تقرير: احتدام "حرب باردة" بين إيران وروسيا على الأراضي السورية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن صراع النفوذ بين إيران وروسيا في سوريا احتدم وسط سعي متبادل لاستقطاب السوريين من خلال أساليب ووسائل مختلفة.

وأكد المرصد أنه بالرغم من أن نظام "الأسد" استعاد السيطرة ظاهريا على ما يقرب من 60% من إجمالي مساحة سوريا، فإن الوضع على أرض الواقع يشير إلى التوترات الهائلة والحرب بين روسيا وإيران من أجل حصد أكبر قدر ممكن من النفوذ.

وقال المرصد إن التقلب في الموالاة أصبح أمرا سائدا في أوساط المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وأشار المرصد إلى أن "هناك مدارس ممولة من إيران في الريف الغربي (العلوي)، يدخل إليها المدرس ويلقي تحية (السلام على الشباب العلوي)، كما يتم منح رواتب مضاعفة للمدرسين".

المساعدات الغذائية.. روسيا وإيران تستغلان حاجة السوريين

ورصد المرصد، على مدار الأشهر الماضية، صراعا بين روسيا وإيران على اجتذاب الشباب السوري عبر المساعدات والتجنيد في قوات وفصائل تابعة لكل منهما في مناطق سيطرة النظام.

ويرتكز الصراع الروسي الإيراني حول النفوذ على الأرض السورية، حيث يتخذ هذا الصراع أشكالا عدة، من بينها الصراع عبر المساعدات الغذائية واستغلال حالة الضعف والجوع وفقر الحال وضعف القوة الشرائية والتشرد والنزوح التي يعاني منها المواطنون السوريون بفعل ثماني سنوات من الحرب".

وقال المرصد إن القوات الروسية وزعت، في شهر أبريل، مساعدات عدة على مناطق في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من ريف حماة، بالإضافة إلى توزيع هدايا للأطفال ومساعدات إنسانية وغذائية في المناطق القريبة من خطوط التماس مع الفصائل والتنظيمات الموالية لتركيا.

وكشف المرصد أن القوات الإيرانية تعمد بدروها إلى استغلال حاجة السكان في غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما، لتزويدهم بالمساعدات الإنسانية والغذائية من خلال المطابخ الخيرية وغيرها من المراكز التي تمد المواطنين بالمساعدات، إضافة إلى تقديم الرواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولارا أميركيا.

وطال الصراع، حسب المرصد، الحواجز والسلطة ونقاط التفتيش في البادية السورية وفي المنطقة الممتدة من حمص إلى الصفاف الغربية لنهر الفرات.

ورصد "المرصد السوري" وجود نحو 40 حاجزا للميليشيات الموالية لإيران والميليشيات الموالية لروسيا، إذ تتنافس هذه الحواجز وتتصارع على نقاط التفتيش التي تدر عليهم أرباحا يومية هائلة ومبالغ خيالية.

وقال “المرصد السوري" إن عائد الإتاوات المفروضة وصل لنحو 100 مليون ليرة سورية على دفعة من الصهاريج المحملة بالنفط ومشتقاته، إذ لا يسمح لهذه الصهاريج على وجه الخصوص بالمرور دون دفع إتاوات.

التجنيد مقابل المال

وتحول الصراع إلى التجنيد، إذ تلعب طهران على الوتر الطائفي وفقر المواطنين، وسجل المرصد ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخرا، مقابل المال الإيراني.

وأكد المرصد استمرار إيران في اللعب المتواصل على الوتر الديني والمذهبي عبر استمرار عمليات “التشيُّع"، مقابل مبالغ مادية كبيرة، في استغلال متواصل لسوء الأحوال المعيشية.

وتمنح القوات الإيرانية المقاتلين في صفوفها 150 دولار شهريا، بالإضافة إلى سلال غذائية وخدمات طبية.

ورصد المرصد قيام الميليشيات الموالية لإيران بتهريب عناصر "داعش" من البادية السورية على متن سيارات عسكرية مقابل 1500 دولار للشخص الواحد.

وتسعى “موسكو"، بالمقابل، لسحب البساط من تحت أرجل الإيرانيين عبر تحالفات واتفاقات مع تركيا وغيرها من الميليشيات والفصائل العاملة في سوريا، ولم تستطع روسيا كبح جماح الإيرانيين في الجنوب والشرق السوري.

ويأتي استمرار الصراع الروسي الإيراني في ظل ركود العمليات العسكرية واقتصارها على تصعيد بري وجوي في الشمال السوري، حيث استغل كلا الطرفين الوضع من أجل ترسيخ قوته على الأرض وتوسعة رقعة نفوذه من أجل الانفراد بالسيطرة على القرار السوري.