رسائل روسية أمريكية متضاربة: التعاون "سيستمر" رغم "وقف" التعاون

رسائل متضاربة تلقاها المراقبون والمتابعون تفيد التهدئة والتصعيد في آن صدرت عن الجانبين الروسي والأمريكي وفي العاصمتين موسكو وواشنطن.

 

بعد يوم من تعليق واشنطن التعاون مع موسكو، أعلن الكرملين أن روسيا سوف تستمر في التعاون مع الولايات المتحدة بشأن سوريا رغم قرار الأخيرة بوقف التعاون معها. 

 

من جانبه أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان جهود السلام في سوريا يجب أن تستمر، واستمر الجانبان في تبادل الاتهامات بالمسئولية. 

 

وفي واشنطن تحدثت الأنباء عن مناقشة خيارات بتوجيه ضربات للجيش السوري وهو ما حذرت روسيا من خطورته، لكن البيت الأبيض يرفض تنفيذ عملية عسكرية أمريكية في سوريا وفقا لواشنطن بوست

 

الكرملين: التعاون "سيستمر"

 

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الثلاثاء 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 ان روسيا ستستمر في التعاون مع الولايات المتحدة رغم تعليق واشنطن تعاونها مع موسكو بشأن تسوية الأزمة السورية.

 

 

وقال بيسكوف للصحفيين "روسيا ستواصل اتصالاتها مع الولايات المتحدة حول القضايا الضرورية للحفاظ على السلام والأمن بشكل عام على مستوى العالم"، مضيفا "رغم كل شيء، تظل موسكو مهتمة بتطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة."

 

ورفض بيسكوف التعليق حول إمكانية انسحاب روسيا من اتفاقيات أخرى مع الولايات المتحدة في أعقاب وقف اتفاقية التخلص من البلوتونيوم مع الولايات المتحدة يوم الاثنين.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين تعليق المفاوضات مع موسكو لاستعادة وقف إطلاق النار في سوريا، حيث تبذل الدولتان الجهود المشتركة من أجل تيسير التوصل إلى حل سلمي للازمة هناك، ولكنهما وصلتا إلى طريق مسدود بسبب الخلافات الشديدة.

 

واضاف بيسكوف ان روسيا ستستمر في حملتها ضد الجماعات الارهابية ودعمها لقوات الحكومة السورية حتى اذا جعل تعليق وقف إطلاق النار أحادي الجانب من الولايات المتحدة "الوضع هناك أكثر تعقيدا." 

 

جون كيري: جهود السلام يجب أن تستمر

 

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن الجهود الرامية لإنهاء الحرب السورية يجب أن تستمر على الرغم من قرار واشنطن تعليق المحادثات مع موسكو "لقرارها الطائش غير المسؤول" بدعم الرئيس السوري بشار الأسد وفقا لرويترز.

 

 

وعلقت الولايات المتحدة المحادثات مع روسيا يوم الاثنين فيما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا متهمة موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لوقف القتال وضمان وصول المساعدات للمناطق المحاصرة.

 

لكن موسكو ترد بالتهام واشنطن بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة وأنها فشلت في تنفيذ ما عليها من واجبات خصوصا في عزل وفصل الجماعات الإرهابية والمتشددين ولا سيما جبهة النصرة وداعش عمن تسميهم المعارضة المعتدلة. وفي أثناء السجال المتبادل اتهمت المصادر ألأروسية أمريكا برعاية الإرهابيين والإبقاء على جبهة النصرة لاستخدامها في تنفيذ الخطة البديلة أو "الخطة ب" لإسقاط الرئيس الأسد.

 

وقال جون كيري في كلمة ببروكسل يوم الثلاثاء، "لن نتخلى عن الشعب السوري ولن نتخلى عن السعي وراء السلام ... سنستمر في البحث عن وقف دائم وله معنى وواجب النفاذ للاقتتال في أنحاء البلاد - وهذا يتضمن وقف طلعات الطائرات القتالية السورية والروسية في مناطق معينة."

 

وقال كيري إنه لو كانت روسيا جادة بشأن السلام لتصرفت على نحو مختلف عما تفعله الآن في سوريا.

 

الدفاع الروسية تحمل الولايات المتحدة وتنشر اس 300

 

نشرت روسيا منظومة الدفاع أرض - جو "إس 300" في سوريا حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء 4 أكتوبر/ تشرين الثاني.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نقل بطارية من النظام الصاروخي المضاد للطائرات إس 300 لتأمين القاعدة البحرية الروسية في طرطوس وفقا لوكالات روسية.

 

 

وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف أن إس 300 "منظومة دفاعية بحتة ولا تشكل أي تهديد لأي طرف".

 

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، بأن الولايات المتحدة أفشلت كافة اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا.

 

وقال "الولايات المتحدة هي التي أفشلت كافة الاتفاقات بشأن نظام وقف إطلاق النار بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر بعجزها عن فصل ما يسمى "المعارضة" عن "جبهة النصرة" والسماح للإرهابيين بإجراء إعادة التموضع والتموين".

 

خيار "خطير" على الطاولة يرفضه البيت الأبيض

 

قالت صحيفة واشنطن بوست، الثلاثاء 4 أكتوبر/ تشرين الأول، إن مناقشة توجيه ضربات مباشرة للجيش السوري ستكون على طاولة البيت الأبيض، الأربعاء.

 

 

وأشارت، أن مسئولي الأمن القومي في إدارة أوباما سيناقشون الخيارات المتاحة للمضي قدماً في سوريا. مضيفة: "ولكن هناك احتمالاً ضئيلاً من أن يوافق أوباما على ذلك".

 

وحذرت موسكو من تغييرات مزلزلة في المنطقة بأكملها، في حال حدوث "أي عدوان" أمريكي على دمشق والجيش السوري".

 

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية لـ"واشنطن بوست" هذا الأسبوع، إن أوباما ليس مستعداً لخوض حرب عسكرية أمريكية داخل الأراضي السورية، وإن كل الخيارات العسكرية التي تجري مناقشتها ستجلب مخاطر وعواقب سلبية.