انبعاثات مشعة تقلق أوروبا.. وكالة الطاقة الذرية ترجح أن يكون مفاعل نووي سبباً للمخاوف الدولية

رجحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة 3 يوليو/تموز 2020، أن يكون اكتشافها الأخير المرتبط بارتفاع  مستويات الانبعاثات المشعة في شمال أوروبا مرتبطاً بمفاعل نووي يعمل أو يخضع للصيانة أو الإصلاح، وفي الوقت الذي أثار فيه هذا الأمر مخاوف من كارثة بيئية، فإن الوكالة تطمئن بأن الانبعاثات المشعة منخفضة جداً ولم يتم تحديد مصدرها.

وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب"، نقلت بياناً للوكالة الدولية، ومقرها في العاصمة النمساوية فيينا، جاء فيه تركيزات الجسيمات في الهواء منخفضة للغاية ولا تشكل أي خطر على صحة الإنسان والبيئة وذلك بحسب التقييم التقني للبيانات الواردة للوكالة.

قبل أسبوع، توجهت الوكالة بسؤال إلى الدول الأعضاء، عما إذا كانت رصدت النظائر "وما إذا كان أي حدث ارتبط بذلك".

جاء في البيان أيضاً أن دول إستونيا وفنلندا والسويد، "قامت الأسبوع الماضي بقياس مستويات النظائر المشعة والتي كانت أعلى من المعتاد" موضحاً أن "الدول الثلاث أكدت أنه لم تكن هناك أحداث على أراضيها يمكن أن تفسر وجود هذه الإشعاعات النووية".

الوكالة، توضح أنه "سعياً للمساعدة في تحديد مصدر الإشعاع النووي، تواصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع نظرائها في المنطقة الأوروبية وطلبت معلومات حول ما إذا تم الكشف عن الجسيمات في بلدانهم وإذا كان هناك أي حدث على الأرجح قد يكون مرتبطاً بإطلاق هذا الإشعاع في الغلاف الجوي".

كما أكدت أيضاً أن 37 دولة عضو في المنطقة الأوروبية قدمت طواعية للوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات تؤكد أنه لم تكن هناك أي أحداث على أراضيها وراء تسرب هذا الإشعاع، كما قدمت معلومات حول القياسات والنتائج الخاصة بها.

والإثنين 29 يونيو/حزيران 2020، قالت روسيا إنها لم ترصد أي إشارة لحالة طوارئ إشعاعية، بعدما قالت الوكالة إن أجهزة استشعار في ستوكهولم التقطت كميات ضئيلة من النظائر المشعة غير العادية التي ينتجها الانشطار النووي.

منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي تراقب العالم بحثاً عن أدلة على تجارب أسلحة نووية، قالت إن إحدى محطاتها التي تقوم بمسح الهواء بحثاً عن جزيئات مشعة وجدت مستويات غير عادية، رغم أنها غير ضارة، من السيزيوم-134 والسيزيوم-137 والروثينيوم-103.

كما أضافت أن النظائر كانت "بالتأكيد منتجات انشطار نووي من مصدر مدني على الأرجح". ونشرت على تويتر خريطة توضح المكان المحتمل الذي قد تكون المادة قد نشأت فيه. وتضمنت الخريطة مناطق لعدد من دول البلطيق والدول الإسكندنافية إضافة إلى منطقة في غرب روسيا.

عندما سئل ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، عن تقارير تفيد بأن روسيا ربما تكون مصدراً للتسرب قال "لدينا نظام مراقبة سلامة مستويات الإشعاع متقدم للغاية ولا توجد أي إنذارات طارئة".

وأضاف "لا نعرف مصدر هذه المعلومات".

جدير ذكره، أن تصريح المسؤول الروسي جاء بعد أن أكدت الوكالة الدولية، بداية الأسبوع، بأن روسيا لم تدلِ بأي معطيات بهذا الخصوص، عكس 30 بلداً في الاتحاد الأوروبي.