مخفيات «صفقة العار».. تحقيق وثائقي من محاضر الشرطة والجيش والأمن القومي والنيابة: ثمن «روديغر»

من محاضر اللواء (107) والسلطات الأمنية بمأرب ووثائق الأمن القومي والداخلية والنيابة الجزائية المتخصصة:

كواليس ومخفيات صفقة إطلاق الألماني "روديغر" الحلقة (1)

• إطلاق شخصين من آل حريقدان متهمين بجرائم جنائية كبيرة أبرزها إسقاط مروحية على متنها قائد اللواء 107 العميد مشعبة و10 آخرين آثناء طلعة استطلاعية


• الصفقة تمت بتوجيهات رئاسية وبمساعي محافظي الجوف ومأرب ودفع مبلغ مالي كبير

• محضر اللواء حدد كل تفاصيل الحادثة وأسماء المتهمين والمنفذين ونوع السيارة والسلاح المستخدم

• إدارة أمن ماطلت في إرسال المتهمين رغم برقيات الداخلية.. وتم نقلهما جواً خشية تهريبهما

• الأمن القومي أرسل مندوباً خاصاً لاستلام المتهمين بعد زيارة مسؤول مخابراتي ألماني إلى صنعاء

• إضراب الجهاز القضائي خلال الأسابيع الماضية عرقل سير القضية في النيابة الجزائية المتخصصة والسماع للشهود

• إطلاق شخصين من "آل حريقدان" متهمين بجرائم جنائية كبيرة، أبرزها إسقاط "مروحية" على متنها قائد اللواء 107 العميد مشعبة و10 آخرين أثناء طلعة استطلاعية

• الصفقة تمت بتوجيهات رئاسية بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة القضية ودفع مبلغ مالي كبير


• تم نقلهما من مأرب إلى صنعاء جواً خشية تهريبهما من قبل مسلحي القبائل

• متهمان ضمن 13 شخصاً في حادثة "إسقاط الطائرة"

• زارهما المُتهم الرئيس إلى سجن مأرب دون اعتراض السلطات

• وساطة سابقة عرضت 4 ملايين دولار مقابل الإفراج عن الألماني.. لكنهم رفضوا وهددوا ببيعه للقاعدة



صنعاء- خبر للأنباء:

كشفت وثائق حصلت عليها "المنتصف" عن هوية الشخصين اللذين تم إطلاق سراحهما مساء الثلاثاء، 13/5/2014 مقابل الإفراج عن الألماني "روديغر شفيت" والمختطف منذ 4 أشهر لدى قبائل "آل حريقدان" بمأرب، وهما ناصر ناصر حريقدان، ومحمد ناصر ناصر حريقدان.

وتؤكد الوثائق أن الاثنين اللذين تم إطلاق سراحهما متهمان في قضايا جنائية كبيرة، منها التورط في مقتل قائد اللواء107مشاة المرابط بصافر، والذي قُتل وعشرة من رفاقه بإسقاط طائرتهم العسكرية، وقضايا جنائية أخرى، قتل جنود وتقطعات واختطافات.

وجاء في محضر حادثة "إسقاط الطائرة" الصادر عن اللواء بتاريخ 13/8/2013 أنه ومن خلال تقصي الحقائق ثبت أن المدعو/ علي ناصر حريقدان، وإخوانه وآخرين لم يتسن أخذ أسمائهم هم من قاموا بالاعتداء على الطائرة أثناء تحليقها في مهمة إصلاح الأنبوب الذي تعرض للتخريب من قبلهم حينذاك وقد أدى تحطم الطائرة إلى استشهاد قائد اللواء 107 مشاة العميد/ حسين صالح عبدالله مشعبة ومرافقيه ، وطاقم الطائرة وعددهم 11 شهيداً منهم عدد 7 من منتسبي اللواء .

وأفادت الصحيفة مصادر مقربة من أسرة أحد الشهداء أنه تم ضبط ناصر ناصر حريقدان، ومحمد ناصر حريقدان، بعد شهرين من الحادثة، وظلا في سجن مأرب، تحت ضغط من قبل المحافظ العرادة.. إلى أن تم نقلهما إلى إدارة البحث الجنائي في العاصمة صنعاء، بناء على إرسالية من مكتب أمن مأرب إلى مدير عام البحث الجنائي، بتاريخ 24/12/2013م .. كي يتسنى تحويلهما إلى النيابة الجزائية المتخصصة، التي طلبت في مذكرة لها إرسال أوليات ومحاضر جمع الاستدلالات مع المتهمين في واقعة إسقاط الطائرة.

