في ظل غياب تام لـ"الشرعية".. تعرف على مشاريع ومبادرات الإمارات في الساحل الغربي خلال عام التسامح 2019

حققت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر ذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر، خلال العام 2019 الذي أطلقت عليه (عام التسامح)، حزمة مشاريع في البنية التحتية وبرامج مساعدات إنسانية واسعة بالساحل الغربي اليمني، تضاف إلى جملة ما حققته خلال عام زايد 2018.. وتمكنت خلالها من سد الفراغ الحاصل في المديريات والمناطق المحررة وتطبيع الحياة فيها في ظل انقطاع السبل وغياب دور السلطة الشرعية وخروج معظم مرافق مؤسسات الدولة عن الجاهزية جراء الحرب المفروضة من قبل المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن.

ففيما استمر غياب حكومة الشرعية في هذه المساحة الجغرافية الواسعة وذات الكثافة السكانية العالية.. وفي الوقت الذي ما لبثت بعض أطراف الحكومة تهاجم دولة الإمارات والتحالف العربي بشكل عام تنفيذا لأجندة تآمرية قطرية - تركية معروفة، كثفت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها وجابهت التحديات وسابقت الزمن بدعم سخي من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات والتي جسدت حرصها لإغاثة الملهوف والمنكوب والنازح والفقير وتخفيف معاناتهم وتطبيع الحياة بشكل عام على طول امتداد مديرياتهم وذلك بحزمة مشاريع شملت القطاعات الحيوية وفي مقدمها قطاعات التعليم والصحة والمياه.. والقطاع البحري (الصيد) والذي يعد مصدر رزق رئيسيا لمعظم سكان الساحل.

ويمكن إيجاز ما حققته دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية في الساحل الغربي خلال 2019 على النحو التالي:

* المساعدات الإغاثية:

منذ البداية ترافقت العمليات الإنسانية مع العمليات العسكرية التي خاضتها القوات المشتركة (قوات يمنية مدعومة من التحالف العربي) والتي تكللت بتحرير مديريات الساحل الغربي.. وكان توزيع السلال الغذائية الأبرز ضمن مصفوفة برامج المساعدات الإنسانية المقدمة اماراتيا عبر هيئة الهلال وذلك بحكم أولوية إغاثة النازحين والمنكوبين والمشردين ومن احرمتهم المليشيات الحوثية مصادر دخلهم صيادين ومزارعين.. وحققت هيئة الهلال بهذا الخصوص نجاحات ملموسة في تخفيف معانات المواطنين وتوفير القوت الضروري لمئات الآلاف..
 
وخلال عام التسامح 2019 وسعت هيئة الهلال قاعدة المستفيدين من المساعدات الغذائية وبلغت عدد السلال الغذائية 114400 سلة مكتملة بمعدل أكثر من 480 الف طن استفاد منها نحو 900 الف شخص وفق مسح دقيق ومتجدد من قبل مختصين وبالتعاون مع الشخصيات الاجتماعية في المناطق المستهدفة لضمان وصول المساعدات إلى محتاجيها.

وبلغت السلال الغذائية (المير الرمضاني) الذي خصصته هيئة الهلال للمناطق الأشد احتياجا طيلة أيام شهر رمضان المبارك 23 الف سلة غذائية استفاد منها اكثر من 116 الف نسمة.

وقدمت هيئة الهلال ضمن برنامج الاستجابة الطارئة مساعدات غذائية وإيوائية عاجلة لنحو 200 اسرة تضررت من سيول الأمطار الموسمية وأكثر من 250 اسرة تضررت منازلها بقصف مدفعي من المليشيات الحوثية في منطقة الجبلية جنوب التحيتا ومنطقة السبعة في الأطراف الشرقية لمدينة حيس والقصف الصاروخي أوخر العام على مدينة المخا.

* قطاع التعليم:

برغم أهمية برنامج المساعدات الغذائية وتربعه في الصدارة يشكل الدعم الذي حظي به قطاع التعليم التجسيد الحي لمدى حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة على سرعة تطبيع الحياة في المديريات والمناطق المحررة في الساحل الغربي.. وإيمانها المطلق بأهمية التعليم في نهضة الشعوب وان التعليم حق مكفول لأي مواطن..
وفيما كانت العمليات العسكرية متواصلة على اشدها لاستكمال تحرير ما تبقى من مديريات ومناطق الساحل الغربي ومدينة الحديدة كانت الإمارات قد شرعت، عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال، في إعادة ترميم وتأهيل عدد من المدارس وفق دراسة ديموغرافية تضمن سرعة افتتاح مدرسة في كل منطقة ذات كثافة سكانية..

