مقتل سليماني.. مليشيا الحوثي في انتظار التوجيهات من إيران

عكست ردود فعل القيادات الحوثية الغاضبة والمرتبكة على مصرع قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بعملية عسكرية أمريكية نوعية في بغداد، ما كان يمثله سليماني بالنسبة لها ولمشروعها كأحد أذرعه إيران في المنطقة.

وسارعت مليشيات الحوثي، إلى إصدار بيان، لتعزية القيادة الايرانية بمقتل سليماني، وتوعدت بأن دماءه "لن تذهب هدرا"، فيما قال رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، محمد علي الحوثي إن "الرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل".

وتزامنت هذه التصريحات الحوثية الغاضبة، مع تأكيد مصادر مطلعة أن قيادات مليشيات الحوثي قيد انتظار التوجيهات الإيرانية لاتخاذ موقف تجاه التطورات على خلفية هذه الحادثة.

ويقول محللون ومراقبون، إن مليشيا الحوثي لن تتخذ أي إجراء وستبقى في انتظار التوجيهات التي ستأتيها من إيران".

وأشارت إلى أن جماعة الحوثي بذلك لا تؤكد تبعيتها وعمالتها لإيران فحسب، وإنما استعدادها لسفك دماء اليمنيين في حروبها انتقاما لدماء قيادي إيراني.

وقد أدار الجنرال سليماني التدخل الإيراني في اليمن، كجزء من مهمة فيلق القدس الذي يقوده والموكل إليه مهمة بناء وتوظيف كيانات موالية لطهران، وهي الكيانات التي تختطف الدولة في العراق ولبنان واليمن وسوريا.

وعقب إطلاق التحالف بقيادة السعودية في مارس 2015، عاصفة الحزم، ذكرت تقارير إعلامية أن سليماني وصل إلى صنعاء في إطار مهمة حربية كلفه بها خامنئي لإدارة معارك الحوثيين، وهو ما أكده تقرير استخباراتي إسرائيلي في ذات العام والذي أوضح أن سليماني "وصل صنعاء الجمعة 27 مارس 2015، ليفتح ثالث جبهة عسكرية في الشرق الأوسط تشارك فيها إيران بعد العراق وسوريا".

ووفق التقرير فإن إرسال سليماني لليمن أشار إلى عدم استعداد طهران للتخلي عن إنجازاتها المشتركة مع الحوثيين، بالسيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن، بما في ذلك الأجزاء الساحلية اليمنية على البحر الأحمر.

وأشرف سليماني على العمليات العسكرية الإيرانية في اليمن، بما في ذلك نقل وتهريب الأسلحة إلى مليشيات الحوثي وتدريب عناصرها، وتقديم الإسناد اللوجستي عبر العشرات من خبراء الحرس الثوري الذين تولوا توجيه الصواريخ الباليستية، وتركيب الطائرات المسيرة وتوجيهها، واستهداف الملاحة الدولية، وغيرها.

وفي 2017، كشف تقرير حصري لوكالة "رويترز" عن أن سليماني أقر في اجتماع بطهران على زيادة حجم المساعدة للحوثيين من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي.

وقال سليماني حينها إن "اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية وكسبها سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط".

وفي أواخر العام الماضي 2019 كشفت مصادر استخبارية أمريكية عن تواجد جنرال في الحرس الثوري الإيراني يدعى عبد الرضا شهلائي (أحد المساعدين البارزين لسليماني) في صنعاء على رأس قوة مكونة من حوالي 400 مقاتل من الحرس الثوري لتقديم الدعم لمليشيات الحوثي، وعرضت الخارجية الأمريكية في أوائل ديسمبر/كانون الثاني الماضي مكافأة بقيمة 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن هذا الضابط.

وأكدت معلومات أن مهمة الجنرال شهلائي توجيه الأجندة الحربية لمليشيات الحوثي بما يتفق مع أولويات إيران وأهدافها ومخططاتها الاستراتيجية في المنطقة.

وعقب مقتل سليماني، توقع مسؤولون إيرانيون أن يشمل الرد عمليات في المياه الإقليمية بواسطة أذرع إيران في المنطقة العربية، وتحضر هنا جماعة الحوثي كأحد الأدوات في المنظومة الإيرانية والتي يمكنها استهداف طرق مرور النفط والتأثير بشكل مباشر على البيئة البحرية في البحر الأحمر.