الموجات البشرية سلاح أردوغان للتغطية على خسائره في إدلب

كشفت تحركات اللاجئين من أدرنة التركية نحو الحدود الأوروبية مع اليونان عن مخطط مسبق لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان للعب ورقة اللاجئين للتغطية على خسائره الميدانية في إدلب.

ويعرف نظام أردوغان أنه يستخدم ورقة اللاجئين كوسيلة ضغط على الأوروبيين، كلما تعمقت خسائره السياسية في أكثر من ملف حيث فتح الآن الأبواب أمام الحدود التركية وعدم اعتراض اللاجئين برا أو بحرا بعد خسائره الميدانية في سوريا.

وعلى إثر الخسارة الدامية التي تلقاها الجيش التركي في إدلب بمقتل 34 على الأقل من قواته، بدأ مهاجرون بالتوافد على ولاية أدرنة التركية الحدودية مع اليونان، إذ توجه عشرات المهاجرين غير النظاميين منذ ساعات الليل الأولى إلى أدرنة، ومن ثم بدأوا السير نحو المناطق الحدودية، بينهم نساء وأطفال عقب تداول أخبار بأنّ تركيا لن تعيق حركة المهاجرين غير النظاميين باتجاه أوروبا.

وشهد تدفق المهاجرين ازدياداً ملحوظاً في ساعات الصباح، الجمعة، حيث شرعوا في القدوم إلى أدرنة بالحافلات وسيارات الأجرة.

فيما عززت اليونان إجراءات المراقبة على الحدود البحرية والبرية مع تركيا بعد التطورات التي وقعت الليلة الماضية في إدلب السورية.

وذكرت مصادر حكومية طلبت عدم الكشف عن هويتها أن أثينا على اتصال أيضا بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في هذا الصدد.

ويعد التلويح بفتح الطريق أمام اللاجئين للوصول إلى أوروبا، في حال تنفيذه، تراجعاً من جانب تركيا عن تعهد قطعته للاتحاد الأوروبي عام 2016 وقد يجذب القوى الغربية سريعاً إلى الدخول في المواجهة بخصوص إدلب وفي المفاوضات المتعثرة بين أنقرة وموسكو.

ويتساءل مراقبون كيف تجمعت هذه الأعداد الكبيرة وتجهزت بهذه السرعة لتتوجه نحو الحدود الأوروبية، وهو ما يشير إلى أنه مخطط لها منذ مدة ولا يمكن أن تتحقق بهذه السرعة خاصة بالتزامن مع الخسارة الميدانية للجيش التركي في إدلب.

ويأتي هذا التدفق بعد اجتماع أمني استغرق ساعات، في العاصمة أنقرة، قام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع مسؤولين، إذ قرر عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا سواء براً أو بحراً، في ظل توقُّع تدفق وشيك للاجئين من إدلب السورية، حيث نزح نحو مليون شخص.

وأكد مسؤول تركي كبير الجمعة أن أنقرة لن توقف بعد الآن المهاجرين الذين يحاولون التوجه الى أوروبا، عن عبور الحدود.

وقال المسؤول رافضا الكشف عن اسمه "لن نبقي بعد الآن الأبواب مغلقة أمام المهاجرين الراغبين في التوجه الى أوروبا" بعدما ذكرت وسائل إعلام أن مجموعات مهاجرين كانت تتجه صباح الجمعة نحو الحدود مع اليونان في غرب تركيا.

وقال مسؤول التركي إن أوامر صدرت لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود التركية بعدم اعتراض اللاجئين براً أو بحراً في ظل توقعات بوفود وشيك للاجئين من إدلب، أضاف "قررنا اعتباراً من الآن عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا براً أو بحراً"، وأضاف "أصبح عبور كل اللاجئين، بما في ذلك السوريون، إلى الاتحاد الأوروبي مرحباً به"، وتابع قائلاً إن ثقل عبء استضافة اللاجئين "لا يمكن لدولة واحدة أن تتحمله".

وتستضيف تركيا حوالى 3،7 مليون لاجئ سوري، وقالت مراراً إنه لا يمكنها استيعاب المزيد، وبموجب اتفاق مبرم عام 2016، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات اليورو مقابل موافقة أنقرة على وقف تدفق المهاجرين على أوروبا.

وحثت تركيا أوروبا على بذل مزيد من الجهود لتخفيف حدة الأزمة في إدلب وقال أردوغان العام الماضي إن حكومته قد "تفتح البوابات" أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تتحرك.

ويهدف الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016 إلى المساعدة على وقف وفود المهاجرين واللاجئين دون ضابط. وأغلب الوافدين يفرون من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ووصل أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا عام 2015.

وينص الاتفاق على إعادة المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون بحر إيجه بطريقة غير مشروعة إلى تركيا، لكن أنقرة قالت إن التمويل الذي تحصل عليه من أوروبا لا يُذكر مقارنة بمبلغ 40 مليار دولار تقول إنها أنفقته.