ونوهت إرسالية مدير شرطة مأرب أن المتهمين مشتركان بارتكاب جرائم جسيمة أخرى.

وقالت مصادر الصحيفة إنه تم نقلهما جواً من مارب إلى العاصمة صنعاء، على متن مروحية خاصة.

وتقول وثيقة أخرى إن جهاز الأمن القومي تقدم بطلب رسمي، بتاريخ 17/3/2014م إلى الإدارة العامة للبحث الجنائي، تسليم الشخصين من "آل حريقدان" باختطاف الألماني ، وفق ما تم إقراره في محضر اجتماع اللجنة الأمنية العليا.

وتتضمن الوثيقة محضر استلام الضابط المكلف من قبل "الأمن القومي" باستلام الشخصين.

وقالت مصادر الصحيفة، إن الأمن القومي قام بأخذ الشخصين بعد زيارة مسؤول كبير في جهاز المخابرات الألماني وقتها لصنعاء، وعقد لقاءات مع مسؤولين يمنيين، وهو ما أشارت إليه إرسالية "الجهاز" أن ذلك وفق قرارات اللجنة الأمنية العليا.

وجاء في وثيقة صادرة عن الإدارة العامة للبحث الجنائي، بتاريخ 17/4/2014م، إلى رئيس النيابة الجزائية المتخصصة، تضمنت إحالة الأوليات الخاصة بكل من 1- محمد ناصر صالح حريقدان، 2- ناصر ناصر صالح حريقدان بناء على طلب رئيس النيابة بتاريخ 1/4/2014م.

وقالت مصادر مقربة من أسرة أحد الشهداء، إنه كان من المقرر سماع الشهود في الحادثة، من قبل النيابة الجزائية إلا أن ذلك تصادف مع بدء الإضرابات في الجهاز القضائي في اليمن، ما تسبب في عرقلة سير القضية في النيابة.

وأشارت مصادر قبلية لـ"المنتصف" أن الشقيق الأكبر والمتهم الرئيس في "إسقاط" الطائرة وقضايا جنائية أخرى، علي ناصر صالح حريقدان، زار شقيقيه في السجن المركزي بمأرب، دون اعتراض من قبل السلطات الأمنية في المحافظة، وهو ما يعد تواطأ من قبلهم مع الجناة.

وقاد محافظا مأرب سلطان بن علي العرادة، والجوف محمد سالم بن عبود الشريف وساطة لدى خاطفي الألماني "دوريغر شفيت" والسلطات الأمنية، تم بموجبها إطلاق شخصين من "آل حريقدان" ودفع مبلغ 9 ملايين ريال للخاطفين، وهو ما نفته مصادر قبلية، مؤكدة أن المبلغ أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه .

وقام محافظ الجوف بنقل المتهمين من "آل حريقدان" على متن طائرة خاصة من العاصمة صنعاء، وقام بتسليمهم لذويهم، وتسلم المختطف الألماني، من قبل الشيخ عوض مثنى.

وقال المحافظ بن عبود لوكالة "خبر" للأنباء، إنه تم الإفراج عن أحد المختطفين من أقارب الخاطف، بتوجيهات من الرئيس هادي، لكن مصادر قبلية أكدت أنهما شخصان .

وأشار محافظ الجوف أنه قام بانجاز جهود الوساطة بمفرده نظراً لغياب محافظ مأرب سلطان بن علي العراده.

وقالت صحيفة أخبار اليوم – المقربة من اللواء علي محسن الأحمر- ان محافظ الجوف محمد سالم باعبود والشيخ علي عوض مثنى قادوا جهود وساطة أفضت الى إطلاق المختطف الألماني مقابل إطلاق أقارب الخاطف المسجونين في السجن المركزي بصنعاء.

وأضافت الصحيفة، أنهم تم اعتقالهم وبحوزتهم سيارة تابعة لإحدى الشركات النفطية الأجنبية العاملة باليمن بعد أن تم الإبلاغ عن اختطافهما.

وتقول مصادر "المنتصف" إن وساطة سابقة عرضت مبلغ 4 ملايين دولار مقابل الإفراج عن الألماني "شفيت" لكن الخاطفين رفضوا ذلك وهددوا وقتها ببيعه لتنظيم القاعدة بمبلغ 12 مليون دولار، مؤكدين أن ذلك التهديد لم يبنِ على تأكيدات وإنما "التخويف والابتزاز".