وبعدد ما تحقق في هذا القطاع الهام خلال عام التسامح 2019 نستطيع القول بأنه كان عام التعليم في الساحل الغربي.. حيث تمكنت هيئة الهلال من إعادة ترميم وتأهيل 18 مدرسة ليرتفع عدد المدارس المؤهلة بدعم إماراتي خلال عامي 2018 و2019 إلى 36 مدرسة ليتمكن اكثر من 64 الف طالب وطالبة من العودة إلى صفوفهم الدراسية بعد انقطاعهم عنها لعامين دراسيين حيث كانت المليشيات الحوثية قد حولتها إلى ثكنات عسكرية.

وخلال ذات العام 2019 وزعت هيئة الهلال ضمن حملة العودة إلى المدرسة 3 الاف كرسي مزدوج ل18 مدرسة و7 الاف حقيبة مدرسية متكاملة و6 الاف زي مدرسي.

كما أقامت هيئة الهلال ثماني مدارس مؤقتة لأكثر من 5 الاف طالب وطالبة في تجمع سكاني للنازحين ومناطق التماس التي لم تتوفر فيها البيئة المناسبة لإعادة ترميم وتأهيل المدارس كونها لا تزال تتعرض بين الحين والآخر لقصف المليشيات الحوثية.

وضمن دعمها للتعليم كرمت دولة الإمارات 14 طالبة هن أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2018 - 2019 في المديريات المحررة بمحافظة الحديدة وعلى رأسهن الطالبة الحاصلة على أوائل الجمهورية.

وتوجت هيئة الهلال دعمها لقطاع التعليم للعام 2019 بافتتاح ثلاثة مراكز لمحو الأمية وتعليم الكبار (للقطاع النسائي) وثلاثة مراكز لتحفيظ القرآن تستهدف في مرحلتها الأولى 300 امرأة أمية وعشرات الأطفال في مديريات الخوخة وحيس والتحيتا بمحافظة الحديدة.

* قطاع الصحة:

خلال العام 2019 رفعت دولة الإمارات وتيرة دعمها للقطاع الصحي في الساحل الغربي ووسعت خطتها لضمان تجهيز منشأة صحية في كل منطقة ذات كثافة سكانية.. ومدها بالأدوية بشكل دوري وحسب الاحتياج وتأمين رواتب عدد من الكادر الطبي لضمان تقديم الخدمات الطبية المجانية للمرضى.

حيث أعادت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ترميم وتأهيل 14 منشأة ما بين مركز ووحدة صحية موزعة على النحو التالي:

ثلاث وحدات صحية في مديرية ذوباب المندب، الأولى في واحجة لخدمة 4 الاف نسمة والثانية في الكدحة لخدمة الفي نسمة والثالثة في غريرة لخدمة 6 الاف نسمة.

وثلاث وحدات مماثلة في مديرية الخوخة، الأولى في القطابا لخدمة 11 الف نسمة والثانية في ابوزهر لخدمة 3 الاف نسمة والرابعة في موشج لخدمة 4 الاف نسمة.

ووحدتين في مديرية التحيتا، الأولى في الحيمة لخدمة 10 الاف نسمة والثانية في المتينة لخدمة 6 الاف نسمة.

وثلاث منشآت في مديرية الدريهمي، الأولى مركز صحي في الشجيرة لخدمة 7 الاف نسمة ووحدة صحية في القضبة لخدمة 3 آلاف نسمة ووحدة صحية في الطائف لخدمة 5 الاف نسمة.

ووحدتين في مناطق وأحياء محررة تابعة لمدينة الحديدة الأولى في منطقة المسنى بمديرية الحالي لخدمة الفي نسمة والثانية في حي المنظر بمديرية الحوك لخدمة 9 الاف نسمة.

ومركز صحي في منطقة الشقيراء مركز مديرية الوازعية لخدمة 10 الاف نسمة.

وبذلك ترتفع عدد المنشآت الصحية المؤهلة إماراتيا في الساحل الغربي خلال عامي 2018 و2019 إلى 23 منشأة على رأسها مستشفى المخا العام ومستشفى في مديرية الدريهمي ومركز في مدينة الخوخة ومركز للأمومة والطفولة بذات المدينة ومركز مماثل في مديرية موزع واستئجار مبنى في مكان أمن وتجهيزه كمستشفى داخل مدينة التحيتا حتى يتسنى إعادة ترميم وتأهيل المبنى الحكومي..

