"ناشيونال إنترست": العالم يبحث عن السلام في اليمن.. فهل ستنتهز إيران الفرصة لإنهاء حربها في أكثر دول العالم العربي بؤساً؟

*مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية

تسببت الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن بالموت والقتل والدمار وتشريد الملايين من المدنيين من ديارهم. كما أن المجاعة والأمراض، التي تسببت بها حرب المتمردين الحوثيين، باتت تهدد العديد من اليمنيين أكثر من الحرب نفسها.

يبحث حلفاء أمريكا عن السلام في اليمن، بيد أن السؤال الأكبر: هل ستنتهز إيران هذه الفرصة لإنهاء حربها في أكثر دول العالم العربي بؤساً؟

لقد سحبت دولة الإمارات بعض قواتها من اليمن ودعت إيران إلى خيار السلام.

وكتب أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي في صحيفة "الواشنطن بوست": "ينبغي على الأطراف اليمنية -الحوثيون على وجه التحديد- أن ترى هذه الخطوة على حقيقتها: إنها إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد يهدف لإنهاء الصراع. على المجتمع الدولي اغتنام الفرصة. يجب أن يردع أي طرف عن استغلال هذه الفرصة أو تقويضها، ومنع الحوثيين من عرقلة المساعدات، والتعجيل بالتسوية من قبل كافة الأطراف ودعم جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة". وأكد قرقاش "أن الإمارات لن تغادر اليمن، وستواصل تقديم المشورة والمساعدة للقوات اليمنية المحلية، وسترد على الهجمات ضد التحالف والدول المجاورة".

ومع ذلك، فإن فرصة إجراء محادثات سلام حقيقية، يجب ألا تتجاهلها إيران. لكن من غير الواضح ما إذا كانت طهران تريد السلام فعلاً.

تواصل إيران تحدي الولايات المتحدة والدول العربية المتحالفة معها في جميع أنحاء الشرق الأوسط. فعلى مدار العقود الأربعة الماضية، تمكنت من إنشاء "هلال نفوذ" ممتد من لبنان وسوريا في بلاد الشام، إلى العراق والبحرين في الخليج، إلى اليمن على البحر الأحمر. ودعمت وكلاءها، الذين ينفذون هجمات إرهابية في جميع أنحاء المنطقة.

أهداف إيران المعادية لأمريكا واضحة من تصريحات قادتها العلنية. فقد صرح قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني مؤخراً أن "البحر الأحمر، الذي كان آمناً، لم يعد الآن آمناً في ظل الوجود الأمريكي".

لا شك أن الهجمات الإيرانية على ناقلات النفط، ودعم الهجمات الحوثية الصاروخية المتزايدة، وإسقاطها لطائرة أمريكية بلا طيار يجب إدانتها ومواجهتها، لكن المساعي الدبلوماسية ليست كافية.

ما تحتاجه الولايات المتحدة الآن هو استراتيجية شاملة:

يجب حماية النقل البحري الدولي عبر مضيق هرمز بتحالف بحري واسع بقيادة الولايات المتحدة. قد يشمل هذا التحالف البحري شركاء عسكريين على المدى الطويل مثل المملكة المتحدة وفرنسا. ربما يمكن أن يشمل حلفاء من منطقة الخليج وآسيا واليابان وكوريا الجنوبية، بالنظر إلى اعتمادهم على نفط الشرق الأوسط.

يجب فصل النظام الإيراني عن الشعب الإيراني. تاريخياً، الإيرانيون هم أكثر السكان المؤيدين للغرب في المنطقة. إنهم يعيشون في ظل نظام قمعي غير مرحب به. يمكن للولايات المتحدة دعم الشعب الإيراني من خلال رفع حظر السفر على المواطنين الإيرانيين.

تحتاج الولايات المتحدة وأوروبا إلى تشكيل جبهة موحدة ضد إيران. يجب على أوروبا أن تنتقل من اعتبار طهران كشريك تجاري محتمل إلى النظر إليها كتهديد للأمن الاقتصادي والمادي في أوروبا.

إن الاختبار الحقيقي الأول لنوايا إيران -سلماً أو استمراراً للحرب- سيكون على رمال اليمن. فإذا اختارت إيران الإمساك بغصن الزيتون (أي السلام)، فمن الممكن أن تضع المفاوضات المستقبلية حداً لصراعاتها. لكن إذا نظرت إيران بدلاً من ذلك إلى "الخطوة الإماراتية" من أجل السلام كفرصة للسطو على المزيد من الأراضي في اليمن، فإن العرب المحاصرين بنيران طموحات إيران سيواجهون سنوات من البؤس.