ممالك النفط تمول «خراب تعز» بسلاح المرتزقة

تعيش مدينة تعز، وسط اليمن، حالة غير مسبوقة من الفوضى الأمنية، مع ارتفاع منسوب الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المسلحة المدعومة من تحالف العدوان، في غير بقعة من المحافظة ذات الكثافة السكانية الكبيرة.

 

وحفلت الساعات الماضية، باشتباكات مسلحة بين فصيلين متناحرين في تعز، أسفرت عن مصرع مسؤولين أمنيين بارزين، فضلا عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين، بجانب سقوط ضحايا مدنيين.

 

وحملت معارك الأيام الأخيرة على محور تعز وما رافقها من تهاو سريع لتحصينات الميليشيا المدعومة من حزب الإصلاح الإسلامي، إشارات صريحة بتصدع جدار معسكر المرتزقة، تحت وقع الضربات العسكرية المميتة التي وجهتها إلى صدره، قوات الجيش اليمني، على امتداد مسرح العمليات.

 

وقتل قياديان أمنيان و8 من مرافقيهما باشتباكات في مديرية المسراخ بمحافظة تعز، جنوب غربى اليمن، إثر خلافات سابقة على تحصيل الضرائب من أحد الأسواق التجارية.

 

اقرأ المزيد: جباية الأموال تفجّر صراع الفصائل المسلحة بتعز لليوم الثاني

 

وذكرت المصادر أن اشتباكات اندلعت بين مسلحين من أسرة الضابط القتيل محمد يحيى السبئي وحراسة منزل القيادي الأمني عبد الباسط الهمداني، انتهت بمقتله ونجله و4 من مرافقيه، كما قام المسلحون بتفجير منزله.

 

وشهدت مناطق متفرقة، اشتباكات بين مسلحي قائد المجلس العسكري، العميد صادق سرحان الموالي للجنرال الإخواني علي محسن الأحمر، ومؤيدي المحافظ المعيّن من الفار عبد ربه منصور هادي، علي المعمري، على خلفية تقاسم مبلغ 50 مليون ريال سعودي.

 

وذكرت وسائل إعلام، اختفاء مبلغ عشرة ملايين ريال سعودي، خلال توزيع المبلغ المقدم من السعودية لفصائل المرتزقة في تعز، وجرت عملية التقاسم وسط تجاهل وتهميش لدور المحافظ المعمري الهارب في عدن منذ عدة أشهر.

 

اقرأ المزيد:  تعز: اقتتال المرتزقة.. مقتل مدير أمن المسراخ وتفجير منزله

 

على ذات الصعيد، قتل اثنان وأصيب آخرون باشتباكات شهدها حي شارع جمال في مدينة تعز، بين مسلحين تابعين لغزوان المخلافي، أحد أقرباء القيادي في الإخوان صادق سرحان، وآخرين للقيادي السلفي عادل فارع المعروف بـ "أبو العباس" الموالي للإمارات.

 

ويشهد شارع جمال وسط مدينة تعز منذ صباح الأربعاء اشتباكات عنيفة بين فصيلين تابعين لحكومة المنفى، ومدعومين من تحالف العدوان السعودي.

 

وذكرت تقارير صحافية أن الاشتباكات التي دارت في شارع جمال وسط المدينة بين كتائب أبو العباس من جهة وميليشيا غزوان المخلافي من جهة ثانية، كان سببها محاولة الفصيلين السيطرة على سوق ديلوكس.

 

اقرأ المزيد:  تعز.. ضرائب القات تتسبب بمقتل ضابط شرطة و3 من مرافقيه

 

وتجددت، اليوم الأحد، الاشتباكات بين الفصائل المسلحة في تعز، في منطقة شارع جمال، وسط المدينة، في حين سقط عدد من الجرحى المدنيين، بحسب رواية شهود عيان.

