الرئيس هادي يكشف عدد مخرجات الحوار وتوزيعها

أقيم في القصر الجمهوري بصنعاء، صباح السبت، احتفال بمناسبة اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وسط حضور محلي ودولي وعربي ملفت.

وألقيت في الحفل كلمات، هنّأت في مجملها اليمنيين واليمنيات، بنجاح مؤتمر الحوار الوطني، والخروج بوثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مذكرين بأن النموذج اليمني، بات أنموذجاً يحتذى به في المنطقة العربية.

وبدأ الاحتفال بكلمة ألقاها الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد بن مبارك، أكد فيها أن الأمانة العامة لمؤتمر الحوار أول من نفذ مخرجات الحوار الوطني، بإعداد تقرير حول أعمال المؤتمر الذي استمر أكثر من 9 أشهر، تحقيقاً للشفافية، داعياً الجنوبيين إلى انتهاز الفرصة الذهبية، بالتفاعل مع مخرجات الحوار الوطني، كونها ضمنت الحل العادل للقضية الجنوبية، مثمناً الجهود المضنية لأعضاء مؤتمر الحوار في سبيل الخروج بضمانات ومخرجات الحوار.

وعقب ذلك، قام أحد أطفال اليمن، وقدّم وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية قائلا: "باسم أطفال اليمن، نحمل إليكم وثيقة اليمن الجديد، ونحملكم أمانة مستقبل يمننا، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل".

وبعدها عُرض على الحاضرين، فيلم ووثائقي، استعرض أبرز محطات الحوار الوطني، ولخّص أعمال الفرق الـ"9" المنبثقة من الحوار الوطني، واستعرض أهم الصعوبات والعقبات التي اعترضت الحوار خلال الفترة التي استمر فيها، والتي تجاوزت الـ"9" أشهر.

وألقى نائب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد بن حلي كلمةً، عبّر فيها عن سعادته لمشاركة اليمنيين الاحتفال باختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني بأبعاده المختلفة، قائلا: "هذا العرس والذي ضم كل المكونات السياسية في اليمن، استطاع اليمنيون بحزمهم إعلاء مصلحة الوطن على ما سواها، وحققوا التوافق على عدد من القضايا، لبناء اليمن الجديد".

وأضاف بن حلي :"لقد كانت مجريات الحوار فرصة سانحة لتناول كافّة القضايا اليمنية المُعلقة والمهمشة، وأصبحت ضمن التوافق الوطني ومخرجاته مطروحة، ونوّه إلى أن مكاسب الحوار تتمثل في العمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والانتصار للوطن، مؤكداً أن الجامعة العربية ستبقى بجانب اليمن، في مواجهة كافة التحديات خلال مسيرة بناء اليمن الحديث، قائلاً: "شركاء في بناء النجاح، شركاء في بناء اليمن".

كما ألقى المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر كلمةً، هنأ فيها أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ورؤساء الفرق على انجاز أعماله، قائلا: "افتخروا بانجازكم العظيم، فأنتم أثبتم لأنفسكم أنكم قادرون على صنع المعجزات"، مضيفاً أنه سيري العالم أجمع من خلال التقرير الذي سيقدمه إلى الأمم المتحدة في الـ"28" من الشهر الجاري، ما أسماها المعجزة التاريخية التي صنعها اليمنيون بحوارهم، منوّهاً بوقوف المجتمع الدولي إلى جانب اليمن، لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مؤكداً أن مؤتمر الحوار الوطني لم يكن نزهة بل تخلله الكثير من العقبات والصعوبات.

وأضاف بن عمر: "لايزال الطريق طويلاً ولن يتوقف عملكم بانتهاء مؤتمر الحوار، موضحاً إلى التأسيس لدولة تبنيها سواعد الشباب والشابات اليمنيون، مذكراً أن المتحاورين وضعوا أسلحتهم جانباً، وعقدوا العزم على فتح صفحة جديدة ليمن جديد.

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني أكد في كلمة له، دعم المجلس ومساندته لتنفيذ مخرجات الحوار، لتحقيق التحول المنشود، والانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة، والدفع بما تبقى من تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن، منوّها إلى دعم جهود القيادة السياسية الهادفة إلى دفع مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي في اليمن.

وقال النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي صباح حمد الخالد الصباح في كلمته التي ألقاها في الحفل: "تابعت دول مجلس التعاون الخليجي جهود حكومة الوفاق الوطني، لتنفيذ المبادرة والنتائج الذي خلُص إليها مؤتمر الحوار الوطني، موضحاً التزام دول مجلس التعاون بتقديم كافة أوجه الدعم السياسي والتنموي لإنجاح مخرجات الحوار الوطني المستندة على المبادرة الخليجية، استشعاراً منها بأهمية أمن اليمن".

