جمعة "الأكف على القلوب".. عمران تخطف أنظار اليمنيين إلى تحرك شعبي أول ضد "سلطة الإخوان"

 جددت حملة 11 فبراير دعوتها لكافة الأطياف القبلية والسياسية من أبناء محافظة عمران إلى الخروج والمشاركة في أكبر مسيرة سلمية تشهدها المحافظة.

وتعيش محافظة عمران توتراً شديداً، وخاصة بعد لقاء قبلي موسع حضرته قبائل الجبل وعيال سريح، وغيرها من الأطياف القبلية والسياسية في عمران، والذين أكدوا على خروجهم في تظاهرة الجمعة، من أجل المطالبة بإقالة المحافظ محمد حسن دماج، وكذا قائد اللواء 310 العميد الركن حميد القشيبي ومدير الأمن السياسي أحمد رزق.

وأوضح مصدر قبلي حضر اللقاء، لـ"خبر" للأنباء، أن اللقاء شدد على ضرورة رفع النقاط والاستحداثات العسكرية التابعة لقوات الجيش وقوات اللواء 310 بقيادة العميد حميد القشيبي.

وقال المصدر- الذي طلب عدم ذكر اسمه – إن اللقاء أكد على سلمية المسيرة التي من المقرر أن تشهدها مدينة عمران (عاصمة المحافظة)، الجمعة، بعد أن كان من المقرر إقامتها الجمعة الماضية، إلا أن وقوف السلطة المحلية موقف العناد، أجبر منظمو المسيرة على إقرار تأجليها منعاً لحدوث مالا يحمد عقباه- حد قوله.

وأشار المصدر إلى أنه في حال رفضت السلطات المحلية في المحافظة خروج المسيرة وقامت بقمعها، فإن حماية المسيرة ستكون من أبنائها وأنها ستكون مسيرة سلمية، حد قول المصدر.

وكان الرئيس عبدربه منصور هادي، التقى قيادة السلطة المحلية بمحافظة عمران (شمال اليمن)، ووعدهم بإقالة المحافظ محمد حسن دماج.

وقال أمين عام المجلس المحلي بعمران صالح زمام المخلوس في تصريح خاص لـ"خبر" للأنباء، "إن الرئيس هادي وعدهم خلال لقائهم، الخميس، بتغيير المحافظ دماج ودعم التنمية والاستقرار والسلم الاجتماعي".

وأضاف المخلوس، "إن رئيس الجمهورية أشاد بدور أبناء عمران في مختلف المحافل السياسية، ودعاهم إلى تكاتف الجهود لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل"، وأشار إلى أن قيادة السلطة المحلية عبّرت عن شكرها وتقديرها لجهود الرئيس هادي في الاهتمام بالمحافظة.

وانتشرت قوات من اللواء 310 وعناصر مسلحة – قالت مصادر محلية إنها تتبع حزب الإصلاح - في عدد من شوارع المدينة، وكذا على مداخلها من أجل منع التظاهرة التي من المقرر أن تصل إلى مركز المدينة.

وقالت مصادر قبلية إن لجنة وساطة أبلغت العميد القشيبي، بعدم جدوى منع التظاهرة أو اعتراضها، مؤكدين على سلميتها وعدم الإنجرار نحو مربع العنف.

وتأتي تلك المعلومات المتداولة في ظل غياب تام لمصادر رسمية أو حكومية تطمئن الناس وتوضح الصورة أولا بأول منعا للتضليل وتغرير الرأي العام ومنعا لما هو أسوأ.

وتداول ناشطون على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، معلومات نُقلت عن مصادر في لجنة الوساطة تؤكد فيه انسحاب بعض الجنود والآليات العسكرية من المواقع والثكنات التي كانت قد أقامتها وسط المدينة، وأن اللجنة تواصل جهودها من أجل تأمين استقبال التظاهرة.

إلى ذلك رحب مصدر مسؤول في السلطة المحلية في المحافظة، بتوجيهات الرئيس هادي خلال لقاءه اليوم قيادة المجلس المحلي للمحافظة بالاهتمام بالمحافظة وضرورة تضافر الجهود لمساندة الدولة في توطيد دعائم الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية وإنهاء التوتر بالمحافظة من خلال اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك.

وقال بيان منسوب للسلطة المحلية- نشرته وكالة "سبأ" الرسمية- إن الرئيس وجه بمنع المسيرات والمظاهرات في هذه الفترة نظراً للوضع الأمني الذي تعيشه المحافظة.

بينما شكك ناشطون ومدونون بصحته وتداولوا صورة للبيان يخلو من توقيع اي جهة أو شخص وليس مذيلا باسم المحافظ أو مكتبه.

ورأى البعض أن البيان يتناقض مع ما تسرب من معلومات عن لقاء الرئيس بوفد مشائخ عمران وكذا تأمين التظاهرة التي تحولت في البيان إلى عمل ممنوع بتوجيه رئاسي .. علاوة على كونه يحفز قوات الأمن لمواجهة محتملة مع التظاهرة. بينما يسهل التنصل من المسئولية وراء البيان, بحسب نعلقين, فيما بعد.

وأكد البيان على ضرورة تنفيذ تلك التوجيهات .. مشيدةً بدور اللجنة الأمنية بالمحافظة وكافة الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والقوى والشخصيات الاجتماعية في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

وفي ظل هذا التناقضات وتضارب المعلومات والمعطيات بين تأمين وضمان التظاهر وبين من ينسب توجيهات للرئيس بمنعها، فإن ذلك مبعث قلق وتوتر سادا أوساط اليمنيين وانعكسا بوضوح على نقاشات وحوارات وتغريدات المدونين والناشطين والخشية من أن يتعمق ويتكرس غياب الدور والوظيفة الرسمية لحساب المجهول وحده.

وحول ذلك أشار الصحفي ورئيس تحرير يومية "الأولى" محمد عايش، إلى أن المحافظة تعيش توتراً أمنياً ينذر بتفجر الوضع، واصفاً ذلك بـ"الديناميت".

وقال عايش في منشور على صفحته في "فيسبوك": دبابات القشيبي ومسلحو الإصلاح يملؤون الشوارع، فيما يحتشد الحوثيون للتظاهر من أنحاء المحافظة.

وكتب عايش " قال لي: عمران الآن تحتاج عود كبريت واحد لتنفجر كالديناميت .. وأغلق التلفون.

الله يستر، دبابات القشيبي ومسلحو الإصلاح يملؤون الشوارع، والحوثيون يحتشدون للتظاهر من أنحاء المحافظة .. إن مر صباح وعصر اليوم بسلام فقد نجت عمران، أو إنها المجازر."