تلويح خليجي بـ"خيارات حاسمة" ضد قطر

من المقرر أن يصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، يوم الأربعاء إلى الكويت، في زيارة تستغرق ساعات محدودة، وسط أجواء تطغى عليها تداعيات التوتر بين قطر ودول الخليج العربي بسبب تصريحات تميم الأخيرة.
 
نقلت صحيفة "العرب" اللندنية، المقربة من الإمارات، عن مصادر دبلوماسية كويتية إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور الكويت، الأربعاء، وأوضحت المصادر أن زيارة أمير قطر للكويت ستستغرق ساعات.
 
وأضافت الصحيفة:" تعتقد مراجع دبلوماسية خليجية أن أمير قطر سيحاول في الكويت تخفيف التوتر الذي أربك قطر في الأيام الأخيرة من خلال اتخاذ إجراءات تجميلية ظرفية".
 
لكن هذه المراجع – وفق صحيفة العرب- تؤكد أن الظروف تغيّرت والعالم قد تغيّر وأن دول الخليج لن تقبل بوعود سبق أن نكثت الدوحة بها، وأن هذه العواصم لن تخضع لتعهدات جديدة سبق أن التزم بها أمير قطر أمام العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2014 ولم يف بها.
 
وشككت الصحيفة ذاتها، في إمكانية أن تنجح زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت غدا الأربعاء في رأب الصدع الذي أصاب العلاقات الخليجية جراء تصريحات الشيخ تميم الأخيرة والتي أثارت ردود أفعال ساخطة داخل دول مجلس التعاون الخليجي.
 
واعتبرت "العرب" زيارة تميم مجرد شراء شراء للوقت بانتظار توفر ظروف إقليمية ودولية تتيح لقطر مواصلة السياسة الملتبسة التي انتهجتها منذ عهد أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
 
وقالت الصحيفة إن سياسة المشاكسة والمشي عكس التيار الخليجي التي تنتهجها الدوحة ناهيك عن الدعم العلني المالي واللوجيستي والإعلامي والسياسي الذي تقدّمه الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي، هو خيار بنيوي استراتيجي للنظام السياسي القطري، وأنه من المستبعد، إذا لم يكن من المستحيل، التخلي عمّا تعتبره الدوحة من صلب المشروعية السياسية للنظام.
 
وأشارت إلى أن مواقف قطر من إيران والإخوان تكشف أن العهد الذي قطعه الشيخ تميم على نفسه أمام العاهل السعودي الراحل وأمير الكويت قد طواه النسيان.
 
ونقلت عن مصادر خليجية مطلعة أنه من الصعب تخيّل صدقية قطر في البحث عن تآلف مع العائلة الخليجية في الكويت، فيما أمعنت الدوحة في صب الزيت على النار من خلال اتصال أجراه أميرها بالرئيس الإيراني حسن روحاني.
 
وأضافت هذه المصادر أن الدوحة تسعى ‘الى التقرّب من طهران أو الإيحاء للخليجيين بأنها قد تستقوي بطهران للرد على “محنتها” الخليجية الراهنة.
 
كافة الاحتمالات واردة
 
وذكرت صحيفة "العرب" نقلا عن مصادر خليجية إنه لم يعد مهما ما تجده قطر مواتيا لمصالحها في خياراتها السياسية، وأن المهم أن الأمور وصلت إلى حدود لم تعد العواصم الخليجية تقبل بها، وأن مصالحها السياسية الأمنية والسياسية، لا سيما بعد انعقاد القمم الثلاث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا، تتطلب أكثر من “تراجع” قطر ووعود أميرها.
 
ولم تفصح الصحيفة عن الخطوات التي قد تتخذها دول الخليج للدفاع عن أمنها ومصالحها ضد السياسات القطرية- وفق تعبير الصحيفة - لكنها أكدت أن كافة الاحتمالات باتت واردة لحسم علة باتت تهدد دول مجلس التعاون الخليجي، كما باتت تهدد شعوب هذه المنطقة.