- عيادات متنقلة وحملات علاجية ووقائية:

لم تكتف دولة الإمارات بإعادة تأهيل البنية التحتية للقطاع الصحي، حيث ساهمت بشكل مباشر في، تقديم الخدمات الطبية المجانية عبر أربع عيادات متنقلة جابت نحو 130 قرية على طول امتداد مديريات الساحل الغربي إلى جانب مناوبتها المنتظمة في التجمعات السكانية المخصصة للنازحين.. كما حققت العيادت نجاحا ملموسا خلال مشاركتها في حملات مكافحة الأوبئة مثل حمى الضنك والحميات الأخرى.. وبلغ عدد المستفيدين من خدمات هذه العيادات المزودة بكادر طبي مؤهل اكثر من 58 الف نسمة.

- حملات علاجية ووقائية:

وأمام الأوبئة التي عادت بالانتشار في الساحل الغربي واليمن عموما أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ثلاث حملات واسعة لمكافحة وباء حمى الضنك والحميات الأخرى مثل الكوليرا والملاريا.. والإسهالات المائية الحادة تلبية لنداء استغاثة من الجهات المختصة والأهالي.

وشملت الحملات التي حققت نجاحات ملموسة توزيع كميات من الأدوية والمحاليل الوريدية اللازمة للمستشفيات في مراكز المديريات وعشر منشآت صحية، مراكز ووحدات، في المناطق الموبوءة لتتمكن من استقبال الحالات المصابة وتقديم الخدمات المجانية لها.

كما نظمت هيئة الهلال حملتى نظافة في مدينتي المخا والخوخة وثلاث حملات للرش الضبابي في مديريات المخا والخوخة والتحيتا لمكافحة البعوض الناقل للمرض. وبلغ عدد المستفيدين من الحملات العلاجية والوقائية أكثر من 300 ألف نسمة.

* قطاع المياه:

قطاع المياه وبما يمثله من أهمية كشريان حياة، شكل هو الآخر عنوانا بارزا للمشاريع المنجزة اماراتيا والتي شرعت فيها منذ الأسابيع الأولى على التحرير ودحر المليشيات الحوثية من الساحل الغربي.

وتجسد خارطة مشاريع المياه في المديريات والمناطق المحررة في الساحل الغربي والتي توزعت بين مشاريع استراتيجية ومتوسطة ومحدودة، الرؤية الإنسانية لدولة الإمارات وحرص قيادتها الرشيدة والعمل المؤسسي والمدروس لضمان توفير مياه الشرب النظيفة لمراكز المديريات اولا وسرعة التوسع لتوفير مياه الشرب للمناطق النائية وعلى وجه الخصوص ذات الكثافة السكانية لتحقيق الاستقرار فيها وعدم حاجة اهاليها للنزوح منها.

وبهذا الخصوص أنجزت هيئة الهلال الأحمر خلال العام 2019 عدد 12 مشروعا ليرتفع عدد المشاريع المؤهلة إماراتيا في الساحل الغربي إلى 32 مشروعا، وهي عبارة عن إعادة تأهيل الآبار وتزويدها بمنظومات طاقة شمسية متكاملة وشبكات توزيع مياه وبناء خزانات خرسانية..

وكانت البداية من المشاريع الإستراتيجية الثلاثة:
- مشروع مياه المخا ليخدم اكثر من 25 الف نسمة.
- مشروع مياه ذوباب ليخدم اكثر من 15 الف نسمة.
- مشروع مياه الشقيرا - مركز مديرية الوازعية - ليخدم اكثر من 16 الف نسمة (تستعد لافتتاحه).

فيما توزعت المشاريع المتوسطة والتي أمنت مياه الشرب لمناطق نائية ذات كثافة سكانية ثلاثة منها في مديرية المخا (دار الشجاع، حسي سالم، يختل).. ومنطقة الجديد في مديرية ذوباب المندب، ومنطقة موشج في مديرية الخوخة.

وشملت المشاريع المحدودة ضمن سقيا الإمارات 9 قرى في مديرية المخا (نوبة عامر، حصب الحريشي، المراوشة، ذره، القديمية، المشيقر الأعلى، المشيقر الأسفل، الأزهف، الأزواح).. و6 قرى في مديرية ذوباب المندب (الوطن، شعنون، الحافر، المطابع، العميسي، نزيلة).. و3 قرى في مديرية التحيتا (رأس الحسي الأعلى، رأس الحسي، الأسفل، البقعة).

