"شيطنة تظاهرات العراق".. من يقف وراء اغتيال ناشطين وتفجير المنطقة الخضراء؟

اندلعت تظاهرات حاشدة في العراق الثلاثاء احتجاجا على تفشي الفساد والبطالة ونقص الخدمات.

وأسفرت التظاهرات عن مقتل أكثر من 21 شخصا واصابة عشرات آخرين نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات.

وفي وقت مبكر من فجر الخميس سمع دوي انفجار قوي في المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد، والتي تضم مباني الحكومة ومقار السفارات الأجنبية.

وقال مسؤول أمني عراقي تحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته إن قذيفتي هاون سقطتا على المنطقة الخضراء في مكان مفتوح ولم تتسببا في أي خسائر بشرية.

وأكد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة صباح الخميس، إنه تم سماع انفجارات في المنطقة الخضراء قبل فجر الخميس. وأضاف أن القوات العراقية تحقق في الأمر، وأنه لم يتم ضرب أي من مرافق التحالف.

وقال أيضا إن "قوات التحالف تحتفظ دائما بالحق في الدفاع عن أنفسنا، ولن يتم التسامح مع الهجمات على أفرادنا."

وفي البصرة جنوبي العراق أطلق مهاجمون مجهولون النار وقتلوا رسام الكاريكاتير والناشط حسين عادل مدني وزوجته.

وقال مسؤولو أمن إن مسلحين ملثمين اقتحموا المنزل في وقت سابق الخميس وقتلوا رسام الكاريكاتير وزوجته بينما لم تصب ابنتهما زهرة البالغة من العمر عامين بسوء.

ووفقا للناشطين فقد شارك مدني وزوجته في احتجاجات البصرة مساء الأربعاء عبر اسعاف المتظاهرين المصابين في الاشتباكات مع قوات الامن العراقية.

وقالت مصادر أمنية إن الزوجين كانا قد شاركا في احتجاجات البصرة العام الماضي وتلقيا تهديدات من جماعات مسلحة قوية في المدينة السنة الماضية.

توقيت الهجمات

ولم يعلن على الفور أحد مسؤوليته سواء عن مقتل الناشط المدني، أو الهجوم على المنطقة الخضراء، لكن توقيت الهجومين يثير تساؤلات بشأن الجهة المستفيدة أو التي تقف خلفهما.

ويرى المحلل السياسي هيثم الهيتي أن هناك "جهات متضررة وقلقة من الاحتجاجات في العراق تحاول أن تشوه أو تشيطن التظاهرات".

ويقول الهيتي في حديث لموقع الحرة إن "المتظاهرين لا يمكنهم إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء أو قتل أشخاص لأنهم ببساطة لا يمتلكون السلاح"، ويضيف "الذي يمتلك السلاح والصواريخ هي الميليشيات المدعومة من إيران".

ويؤكد الهيتي أن "الميليشيات المرتبطة بإيران تعمل من أجل مصالح طهران وهذه المظاهرات هي الأخطر على الوجود والنفوذ الإيراني داخل العراق".

ويتابع الهيتي أن "الشعارات التي رفعت في المظاهرات كانت ترفض الفساد ونقص الخدمات وكذلك هي رافضة لتغلغل الميليشيات وسيطرتها على معظم مفاصل الدولة، وبالتالي فإن هذه الجهات تحاول تشويه المتظاهرين لتبرير عمليات القمع التي تمارس ضدهم ".

وهذه التظاهرات غير مسبوقة، إذا أنها لم تنطلق بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في بغداد، بل جمعت الغاضبين المحتجين على غياب الخدمات العامة والبطالة، وهي الأولى منذ استلام حكومة عادل عبد المهدي السلطة قبل عام تقريبا.

وحجبت السلطات الوصول إلى الإنترنت في معظم أنحاء العراق، فيما تم فرض حظر للتجوال في بغداد والناصرية ومدن أخرى.

وشهدت البصرة في سبتمبر 2018 عملية اغتيال استهدفت الناشطة سعاد العلي بعد نحو أسبوعين من تظاهرات شهدتها المدينة وشاركت فيها سعاد مع مجموعة نساء وانتشرت صورة لها وهي في المظاهرات.

وكانت سعاد ناشطة في حركة الاحتجاج التي قام خلالها شبان غاضبون بإحراق مقار أحزاب دينية في المدينة، بالإضافة إلى القنصلية الإيرانية.