طلاب اليمن في الخارج يستغيثون ولا مجيب

أكثر من عشرة آلاف طالب يمني مبتعثون للدراسة في الخارج يعانون ظروفاً معيشية ومالية بالغة الصعوبة مع تأخر صرف مستحقاتهم المالية لأكثر من تسعة شهور وتنزيل عدد كبير منهم من كشوف المستحقات بمبررات غير قانونية.
 
تعددت الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات، بل والانتحارات لطلاب اليمن في أكثر من 38 بلداً حول العالم، ورغم كل هذا لا تزال الحكومة تتجاهل كل هذه الأصوات والمناشدات، كيف لا وهي التي عجزت عن القيام بمسؤولياتها تجاه المواطنين في الداخل وترى أن الإيفاء بالتزاماتها تجاه طلاب اليمن في الخارج شيء من الترف.
 
وبحسب شكاوى اتحادات الطلبة في معظم البلدان المبتعثين إليها للدراسة فقد عادت أزمة الطلاب اليمنيّين المبتعثين إلى الخارج مجدداً وبشكل ملفت للنظر في سفارات يمنية عدة يعتصم الطلاب اليمنيون مطالبين بحقوقهم المالية وصرف مستحقاتهم أولاً بأول.
 
مناشدات عدة للطلاب اليمنيين في سفارات اليمن في ماليزيا والهند وروسيا وباكستان وكوبا وتركيا وبريطانيا ومصر والجزائر والمغرب وموريتانيا ودول عديدة باتت تشهد السفارات اليمنية فيها صوراً لاعتصام الطلاب والطالبات اليمنيين المطالبين بصرف مستحقاتهم المالية التي يقولون إنها باتت تتأخر أكثر من اللازم وقد تصل لأشهر.
 
الملحقية الثقافية اليمنية في القاهرة شهدت عديد اعتصامات للطلاب خلال العام الماضي ومع بداية العام الحالي للمطالبة بصرف مستحقاتهم، فيما تقول السفارة اليمنية إن لديها أوامر من وزارة المالية بتنزيل أي طالب لا يوجد لديه قرار بالإيفاد فيما يؤكد الطلبة أن مسألة قرارات الإيفاد إجراء حكومي لا يخصهم وأنهم غير قادرين على العودة إلى اليمن لمتابعة قرارات الإيفاد.
 
سفارة روسيا هي الأخرى شهدت اعتصامات لطلاب يمنيين كانوا ينقلون أحداث الاعتصام على وسائل التواصل الاجتماعي عبر جوالاتهم ومباشرة.. تلك الاعتصامات أمام السفارة اليمنية انتهت بقيام السفير اليمني أحمد الوحيشي باستقدام الشرطة الروسية لاعتقال الطلاب المعتصمين أمام السفارة والتي قالوا إن مطالبهم كانت مشروعة.
 
وفي كوبا وتركيا وماليزيا والصين شهدت السفارات اليمنية أيضا صوراً مماثلة لقيام طلاب يمنيين مبتعثين للدراسة بالاعتصام أمام سفارة بلدهم ـ اليمن ـ للمطالبة بحقوقهم المالية لكنهم قالوا عبر وسائل التواصل إن كل مطالبهم ووجهت بالتجاهل من قبل الحكومة اليمنية الشرعية وسفاراتها في الخارج
 
بالمقابل فإن وزارة التعليم العالي أرجعت تأخر صرف المستحقات المالية للطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج إلى تأخر وزارة المالية في الحكومة ذاتها إلا أن المالية والحكومة ككل لم تحرك ساكناً، وفق شكاوى أولئك الطلاب.
 
مشكلات عدة للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في بلدان الخارج وبحسب شهادات لطلاب مبتعثين ووفقا لمتابعات ناشطين وحقوقيين فإن كل تلك المشكلات لاقت تجاهلا كبيرا من قبل الحكومة اليمنية، وهي مشكلات بات يحكيها الطلاب على العلن بمرارة ومأساة منها عدم صرف مستحقاتهم المالية وعدم تمكن الطلاب الخريجين بالحصول على تذاكر سفر العودة إلى بلدهم الأم ـ اليمن، كلها معاناة يقول الطلاب إنها ما زالت مستمرة على الرغم من استيفائهم كافة الشروط واستحقاقهم القانوني للمطالبة وحقهم القانوني في الحصول على ما يطالبون به سواء من مستحقات مالية أو غيرها من المطالب التي تؤكد اتحادات الطلبة في بلدان المهجر أحقيتها.
 
مآسٍ كثيرة ومتنوعة باتت هي عناوين معاناة للطلاب اليمنيين المبتعثين للخارج وبحسب مراقبين فإن صور المعاناة تلك التي باتت متكررة تعد هي الأسوأ على الإطلاق ولم يسبق لحكومة يمنية أن تجاهلت هكذا معاناة لأبنائها الذين ابتعثتهم للدراسة خارج الوطن ولم تتجاوب مع مطالبهم.
 
هذه الظروف المأساوية الصعبة لطلاب اليمن في الخارج دفعت عدداً منهم إلى الانتحار، حيث تزايدت حالات الانتحار لطلاب يمنيين في الخارج خلال السنتين الأخيرتين، ويقول حقوقيون إن ذلك بسبب الحالات المادية الصعبة التي وصل إليها الطلاب.