* القطاع البحري:

لا يمكن أن تدور عجلة الحياة بشكلها الطبيعي في مناطق الساحل الغربي دون تطبيع الحياة في القطاع البحري (الصيد) والذي يشكل مصدر الدخل الرئيسي لمعظم السكان.. ومن هذا المنطلق واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بذات الوتيرة ما بدأته في العام السابق عام زايد 2018 تهيئة البيئة المناسبة لعودة الصيادين إلى مصائدهم وأسواقهم.. حيث أنشأت وأعادت تأهيل وترميم 12 مركز إنزال سمكي منها 4 في مناطق تابعة لمديرية ذوباب المندب (الغريرة، ذوباب، واحجة، الكدحة) و3 في مناطق تابعة لمديرية الخوخة (أبو زهر، وادي الملك، حسي سالم) ومركزان بمنطقتي المتينة والفازة بمديرية التحيتا ومركزان في النخيلة وغليفقة بمديرية الدريهمي ومركزان في منطقة الطور التابعة لمديرية بيت الفقيه.

ليرتفع إجمالي المشاريع المؤهلة إماراتيا في هذا القطاع 24 مشروعا لخدمة اكثر من 26 الف، صياد.

ولم تكتف هيئة الهلال بالبنية التحتية حيث قدمت ادوات صيد لأكثر من الف صياد، فقدوا ادواتهم خلال الحرب.

* قطاع الطاقة والكهرباء:

اتخذت هيئة الهلال خطوات حثيثة لإعادة محطة كهرباء المخا البخارية إلى الخدمة.. وسارعت بتوفير قطع الغيار اللازمة لمولداتها.. كما قامت بتزويد المحطة بمحول كهربائي قوة 20 ميجا للتغلب على مشكلة العجز الحاصل.
وعلى صعيد المحروقات قدمت الهيئة 600 الف ج. ن من مادة المازوت اللازمة لتشغيل المحطة.

*الخدمات الاجتماعية:

وضمن خطتها الشاملة والمدروسة لتطبيع الحياة وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين أولت هيئة الهلال الأعراس الجماعية اهمية بالغة ادراكا منها بحجم التحديات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها الشباب والأسرة اليمنية جراء الحرب المفروضة من قبل المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا.

وبهذا الخصوص كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بمواصلة الأعراس الجماعية وتوسيع نطاق المستفيدين منها.. حيث نظمت الهيئة خلال العام 2019 اربعة اعراس جماعية في المخا، والخوخة ليرتفع عدد الأعراس في الساحل الغربي إلى 6 استفاد منها 1200 شاب وشابة كانت الظروف الاقتصادية قد دفعت بهم إلى خانة اليأس في ان يكملوا نصف دينهم ويبنوا اسرة مستقرة.

* دعم المرأة:

وضمن الدعم والرعاية التي حظيت بها المرأة اليمنية في الساحل الغربي في إطار مختلف القطاعات تعليم وصحة ومساعدات غذائية حرصت هيئة الهلال على التنمية المستدامة للمرأة حيث افتتحت ضمن مشاريع 2019 المشغل الحرفي النسوي في الخوخة بعد ان أعادت تأهيله وترميمه ودعمه بمكائن الخياطة والأقمشة اللازمة..
وكرمت الهيئة 55 هن خريجات الدفعة الأولي، قسم الخياطة والتطريز معظمهن نازحات، وذلك بمكينة خياطة لكل خريجة ليتمكن من العمل والإنتاج من مساكنهن لإعالة انفسهن ودعم اسرهن بالمردود المادي لمنتوجاتهن..
كما تم تكريم المدربات وإدارة المشغل بمبالغ مادية.

* شهادات المسؤولين والأعيان والمستفيدين:

بدورهم كافة المسؤولين، محافظ الحديدة ومدراء المديريات المحررة بالمحافظة ومدراء المكاتب فيها، التربية والصحة والثروة السمكية، وكذلك مدراء المديريات المحررة التابعة لمحافظة تعز، ومدراء المكاتب التنفيذية فيها جميعهم ثمنوا في تصريحات صحفية الدور الإنساني الريادي لدولة الإمارات، مؤكدين أنها تمكنت عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال، الأحمر من سد، الفراغ وإعادة تطبيع الحياة وتقديم المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية لمحتاجيها، ووصلت إلى قرى، بعيدة عن مراكز المديريات.

وعبروا مع المستفيدين عن جزيل شكرهم لدولة الإمارات حكومة وشعبا، مؤكدين أن عطاءها محفور في الذاكرة يتداوله الأجيال.