تانيا.. حين تعشق اليمن.. ولا تخشى قبلة الاختطاف!!

ربما هي البلادة التي تفقدك الثقة بما تحكيه لك بعربية متقطعة عن سبب تفضيلها العيش والعمل في بلد كاليمن الذي يتصدر بالمقابل قائمة أتعس الشعوب العربية وتاسع شعوب العالم حسب تصنيف مجلة فورين بوليسي الأمريكية مؤخرا. أشبه بابتسامة مرتسمة على شفق وجه طفولي تقول:"أنا أنظر إلى الناس وليس إلى طبيعة وضع البلد، يدهشني حب وكرم الناس مع الأجانب هنا، وهذا ما لم أتخيل حدوثه أبدا قبل زيارتي لليمن" هكذا كان رد الصحفية السويدية "تانيا هولم" على سؤالي لها عن سر شغفها الطافح بالبهجة لهذا البلد..!! تملك "تانيا" أسرة أخرى في اليمن، من أصدقاء وصديقات كثيرون، تعيش معهم كل حالاتها النفسية معهم، في لحظات الفرح والحزن، وتعد الطعام بكل أنواعه مع صديقاتها، وتقضي أوقات مع صديقة تصفها بالرائعة تعلمها اللغة العربية ، تقول تانيا. "أن أترك اليمن، كما لو أفتقد جزء من قلبي" هكذا تؤكد لي "تانيا" في حديث يبعث فيك ركام خيبات لأحلام تشيخ هنا عند مولدها، وتذكرك بانكسارات قلوب لم تعد غير آلات ضخ تنطفئ قبل أوانها بهدوء، حيث لا تجيد تربة هذا البلد سوى ابتلاعها بشراهة..!! وفيما تدرك "تانيا" جيدا أنها عرضة للاختطاف في أي وقت، بعد اختطاف زميلتها الصحفية الهولندية "جوديت وزوجها باو" من أرقى أحياء العاصمة صنعاء "شارع حدة" ولا يزال مصيرهما مجهولا حتى اللحظة منذ شهر يونيو الماضي، تستدرك بالقول" لا يمكن للخاطفين تخويفنا بما فيه الكفاية، لكني أشعر بالخوف أحيانا وفي لحظات أرقب كل ما حولي بمحاذاة كتفاي،" تواصل حميمية الحديث بالعربية، وحين تخونها الألفاظ تحكي باللغة الانجليزية قائلة "حين أشعر بالخوف من شخص ما، أتذكر رجل مسن يلبس وشاح أبيض بعناية يضعه على رأسه، يبتسم لي ابتسامة تذكرني بلطف اليمنيين". "تانيا" التي تقيم وتعمل في اليمن منذ أربع سنوات، وغادرته منذ شهرين، تؤكد أنها ستعود للإقامة هنا، وستعيش وستحتمي بعائلتها من الصديقات والأصدقاء الذين تعرفت عليهم خلال فترة إقامتها السابقة. وكانت الصحفية الهولندية "جوديت" التي لا تزال مع زوجها في أقبية الخاطفين، قالت ذات حديث يبعث على الفجيعة والخذلان أنها موجودة في اليمن، بمحض إراداتها، وتعرف ما يمكن أن تتعرض له من مخاطر، وهي تأخذ حذرها قدر المستطاع، لكنها لا تستطيع أن تفعل شيئا يحميها بشكل كامل. وتضيف بأنها تخاف علي اليمنيين أكثر مما تخاف على نفسها "أنهم يعانون الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية.. أنا لدي بلد أعود إليه إذا حدث أي مكروه في اليمن، ولكن هم أين يذهبون؟!" تعودين بالسلامة يا "جوديت و باو".."تعودين بالسلامة يا "تانيا".