عُقدة "الداخلية" في مزاد الترشيحات.. أزيح العليمي وبقي هلال ورياض وأخيراً "القمش" ينضم للسباق

يبدو أن الأخبار والتسريبات المتباينة والمتناقضة بشأن التعديل الوزاري الذي طال أمد انتظاره سوف تأخذ وقتها مضاعفاً في إعطاء توقعات من كل نوع وترشيح أسماء وشخصيات بديلة لوزارات مختلفة على رأسها الداخلية التي حققت رقماً قياسياً في مضمار التوقعات المفتوح.

معظم الترجيحات كانت تذهب خلال الفترة الماضية جهة اسم عبدالقادر هلال, أمين العاصمة, كأبرز الشخصيات الأوفر حظاً لشغل حقيبة وزارة الداخلية ووقف الفلتان والانهيار الأمني المريع.

وتبرز اعتراضات حزب الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس للشئون العسكرية والأمنية على اسم هلال عائقاً أمام إعلان التعديلات الوزارية, وفقاً لمصادر صحفية وإعلامية تواترت على التأكيد منسوباً لمصادر رئاسية.

أزيح مؤخراً من السباق على شغل الداخلية، بحسب التوقعات, اسم اللواء الدكتور رشاد العليمي -نائب رئيس الوزراء السابق ووزير الداخلية الأسبق -والذي صدر قرار جمهوري بتعيينه مستشاراً للرئيس إلى جانب رئيس حزب الإصلاح وأمين التنظيم الوحدوي الناصري. ليعلق ناشطون وإعلاميون بأن القرار هو بمثابة "عزل" لشخص واسم العليمي من تولي مناصب تنفيذية وحكومية.

وضمن الأسماء، أيضاً, وإن تراجع مؤخراً كخيار أول, اسم الدكتور اللواء رياض القرشي, الذي كان صدر القرار الجمهوري رقم "262" لسنة 2013م بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية لشؤون التعاون الدولي. ويرأس القرشي فريق إعادة هيكلة الوزارة علاوة على عضويته في اللجنة العسكرية. وعملياً يحسب القرشي على حزب الإصلاح واللواء محسن.

المصادر أو معظمها على الأقل تشير إلى انحصار التنافس بين أسماء ووجوه تعتبر من الأعمدة الأمنية الرئيسة للنظام السابق. وهذا ما استدعى تساؤلات حول إمكانية إظهار وتكليف وجوه وكفاءات شابة من الصف الثاني؟

وكان مسئول رئاسي أفاد خبر للأنباء في وقت سابق بأن عبدالقادر هلال هو المرشح الأول إن لم يكن الوحيد للرئيس عبدربه منصور لوزارة الداخلية. مبيناً أن الاعتراضات على اسم هلال تمثل واحدة من معيقات التعديلات الوزارية التي طال وعدها وتطاول أمد الانتظار حتى أصيب الشارع والوسط الصحفي باليأس من صدورها.

تسريب أخير على صلة بالوزارة والترشيحات, قد يشكل مفاجأة كاملة لطبقة عريضة من المراقبين والأوساط اليمنية, هو ما أعلنه ضابط مقرب من رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش, أن رئيس الجهاز والرجل الأمني المثير للتباينات الحادة مرشح لوزارة الداخلية.

الضابط المسئول في إحدى دوائر الجهاز الأمني (م. م), نشر في حسابه على فيسبوك, الثلاثاء: "خبر عاجل: اللواء الركن/ غالب مطهر القمش, وزيراً للداخلية, رئيساً للجهاز المركزي للأمن السياسي".

وبغض النظر عن مدى صحة التسريب من عدمه, إلا أنه يضاف إلى سابقه ويضيف مادة جديدة وثرية للجدل والتباينات.

خبير إعلامي قال لـ"خبر" للأنباء: "التسريبات وكثرتها مقصودة، على ما يبدو, لإشغال الناس والإعلام بمواد جدل يومي, إلهاءً عن سؤال التغيير نفسه وموعده".

مسألة التغيير أو التعديل الحكومي في اليمن, تتحول بالفعل إلى قصة بلا آخر وعناوين جدل وتداول يكاد يكون بديلاً عن التغيير والتعديل فعلياً, فيما يشبه عملية إحلال للوعود والتسريبات بدلاً عن قرارات التغيير حبيسة القصر الرئاسي الذي لا يقول شيئاً خلال وطوال مضمار الترشيحات وسباق التسريبات الممل.