يريد نشرها في الأحياء السكنية.. خامنئي يستحضر نموذج "اللجان الثورية" في مواجهة الانتفاضة الايرانية

لمواجهة الانتفاضة غير المسبوقة التي تشهدها إيران، قرر المرشد علي خامنئي اتخاذ إجراءات تعيد إلى الأذهان أجواء الأيام الأولى التي أعقبت الثورة الإيرانية في عام 1979.
 
خامنئي دعا إلى إعادة هيكلة قوات الباسيج شبه العسكرية لتكون "أكثر قدرة على الحركة"، وحاضرة في الأحياء السكنية على نحو دائم للتعامل مع أي طارئ، تماما على شاكلة "اللجان الثورية الإسلامية" التي أوكل إليها في ثمانينيات القرن الماضي التصدي لـ"أعداء الثورة".
 
إجراءات عدها مراقبون احترازية الغرض منها قمع التظاهرات التي اندلعت في نوفمبر، حسب ما يشير تقرير لموقع "راديو فردا".
 
وفي خطاب بعثه خامنئي لأعضاء الباسيج بمناسبة "أسبوع الباسيج" الذي بدأ في 27 نوفمبر، دعا خامنئي إلى إيجاد "دفاع صارم، وشبه صارم، ودفاعات ناعمة في كل المناطق"، وابتكار استراتيجيات وتكتيكات للتعامل مع المواقف المختلفة، داعيا الباسيج في نفس الوقت إلى "اجتنابهم المفاجآت، والحضور في كل الأحياء السكنية."
 
وأضاف خامنئي "إن اللجان الثورية الإسلامية، كانت حاضرة في الأحياء والأماكن المختلفة، كانت حاضرة في كل مكان وكل وقت. وعندما يحدث شيء، كنا نجد الأخوة في اللجان (جاهزين للتعامل).. إن هذا الوجود المستمر مهم جدا."
 
وكانت اللجان الثورية أول مجموعات شبه عسكرية تم تكوينها بعد الثورة في 1979، وقد بدأت في أول الأمر بمتطوعين تحت قيادة رجال دين من المساجد المحلية، وقد تعاملت بشكل أساسي مع من صنفوا كأعداء للثورة. وفي عام 1991 تم إدماج اللجان في الشرطة وقوات الدرك، كي تكون القوى المطبقة للقانون في إيران.
 
وحسب تقرير "راديو فردا"، فإن الدفاع الصارم الذي دعا خامنئي الباسيج إلى اتباعه، يعني الدفاع العسكري والحرب، أما الدفاع شبه الصارم، فهو مقاومة الحرب الأهلية والانقلابات.
 
ويعتبر مصطلح "الدفاع شبه الصارم" إشارة أخرى لدور الباسيج في قمع المعارضين في المناطق العمرانية والمحافظات، فيما يشبه حقبة الثمانينيات. وتعتبر هذه الإشارة غير مسبوقة في خطابات خامنئي خلال العقد الماضي.
 
يذكر أنه في عام 1981، تم دمج الباسيج في جهاز الحرس الثوري من أجل تدريب المتطوعين للقتال في حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق (1980-1988). وقد تم تكوين الباسيج على يد الخميني في 1980 لتكوين "جيشا من 20 مليون فرد".
 
وقد شاركت قوات الباسيج بقوة في قمع احتجاجات الحركة الخضراء في إيران عام 2009، جنبا إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني.
 
وقد تسببت الباسيج في مقتل عشرات المتظاهرين خلال تلك الاحتجاجات، وكان أشهر الضحايا ندا آقاسلطان‎، التي التقطت الكاميرات لحظات وفاتها.
 
ولدى قوات الباسيج عناصر مجندة تنتشر في المدارس، سواء الابتدائية، أم المتوسطة، أم الثانوية. وقد تم البدء في توظيفهم داخليا لمصلحة النظام منذ انتهاء حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق في 1988.