عشرات القتلى والجرحى والمفقودين في حريق ضخم شب في برج سكني بلندن (فيديو)

ذكرت الشرطة أن ما لا يقل عن 12 شخصا لقوا حتفهم وأعدادا "كبيرة" في عداد المفقودين في حريق ضخم شب في برج سكني في لندن يوم الأربعاء 14 يونيو، وأن عدد القتلى مرشح للزيادة.

ووفقا لخدمة الإسعاف المحلية اصيب 78 شخصا من بينهم 18 في حالة حرجة جراء الحريق، والمبنى كان يقطنه ما بين 400 إلى 600 شخص ومؤلف من 120 شقة سكنية.

ووزعت إحدى العائلات صورة تجمع بناتهم الثلاثة مرنا، فاطيما، وزينب وهم من بين المفقودين جراء الحريق.

وما إن تقترب من عمارة غرنفيل، غربي لندن، حتى تهاجمك سحب الدخان، والرماد المتناثر على الأرض. لكن الأكثر لفتا للانتباه هم أولئك الذين ينتظرون خبرا عن أحبتهم.

بشرى من أصول مغربية تنتظر خبرا عن ابنة عمها وأطفالها الثلاثة دون نتيجة حتى منتصف النهار. اتصلت بالشرطة، والمستشفيات من دون جدوى. امرأة أخرى من أصول يمينة، تسأل عن صديقتها من أصول مصرية تعيش في البناية المنكوبة. صديقتهما المشتركة استطاعت النجاة "لأنها تسكن في طابق أرضي".

البرج السكني المكون من 24 طابقاً، تم تجديده العام الماضي بمبلغ يقارب التسعة ملايين جنيه استرليني. رغم ذلك فإن الجيران قالوا إنهم اشتكوا دوماً من إجراءات السلامة العامة في المبنى والمباني الشبيهة في الجوار.

لطالما اتخذت لندن إجراءات صارمة فيما يتعلق بالحرائق ومكافحته، فحريق لندن الكبير عام 1666 يتبادر إلى الأذهان مع ذيوع خبر لأي حريق هائل يشب في العاصمة البريطانية. وعلى مر العقود المنصرمة، أعطت لندن أولوية كبيرة لمراعاة إجراءات الأمن والسلامة لتقليل المخاطر، ولذا فإن حريق غرنفيل سيثير الكثير من الأسئلة عن أسبابه التي ستكشف عنها التحقيقات الرسمية.

وقال مفوض الشرطة ستيوارت كاندي للصحفيين "يحزنني أن أؤكد أن 12 شخصا لقوا حتفهم... وأتوقع أن يتجاوز عدد الوفيات للأسف هذا الرقم".

وكافح أكثر من 200 من رجال الإطفاء بمساعدة 40 عربة إطفاء لساعات للسيطرة على الحريق وهو واحد من أكبر الحرائق في وسط لندن في أكثر من 30 عاما.

وتقول إحدى السيدات التي كانت تستأجر إحدى الشقق السكنية في البرج المنكوب لبي بي سي إنه كان هناك شعور بأن "كارثة" ستحدث يوما ما بسبب مخاوف من إجراءات الأمن والسلامة.

وأطلق مسجد في منطقة نورث كنزنغتون حيث وقع الحريق حملة لجمع تبرعات للمشردين وعائلات السكان الذين قضوا في الحادث.

وحتى (14:56 بتوقيت لندن)، جمع المسجد أكثر من 40 ألف جنيه استرليني (50 ألف دولار أمريكي).

وعنونت جريدة "ايفننغ استندارد" البريطانية في الصفحة الأولى "شركُ الموت".

وتداول العديد عبر تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى صورا ومقاطع مؤثرة للحريق الهائل في المبنى المكون من 24 طابقا، وسط تحذيرات من أن المبنى قد ينهار بسبب استمرار اشتعال النيران في بعض طوابقه رغم مضي أكثر من 10 ساعات على اندلاعها.

كما غرد مسلمون بريطانيون بأن المسجد المحلي فتح أبوابه لمن يحتاج أي مساعدة، بالإضافة إلى الكنيسة القريبة، بالإضافة إلى منظمات إغاثية محلية عرضت أيضا إيواء المشردين.

وأشار عدد من المستخدمين إلى غطاء مصنوع من البلاستيك كان قد وضع على واجهة المبنى مؤخرا، قائلين بأن الغطاء ساعد على انتشار الحريق.