فيما يلي تنشر وكالة "خبر" نص محضر اللواء (107) حول حادثة إسقاط الطائرة ومقتل قائد اللواء العميد مشعبة وعشرة آخرين:

الأخ/ قائد المنطقة العسكرية الثالثة المحترم
تحية طيبة وبعد،،
الموضوع: حادث تحطم الطائرة الهيلوكبتر ومن قاموا بالإعتداء عليها في منطقة الدماشقة وادي عبيدة
1- إشارة إلى الموضوع أعلاه وإلى موقف اللواء رقم (84) وتاريخ 6/8/2013م ورقم (86) وتاريخ 7/8/2013م بخصوص الاعتداء الغادر على الطائرة الهيلوكبتر بتاريخ 6/8/2013م والذي من خلال تقصي الحقائق ثبت أن المدعو علي ناصر حريقدان وإخوانه وآخرين لم يتسن لنا أخذ أسمائهم، هم من قاموا بالاعتداء على الطائرة أثناء تحليقها في مهمة إصلاح الأنبوب الذي تعرض من قبلهم للتخريب حينذاك، وقد أدى حادث تحطم الطائرة إلى استشهاد قائد اللواء 107 مشاة العميد حسين صالح عبدالله مشعبة، ومرافقيه وطاقم الطائرة وعددهم أحد عشر شهيداً منهم (7) من منتسبي اللواء وهم:

1- (26379 - عميد / حسين صالح عبدالله مشعبة- قائد اللواء)
2- ( 338843 - مساعد / نبيل صالح غانم الحميري- مرافق)
3- ( 672679 - عريف / بشير علي محمد حزام دبوان- مرافق)
4- ( 672655- عريف / راشد محمد علي العرجلي- مرافق)
5 - (576817 - عريف / معمر فضل الخضر مغشم- مرافق)
6 - (413334 -  مساعد / عبده أحمد أحمد صالح- مساعد سرية الاتصال)
7( مواطن / صالح محمد صالح سعد المرادي - مواطن مرافق قائد اللواء).

بالإضافة إلى طاقم الطائرة وعددهم (4) وهم:

عقيد طيار محمد عبدالله أحمد الحرازي
مقدم مهندس جوي نبيل أحمد رزق الدره
م/ا طيار وضاح علي حمود محمد البعداني
مساعد/1 أحمد أحمد مصلح الأقمر

2- تم اتخاذ الإجراءات من قبلنا بنقل جثامين الشهداء من موقع الحادث إلى مستشفى مأرب لعدد (9) شهداء، وفي اليوم الثاني بتاريخ 7/8/2013م تم تكليف الشيخ ناصر راكان بالدخول إلى مكان الطائرة المحطم للبحث عن جثماني اثنين من الشهداء، وتم العثور عليهما متفحمين داخل الطائرة وتم نقلهما إلى مارب، وتم نقل جميع الجثامين إلى صنعاء على الطائرة.

3- تمكنا بعد ذلك من معرفة أن السلاح الذي استخدم في الاعتداء على الطائرة هو سلاح 14.5 مم كان مركباً على سيارة شاص بيضاء تابعة للمدعو علي ناصر حريقدان، وكذا رشاش 12.7 مم كان مركباً على سيارة فيتارا مدرعة بتصنيع محلي تابعة للمدعو نفسه، وترجح القول أيضاً إن اعداداً أخرى من آل حريقدان مشاركة بالاعتداء.

4- ما قام به المجرمون من تخريب لأنبوب النفط والتقطع والاعتداء على الطائرة هو حسب معرفتنا، للضغط على الدولة لإجبارها على إطلاق أخيهم المدعو معجب ناصر حريقدان، المحبوس في صنعاء على ذمة سرقات معدات تابعة لشركة الغاز وسيارات أخرى بالإضافة إلى جرائم مخدرات وجرائم جنائية.

وبهذا تكرموا بالإطلاع والتوجيه بمتابعة كل من له صلة في هذه الحادثة، والتعميم عليهم في كافة النقاط ليتسنى القبض عليهم وإحالتهم إلى القضاء، كما نرجو تكليف نيابة المنطقة بالتعاون مع البحث الجنائي لجمع كافة الاستدلالات التي تدين المجرمين أمام القضاء.

هذا وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري،،،
عميد ركن/ خالد ناصر يسلم، قائد اللواء 107 مشاه

(ينشر بالتنسيق مع صحيفة "المنتصف" الأسبوعية)