كمائن حوثية تتربص بحياة اليمنيين

الموت بالمجَّان، تزرعه مليشيا الحوثي الإرهابية لأبناء الشعب اليمني، في الطرقات وحول آبار المياه، وبطون الأودية والحقول والسهول والمرتفعات والقيعان، فتارة يذهب بضحيته، وأخرى يتركها خلفه مصحوبة بعاهة مستديمة.. تعتبر محافظة الضالع كغيرها من محافظات اليمن التي تتعرض لزراعة ألغام حوثية بالآلاف.

وقامت مليشيا الحوثي الإرهابية بزراعة آلاف الألغام في ضواحي مدينة قعطبة شمالاً، وحتى شخب، والزبيريات، والفاخر، وباجة، وحجر، وبلاد اليوبي وغيرها، من أرياف الضالع، أدت إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين.

وخلال الساعات الأخيرة من الـ 48 ساعة المنصرمة، انفجر لغم أرضي براعي أغنام أدى إلى وفاته، فيما انفجر الاثنين 22 أكتوبر/ تشربن الأول 2019م، لغم أرضي مضاد للدروع بمكينة حراثة زراعية في ريف قليعة شمال غربي الضالع، أثناء قيامها بعملية حراثة أرض زراعية.

وتسبب الانفجار بإصابة الحاج عبده العفيف، سائق الحراثة (65 عاماً) وابنه بدر عبده العفيف (10 أعوام) بشظايا متفرقة، تم إسعافهما على إثرها إلى مشفى النصر العام بمدينة الضالع، فيما تسبب الانفجار بتدمير مكينة الحراثة بشكل كامل.

الثلث الدامي

وخلال الأسبوع المنصرم من الثلث الثاني لأكتوبر / تشرين الأول الجاري، انفجر لغم أرضي بالمواطن مسعد الجبني، أمام منزله، في قرية شخب الواقعة شمال شرق حجر، أثناء عودته إليه بعد تحرير القرية من مليشيا الحوثي، وتسبب في بتر قدميه.

وتعمّدت المليشيا زراعة الألغام أمام المنازل التي غادرها سكانها كنوع من العقاب الفردي، لحاجتها إليهم في استخدامهم دروعاً بشرية أثناء احتدام المواجهات.

حادثة مشابهة من حيث أداة الموت، إلا أنها تختلف كثيراً من حيث عدد الضحايا، سقط خلالها أكثر من خمسة مدنيين بإنفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي في منطقة الزبيريات غرب مديرية قعطبة، شمال غربي الضالع - حسب سكان محليين.

أضرار وخسائر

جميع فصول تلك الحكايات الدامية والأليمة التي يستمر عرض مشاهدها، وتدور أحداثها في الثلث الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مهما تنوعت أماكن وقوعها إلا أن الموت الذي تحمله واحد.

وحسب مصادر وكالة "خبر"، فإن لغماً أرضياً زرعته الجماعة انفجر بسيارة المواطن حزام عبده حزام اليوبي، أثناء مرورها في إحدى الطرق الفرعية بالمنطقة، مما تسبب بإصابة خمسة مدنيين -بينهم نساء وأطفال- بجروح متفاوتة وأضرار كلية في السيارة.

استمرار النزوح

وتسببت زراعة الحوثيين للألغام وسط القرى وفي الوديان والجبال والطرقات بعدم قدرة النازحين من تلك القرى للعودة خوفاً من انفجارها، فغالباً ما تعمد جماعة الحوثي إلى إخفاء الألغام وتمويهها مع طبيعة التربة والجبال في تلك المناطق.

ألغام بشكل قطع صخرية

وأفادت مصادر محلية، أن الألغام التي زرعتها المليشيا الحوثية في حقول ومزارع وأماكن عامة، وتسببت في قتل العشرات من المزارعين والرعاة والمشاة، كانت على أشكال قطع صخرية.

وتستخدم مليشيا الحوثي الألغام كحصن دفاعي لها، وقد أودت هذ الألغام بحياة المئات وأسفرت عن إصابة الآلاف في مختلف محافظات يمنية.

ووفقاً لتقرير موقع ”أكليد” المتخصص في جمع بيانات مناطق النزاع، فقد وصل عدد القتلى 920 مدنياً خلال العامين الماضيين، فضلاً عن آلاف الجرحى.

من جانبه أكد مصدر عسكري لوكالة "خبر" أن فرق مسح تابعة للقوات المشتركة والمقاومة الجنوبية، استطاعت أن تنزع عشرات الألغام في عدد من المناطق التي تم تحريرها، مشيراً في ذات الوقت إلى أن ذلك لا يعني تأمين جميع المناطق التي تم زراعتها بالألغام، نظراً لاتساعها وحاجة فرق المسح إلى وقت أكثر تنظيفها، ما يعني أن خطر الموت ما زال حاضراً.