إرما يحول فلوريدا لمدينة أشباح ويتسبب في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء

ضرب إعصار إيرما جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية الأحد، برياح عاتية وصلت سرعتها 215 كلم في الساعة، موقعا ثلاثة قتلى. وتسود حالة من الترقب والقلق الساحل الغربي للولاية، التي يقترب منها الإعصار، ما دفع السكان للاختباء، وتسبب في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في تاريخ الولايات المتحدة. وتحولت التجمعات السكنية الكبرى في الساحل الغربي لفلوريدا إلى ما يشبه مدينة أشباح.

عصف الإعصار إيرما الأحد بأطراف فلوريدا مع رياح عاتية وصلت سرعتها إلى 215 كيلومترا في الساعة موقعا ثلاثة قتلى، في ظل قلق من أمواج يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار تتجه إلى مدن الساحل الغربي للولاية.

وأوقع الإعصار أولى ضحاياه الأحد في ولاية فلوريدا حيث قتل ثلاثة أشخاص في جنوب الولاية وغربها في حوادث سيارات تسببت بها على الأرجح الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.

وقال أرنولد لانييه قائد الشرطة في كونتية هاردي إن شرطية قتلت الأحد في حادث مرور قرب مدينة ساراسوتا على الشاطىء الغربي لولاية فلوريدا، كما قتل سائق السيارة الثانية التي صدمت سيارة الشرطية. وقتل سائق سيارة أخرى السبت قرب كي ويست في أرخبيل كيس، وهي المنطقة الأولى في فلوريدا التي ضربها الإعصار.

وضربت عين الإعصار، حيث تكون الأمطار والرياح في ذروتها، جزر فلوريدا كيز، وهو يتحرك بسرعة 13 كيلومترا في الساعة باتجاه الساحل الغربي، بحسب ما أعلن المركز الأمريكي للأعاصير في بيان أصدره عند الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش.

ووصفت ماغي هويز إحدى سكان جزيرة كي هافن ما شاهدته من نافذة بيتها "اقتلعت السفن من الرصيف، وسوّيت أشجار النخيل بالأرض، وتوشك أسلاك الكهرباء أن تُقطع".

وأضافت عاملة الإنقاذ هذه في اتصال هاتفي مع شبكة "سي إن إن" أنه "يستحيل الخروج من المنزل الآن، لا يمكن لأحد أن يقاوم الرياح التي أراها من النافذة".

وقد أصدرت السلطات أوامر للسكان بإخلاء منازلهم، لكن عددا منهم اختار أن يبقى رغم خطر البقاء في هذه المنطقة المنخفضة جدا والتي يحيط بها البحر من ثلاث جهات.

وقال حاكم ولاية فلوريدا "لا نعرف العدد الدقيق لمن فضلوا البقاء في جزر كيز، الرياح هناك تهب بسرعة 215 كيلومترا، والأمطار بين 25 و60 سنتيمترا، إنها منطقة منخفضة جدا" محذرا من أمواج بارتفاع 4,6 أمتار.

وسبق أن شهدت هذه الجزر إعصارا مدمرا قبل 57 عاما بالتمام والكمال، في العاشر من سبتمبر/أيلول من العام 1960.

ترقب وقلق على الساحل الغربي لفلوريدا

وتترقب سائر مناطق فلوريدا بقلق وصول الإعصار إليها، علما أنه يتحرك حاليا على الساحل الغربي لفلوريدا حيث أعلنت السلطات السبت حالة الإنذار الأقصى.

وإزاء الخوف من مصير مشابه لما شهدته جزر الكاريبي، تحولت التجمعات السكنية الكبرى في الساحل الغربي لفلوريدا إلى ما يشبه مدن الأشباح.

فعلى طول شاطئ مدينة نابلز حيث خلت بيوت الأحياء الراقية من سكانها، كانت الأمطار تسقط بغزارة الأحد، وانتزعت الرياح العاتية الأشجار وألقت بها في الطرقات الخالية تماما.

وتقول فيفيانا سيرا التي تقطن الآن في ملجأ على الساحل الغربي بانتظار وصول عين الإعصار "كل ما نريده هو أن نبقى بخير".

وإعصار إيرما قوي لدرجة تجعل تأثيره لا يقتصر على الساحل الغربي لفلوريدا فقط، بل إنه يطال الساحل الشرقي وميامي أيضا.

أجهزة الإنقاذ عاجزة عن الاستجابة لكل اتصالات الاستغاثة التي تردها في ميامي

وفي مدينة ميامي تهب رياح قوية وتهطل أمطار غزيرة. وأفادت أجهزة الإنقاذ أنها عاجزة عن الاستجابة لكل اتصالات الاستغاثة التي تردها.

وقالت السلطات في المدينة في تغريدة "من أصل 41 اتصال استغاثة تلقيناها ليلا، تمكنا من الاستجابة لثلاثة منها فقط".

وينبغي على سكان فلوريدا أن يكونوا على استعداد لإمكانية تشكل زوابع يسببها الإعصار. وقد أطلقت إنذارات عدة في ميامي بيتش وغيرها.

وصباح الأحد، كان أكثر من مليون شخص في فلوريدا محرومين من التيار الكهربائي، وفقا لشركة "فلوريدا باور أند لايت".