تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن اليمن

قال تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للامم المتحدة انه منذ سبتمبر 2014، تدهورت حالة حقوق الإنسان في اليمن بصورة مطردة. وكان للنزاع أثر مدمر على السكان. ومنذ مارس 2015، عندما بدأ مكتبنا في اليمن الإبلاغ عن إصابات المدنيين، قمنا بالتحقق من توثيق ما يزيد عن مقتل 5 الاف، واصابة 9 الاف مدني، من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.

واشار التقرير، الذي حصلت "خبر" للأنباء على نسخة منه، أن اليمن اليوم تمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم.

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، من بين السكان البالغ عددهم 27.4 مليون نسمة، يحتاج 18.8 مليون شخص اليوم إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك 10.3 مليون شخص في حاجة ماسة. و 7.3 مليون شخص على وشك المجاعة. وقد اضطر أكثر من 3 ملايين شخص إلى الفرار من ديارهم، ومنذ أبريل 2017، تم تحديد أكثر من 700 الف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا.

ولفت التقرير الى ان البنية التحتية العامة والخاصة انهارت، فيما تعمل أقل من نصف المرافق الصحية. وقد تضررت المصانع والمزارع، بينما لم تدفع رواتب القطاع العام.

وشدد التقرير على أن أطراف النزاع، وداعميهم، هم المسؤولون مباشرة عن هذه الظروف المروعة واللاإنسانية. وقد أثر فرض الحصار والقيود المفروضة، تأثيرا شديدا على توافر السلع والخدمات الحاسمة، بما في ذلك حتى الإغاثة الإنسانية.

وحث المجتمع الدولي بأن يعمل على التخفيف من هذه المستويات غير المعقولة من الازمة الإنسانية، وحماية المدنيين واتخاذ الخطوات اللازمة المؤدية إلى السلام والاستقرار.

وشدد التقرير على أن الإفلات من العقاب هو سبب ونتيجة للصراع الحالي في اليمن. مؤكدا أن المساءلة ضرورية الآن، ويجب أن تبدأ اليوم حتى يمكن ضمان السلام في اليمن واستدامته غدا.

واكد ان هذه هي السنة الثالثة التي حذر فيها المفوض السامي من أن الاعتماد على اليات التحقيق لأطراف النزاع لن يكون كافيا تماما نظرا لخطورة ومدى الانتهاكات التي ترتكبها جميع الأطراف وعواقبها الخبيثة.

وأوصى التقرير بإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في هذه الفظائع وانتهاكات القانون الدولي في اليمن.

وقال التقرير انه وبينما يتردد المجلس في إنشاء آلية دولية مستقلة، لا يزال الشعب يعاني. ويتحمل المجلس مسؤولياته تجاه شعب اليمن، الذي يجب ألا يتخلى عنه.

وحث مجلس حقوق الانسان على تكليف إنشاء هيئة تحقيق دولية مستقلة لإجراء تحقيقات شاملة ونزيهة وشفافة لانصاف ضحايا هذا الصراع المدمر.