تبرعات الشركات والعائلات الفرنسية الثرية لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام تتعدى 750 مليون يورو

تعدت التبرعات من العائلات الفرنسية الثرية والشركات لإعادة بناء كاتدارئية نوتردام مساء الثلاثاء الـ750 مليون يورو. كما عرضت حكومات أجنبية مساعدتها في إعادة بناء هذا المعلم التاريخي الذي يتخطى عمره 850 عاما.

"أقولها لكم بكل حزم هذا المساء. سنعيد بناء هذه الكاتدرائية كلنا جميعا. سنعيد بناء كاتدرائية نوتردام لأن الفرنسيين يريدون ذلك. لأن تاريخنا يستحق ذلك. لأن هذا قدرنا".. هكذا تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار كاتدرائية نوتردام مساء الاثنين لتفقد الأوضاع ومؤازرة فرق الإطفاء، بعد اندلاع الحريق الذي أتى على جزء كبير منها.

عزيمة ماكرون ومسؤولين فرنسيين آخرين كبيرة لإعادة تشييد الكاتدرائية من جديد، البالغ عمرها 850 عاما والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1991.

وفي هذا الشأن، دعت عمدة باريس، آن هيدالغو، إلى تنظيم "مؤتمر دولي للمانحين" في العاصمة الفرنسية بهدف جمع الأموال لإعادة بناء هذا المعلم الديني والتاريخي من جهة، وإشراك "مختصين" في فن بناء الكاتدرائيات من جهة أخرى.

وقد وصلت التبرعات من الشركات والعائلات الثرية الفرنسية للمساعدة في إعادة بناء الكاتدرائية حتى الآن إلى 750 مليون يورو (790 مليون دولار).

الملياردير الفرنسي هنري بينو يتعهد بتقديم مئة مليون

فقد تعهد الملياردير الفرنسي فرانسوا-هنري بينو بتقديم 100 مليون يورو لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام التي دمرها جزئيا حريق ضخم مساء الاثنين.

وفي بيان قال بينو، رئيس مجلس إدارة مجموعة كيرينغ التي تملك العديد من العلامات التجارية الفاخرة مثل "غوتشي" و"إيف سان لوران"، إن مبلغ المئة مليون يورو سيخصص لتمويل "جهود إعادة بناء نوتردام بالكامل" وستدفعه شركة أرتيميس الاستثمارية التي تملكها عائلته.

وفي نفس السياق، أعلنت مجموعة " ألفي إم أش" المتخصصة في بيع العطور ومواد الموضة والتي تملكها عائلة أرنو تخصيص هي الأخرى 100 مليون يورو لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام، وتعهد بأن يضع تحت تصرف الدولة الفرنسية مختصيها في مجال "الهندسة والرسم والتسويق والتموين لتشييد الكاتدرائية من جديد".

"نوترادم نحبك"

وبعنوان " نوترادم نحبك" أطلق موقع "دارتنيان" منصة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جمع الأموال. ولغاية الآن، استطاع هذا الموقع أن يجمع نحو 24 ألف يورو وهي تبرعات قدمها أشخاص غير معروفين.

وعرضت الحكومتان الألمانية والإيطالية المساعدة في إعادة الأعمار، بينما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يرسل إلى فرنسا "أفضل الاختصاصيين الروس الذين لديهم خبرة واسعة في ترميم صروح التراث العالمي بما يشمل أعمال الهندسة المعمارية التي تعود إلى القرون الوسطى".

ولقد شب الحريق الضخم الذي لم تعرف أسبابه حتى الساعة قبيل الساعة السابعة مساء في الكاتدرائية الباريسية التاريخية وأدت النيران إلى انهيار برج الكاتدرائية القوطية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر والبالغ ارتفاعه 93 مترا، كما أتى على سقفها.