وبعدها، استمع الحاضرون كلمة متلفزة للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، أكد فيها التزام الأمم المتحدة أن يبقى جمال بن عمر متابعاً عن كثب من أجل الدفع بالعملية السياسية، مقدّراً الجهود التي بذلها أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، منوّهاً إلى القضايا الصعبة التي عالجها الحوار مثل قضية صعدة والقضية الجنوبية، ووضح أن المستقبل سيكون صعباً جداً من خلال صياغة الدستور الجديد والتحضير للانتخابات.

واستمع الحاضرون، في استراحة قصيرة إلى لوحة غنائية بعنوان "وطن القلوب"، بعدها اختتم الحفل بكلمة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي أكد فيها نجاح مؤتمر الحوار الوطني نجاحاً منقطع النظير، قائلاً: "اليوم نحتفل مع الأصدقاء، كأكبر دليل على أهم ما خرج به مؤتمر الحوار، ونؤكد أننا سنمضي بكل جد في تنفيذ مخرجات الحوار لوضع يمن جديد يفخر به شعبه، مضيفاً: "نجاح المؤتمر صنع بإرادة يمنية، فإذا كان اليمنيون قديماً بنوا أحد أهم الحضارات، هاهو اليوم يبني مصيراً مشتركاً، وقدرنا كيمنيين هو أن نتخلى عن معاول الهدم وننطلق نحو يمن المستقبل".

وأضاف الرئيس هادي: أن "2000 نقطة من مخرجات الحوار الوطني ستكون الدليل الكامل لمسيرة العمل الوطني، وموجهات دستورية وقانونية، وتعديل السياسات العامة لخدمة الوطن والمواطن، وقال: "الجميع قدّم تنازلات ولذلك كانت الحصيلة التاريخية من خلال التوافق على كل التقارير للوصول إلى الوثيقة الحالية، لنصل إلى حقيقة لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم، الكل سواسية أمام القانون، مضيفاً: ما بعد الحوار لا يشبه أبدا ما قبل الحوار".

وقال الرئيس هادي في كلمته: "من المهم أن تدرك الأجيال القادمة أن وصولنا إلى هنا، سبقه الكثير من الآلام والصراعات والاستئثار بالسلطة على حساب المسؤولية الوطنية".
وأضاف: "منذ 10 سنوات من الآن، استمر النشاط السياسي والسلمي في المحافظات الجنوبية بعد صيف 94، وقبل هذا ومعه وبعده ظل كابوس الإرهاب يهدد اليمن، ما أدى إلى تراجع الاستثمار، وحدث التدهور الاقتصادي، وأدّى كل ذلك إلى تعميق المركزية، ولأول مرة عجزت الدولة عن إجراء انتخابات في 2009م، وتم تأجيلها.

وتابع الرئيس هادي: "يمكن القول أننا وصلنا إلى طرف الشاطئ بعد عامين من الشراكة الوطنية، وبعد إعادة هيكلة أجهزة الأمن والجيش، إلا أن الطريق طويل لانتقالنا من مرحلة الجهاد الأصغر إلى الجهاد العملي الجاد لبناء الدولة اليمنية الحديثة، التي تواكب الحداثة ومتطلبات القرن الحالي" .

وقال الرئيس هادي: "يجب أن ندرك أن المهام لا تستطيع حكومة واحدة تنفيذها، بل الحكومات المتعاقبة، والحكومات اللاحقة في الأقاليم ستستكمل ما تبقى من مخرجات الحوار الوطني الشامل، كما أن مهمة تنفيذ مخرجات الحوار تقع على عاتقنا جميعاً، وتتحملها هذه الأجيال لانتشال اليمن من الصراعات، وحل قضايا اليمن التي تحولت إلى تركة ثقيلة جراء إهمالها، كما ساهم في ذلك إدارة البلاد بالأزمات".

وأضاف الرئيس هادي: "من المهم أن نولي الجانب الاقتصادي اهتماما، بما يقتضي تسخير الاقتصاد لخدمة السياسة، كما يجب أن نتخلص من طريقة التفكير التي أقصت فيها السياسة الاقتصاد، وسنعمل في أقرب وقت ممكن على تشكيل لجنة الأقاليم ولجنة تشكيل الدستور".

واختتم الرئيس هادي كلمته بالشكر والتقدير لكل من مجلس التعاون الخليجي، والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، وكل من ساهم، وقدّم من كريم الرعاية والمتابعة للحرص على أمن اليمن، كما سجل شكره لأبناء القوات المسلحة والأمن، وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل..