أبناء دمت بين ناري الحكومة الشرعية والمليشيا الحوثية

كشف سكَّان محليون بمديرية دمت، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، شمالي محافظة الضالع، عن ارتفاع رسوم الحوالات المالية إلى حد كبير، في الوقت الذي يرى آخرون أن المديرية تعيش بين ناري الحكومة والمليشيا لأسباب عدة.
 
أكد عدد من ابناء مدينة دمت لوكالة "خبر"، أن شركات الصرافة والتحويلات رفعت رسوم عمولة التحويلات المالية من داخل المدينة -الخاضعة لسيطرة الحوثيين- إلى بقية المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا نفسها، إلى نحو 35 بالمئة.
 
وقال "أبو أشم محمد ناجي المنتصر"، إنه قام اليوم الأحد، بتحويل مبلغ 90 ألف ريال من مدينة دمت إلى العاصمة صنعاء، وكلا المنطقتين خاضعة لسيطرة الحوثيين، وتم رفض تحويل المبلغ إلا بعد دفع مبلغ 23 ألف ريال كرسوم عمولة تحويل".
 
وتساءل: "من المسؤول عما يجري في دمت ومن المستفيد منه؟"، مضيفا: "في أي غابة نعيش وهل أهل دمت أصبحوا مجرد مصدر سلب لمن هب ودب؟".
 
وغالبا ما يشكو أبناء مديرية دمت من النهب المنظم الذي تقوم به مليشيا الحوثي، حيث ذكرت مصادر مطابقة، أن ما تقوم به المليشيا هو نوع من أنواع الجباية، ففي الوقت الذي سمحت به التعامل داخل المديرية بالطبعة الجديدة من العملة، لاعتبارات عدة ابرزها ان غالبية موظفي المديرية يتقاضون رواتبهم عبر محافظة الضالع، فضلا عن كون المدينة حدودية مع عاصمة المحافظة التي تخضع لسلطة الحكومة الشرعية، إلا انها في ذات الوقت اتخذت أساليب التوائية من خلال تخفيض سعر قيمة الطبعة الجديدة للعملة، حيث تقوم باستقطاع مبالغ كبيرة من مرتبات الموظفين وغيرها.
 
عدد من تجار الجملة كشفوا عن تفاصيل هامة في الشق الثاني من تعاطي المليشيا مع العملة، حيث أكدوا لـ"خبر"، ان المليشيا اتاحت التعامل بالطبعة الجديدة داخل المديرية، ولكنها أيضا ترفض السماح لهم التعامل بها بنفس قيمتها الاصلية أثناء استيراد البضائع إلى المديرية بمختلف صنوفها، وحينما يرفض تجار المدينة التعامل بها -الطبعة الجديدة- تقوم بشن حملات اعتقالات وفرض غرامات مالية.
 
وعلقوا باستغراب "من الغرائب أن مدينة يسمح التعامل بها بطبعة جديدة أو أي عملة كانت وبنفس الوقت ترفض ان تسمح لهم التعامل بها خارج اسوار المدينة"، مؤكدين أن ما تقوم به المليشيا ما هو إلا عقاب جماعي لا أكثر.
 
وأشاروا إلى أن أبناء المديرية يعيشون بين ناري الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، نظرا لكون المديرية تخضع لسيطرة المليشيا، فيما عاصمة محافظتها تحت سلطة الحكومة الشرعية.