرية تمت من باب المندب وحتى السواحل الشمالية الغربية للبلاد بمحاذاة ميدي الحدودية مع السعودية.

وقال المصدر، مساء الاثنين 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، إن اجتماعاً عقدته قيادات في دول العدوان، في القاعدة البحرية بعدن (جنوب)، بشأن ترتيبات لتنفيذ مخطط عمليات بحرية يستهدف السواحل اليمنية على امتداد الشريط الغربي، انطلاقاً من باب المندب وعدن.

ووفق المصدر ذاته، فإن الاجتماع اقتصر على قيادات تضطلع بأدوار في التحالف وفي مقدمتها (الإمارات والسعودية وقوة استخباراتية من اريتريا وجيبوتي) بالإضافة إلى "ضباط بحرية من اليمنيين المرتزقة".

إلى ذلك نقلت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، عن مسؤولين اثنين بـ"البنتاغون"، أن البحرية الأمريكية أرسلت ثلاث سفن حربية بالقرب من الساحل الجنوبي لليمن، بعد أن ضربت أربعة صواريخ يمنية سفينة إماراتية وأغرقتها، تقريباً، السبت.

وأعلنت القوات اليمنية استهداف السفينة الحربية "سويفت"، في وقت مبكر من صباح السبت الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، قبالة المخا، قرب مضيق باب المندب.

ووزّع الإعلام الحربي للجيش اليمني، مساء السبت، مشاهد مسجلة توثق استهداف سفينة "سويفت" الحربية الإماراتية قبالة سواحل المخا، غربي البلاد.

وبعد اعتراف، تراجعت الإمارات، بالتزامن مع التحالف السعودي، بزعم أن السفينة المستهدفة كانت مدنية وتحمل إغاثات. جاء الإعلان السعودي مناقضاً لإعلان إماراتي سبقه بساعات بتعرض إحدى قطعها الحربية لحادث قرب باب المندب، أثناء عودتها من رحلتها، دون إصابات. فيما قال البيان الأخير، إن قوات "التحالف" قامت بعملية إنقاذ لركاب مدنيين!

في السياق يشير المصدر العسكري اليمني، إلى أن التناقض وادعاء مدنية السفينة سويفت "مؤشر غير جيد، وأنه مقدمة لعملية بحرية تخطط دول العدوان تنفيذها على سواحل اليمن، خاصة وأن المواقف ادعت تهديداً للملاحة الدولية وهو مناف للواقع تماماً بعد مرور 19 شهراً من الحرب".

إلى ذلك، أعلن مسوؤلان في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إرسال ثلاث سفن حربية أمريكية بالقرب من الساحل الجنوبي لليمن بعد أن ضربت أربعة صواريخ يمنية سفينة إماراتية وأغرقتها ـ تقريباًـ السبت، وفق ما نقلته قناة "فوكس نيوز".

وأوردت القناة الأمريكية عن أحد المسؤولين أن "مسؤولين عسكريين بعثوا السفن الحربية البحرية إلى الطرف الجنوبي من مضيق باب المندب، الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن". مضيفاً، أن اثنتين من السفن الأمريكية (مدمرات حاملة صواريخ موجهة يو اس اس ماسون، ويو اس اس نيتز)، مزودتان بصواريخ توماهوك وصواريخ مضادة للسفن من طراز "هاربون" ومجموعة متنوعة من المدافع الرشاشة من العيار الثقيل محمولة على سطح السفينة، كما انضمت السفينة "يو اس اس بونس"، العائمة التي تضمن مهمة قوات العمليات الخاصة.

وقال مسؤول عسكري يمني لوكالة "خبر" السبت، إن استهداف البارجة التي تستأجرها الإمارات، وهي من طراز "سويفت"، وقع خلال استعدادات لتنفيذ مهمة وصفها بـ"الخاصة" قرب باب المندب.

ووصف أحد المسؤولين استجابة الولايات المتحدة لهجوم الجيش اليمني بأنه "استعراض للقوة"، مضيفاً "أنها متخوفة من حدوث مثل ذلك الهجوم في أي وقت"، بحسب "فوكس نيوز".

ووفقاً للمسؤول، فإن البحرية الأمريكية تحافظ على حالة استعداد عالية في "الخليج الفارسي وخليج عدن"، جنوب اليمن. ولم يتضح على الفور ما إذا كان قد صدر أي توجيه رسمي لرفع حالة التأهب من هذا الموقف.

وقال مسؤول في البنتاغون، تقول القناة إنه اشترط عدم كشف هويته، إن "إرسال سفن حربية إلى المنطقة، هو رسالة مفادها أن الهدف الرئيس للقوات البحرية هو التأكد من أن الشحن لا يزال دون عوائق في المضيق والمناطق المجاورة".

وأوردت القناة عن وكالة رويترز، أن السفينة التي هاجمها الجيش اليمني، سفينة لوجستية استرالية عالية السرعة مؤجرة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية دانت "الهجوم ودعت جماعة الحوثي (أنصار الله) إلى الكف عن مهاجمة السفن، وقالت إن الولايات المتحدة "مازالت ملتزمة بتعزيز حرية الملاحة عبر المضيق".

وفي ردة فعل عقب الإعلان الأمريكي، حذرت القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية، أي سفينة من القيام بأي أعمال عدوانية ضد البلاد، كما حذرت من قيام أي سفينة باختراق المياه الإقليمية لأي سبب كان، دون أخذ الإذن المسبق من السلطات المختصة.

وقال بيان صادر عن القوات البحرية اليمنية، نشرته وكالة "سبأ" الرسمية في صنعاء، مساء الاثنين، "إنه وبعد مرور أكثر من سنة ونصف ودول تحالف العدوان ترتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا اليمني، من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، وقصف للأسواق والمنازل والمنشآت الحيوية وكل مقومات الحياة، وقتل للصيادين البسطاء، وتدمير مركباتهم على السواحل وفي الجزر".

وأشار البيان، إلى أنه تم استهداف السفينة "سويفت" الإماراتية بصاروخ نوعي، السبت، وتدميرها قبالة سواحل المخا، والتي "كانت تقوم طوال الفترة الماضية بأعمال الدعم اللوجستي لدول تحالف العدوان".