 

وأخذ الخلاف بين فصائل العدوان بعداً أكثر خطورة، مع دخول تنظيم الإصلاح الإسلامي، خط الصراع، من بوابة الفصيل المسلح الذي يتزعمه مقرب من القيادي القبلي الموالي لجماعة الإخوان، حمود المخلافي.

 

وعند هذه النقطة تحديداً، تبلور اصطفاف سياسي وعسكري، تبعا لطرفي المواجهات المدعومين من دول في التحالف السعودي، بالتوازي مع سير الاشتباكات المسلحة على الأرض، إذ تخندق أنصار الإصلاح ووسائل إعلامه خلف الفصيل الذي يمثله نجل شقيقة العميد صادق سرحان في مواجهة التيار السلفي بزعامة "أبو العباس" المدعوم من الإمارات.

 

اقرأ المزيد: قتيلان وجرحى في تجدد المواجهات بين الفصائل المسلحة بتعز

 

وتشير المعلومات إلى أن الميليشيا المسلحة في تعز، باتت تملك سلاحاً يفوق سلاح الأجهزة الأمنية الموالية لحكومة المنفى داخل المدينة، حيث إن التشكيلات العسكرية تعمل بإمكااتها البسيطة.

 

ولا يخرج الصراع عن محاولة الطرفين، الاستئثار بالدعم المالي والعسكري الذي يتدفق إلى محافظة تعز، من دول العدوان، خاصة الإمارات والسعودية، بجانب مساعي كل فصيل لفرض نفوذه على حساب الآخر.

 

وبجانب الأسباب المحلية للاشتباكات المسلحة في مدينة تعز، ذهب الكثير من المتابعين إلى الربط بين الاحداث الأخيرة، والصراع المتفاقم بين جماعة الإخوان ومن خلفها قطر من جهة، وأذرع دولة الإمارات من ناحية ثانية.

 

ويتهم أبو العباس، تنظيم الإصلاح، بالسعي للسيطرة على المؤسسات في مناطق سيطرة مجاميع العدوان، مقابل إقصاء الفصائل الأخرى، وهو ما يرفضه أبو العباس ومسلحوه.

 

وشهدت تعز خلال الفترة الماضية، موجة اغتيالات أودت بعديد من القيادات الميدانية لمجاميع العدوان، سيما من المصنفين على الكتائب السلفية بزعامة "أبو العباس"، واتهم الإصلاح بالوقوف خلفها.

 

وبمرور الوقت ترتفع وتيرة الخلافات بين جبهة قائد الجبهة الشرقية المحسوب على التيار السلفي في اليمن والمدعوم من حكومة أبوظبي "أبو العباس"، والجبهة الغربية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، على خلفية جبايات الأموال.

 

وأقرت ما تسمى "اللجنة الأمنية" يوم السبت إزالة كل من سوق الوليد وسوق ديلوكس ومنع بيع القات فيهما بأي شكل، على أمل السيطرة على الوضع وسط المدينة المشحونة أمنيا وسياسيا.

 

ونفى المراهق غزوان المخلافي، في صفحته على موقع الفيس بوك، مزاعم اعتقاله من جانب ما تسمى اللجنة الأمنية، في حين وصف الفتى الصغير المدعوم من العميد صادق سرحان، قائد اللواء 22 ميكا، نفسه بالضابط ورجل دولة، فيما وصف ابو العباس بـ"المتمرد الداعشي".

 

وباستقراء النتائج الأولية للمواجهات في هذه الجبهة المشتعلة، وقبلها في مناطق جنوب تعز، يمكن استنتاج بديهة أن أطرافاً في التحالف السعودي، تسعى لتحويل المدينة إلى ساحة صراع مفتوح، وصولاً إلى حسم الصراع مع الإخوان في هذه المساحة الجغرافية بالضربة القاضية.

 

وبالنسبة إلى التوقعات المستقبلية، تشير المعطيات إلى أن المعارك بين فصائل العدوان ستستمر في المستقبل القريب، حيث تخطّط ميليشيا أبو العباس المدعومة إماراتيا للسيطرة على مناطق ميليشيا الإصلاح في تعز بكاملها.