اتهام تركيا بتمويل مجموعات إسلامية تقاتل ضد الهند

وصلت أذرع السلطات التركية الى تنظيمات اسلامية متطرفة في الهند عبر دعمها بشتى الوسائل، اثر التقارب غير المسبوق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وتوتر علاقة أنقرة مع نيودلهي.
 
كشفت تقارير استخباراتية عن قيام تركيا بدعم تنظيمات إسلامية متطرفة بالهند، إثر التقارب بين رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 
وذكرت صحيفة هندوستان تايمز أن المنظمات الإسلامية المتطرفة في أجزاء من البلاد، بما في ذلك كيرالا وكشمير، تتلقى الدعم والتمويل من الجماعات التركية المدعومة من حكومة العدالة والتنمية في أنقرة.
 
وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى “هناك محاولة منسقة من تركيا لتحويل المسلمين الهنود إلى متطرفين وتجنيد الأصوليين”، مشددا على أن تقييما حديثا في نيودلهي أشار إلى ظهور تركيا باعتبارها “مركزا للأنشطة المعادية للهند” بالإضافة إلى باكستان.
 
وتأتي تحركات أنقرة بغاية توسيع نفوذها بين مسلمي جنوب آسيا على خلفية الاندفاع المستمر للرئيس أردوغان في تحدي هيمنة السعودية في العالم الإسلامي على المستوى العالمي وتقديم تركيا المحافظة التي أعيد تشكيلها بالتقاليد العثمانية كنموذج للدول الإسلامية الأخرى.
 
وكان تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد الأسبوع الماضي خطوة في هذا الاتجاه، حيث اعتبرها مراقبون علامة فارقة في ولادة تركيا كدولة مسلمة قوية.
 
ويتناسب التغيير مع خطة أردوغان طويلة الأمد لتصوير نفسه كحام عالمي للمسلمين، مثل الخلفاء العثمانيين. وقد اتخذ العام الماضي خطوات صغيرة لبناء تحالف من الدول الإسلامية غير العربية إلى جانب بعض الدول العربية بما في ذلك باكستان وماليزيا وإيران وكذلك قطر. ويعتقد متابعون أن الأجندة السياسية لأردوغان دفعت حكومته إلى توسيع نفوذها مع مسلمي جنوب آسيا، وخاصة أولئك الذين في الهند.
 
وقال مسؤولون هنود إن الحكومة التركية مولت زعيما انفصاليا متشددا في كشمير مثل سيد علي شاه جيلاني لسنوات، لكن حجم الجهد المتزايد هو الذي دفع مؤخرا الأجهزة الأمنية إلى إجراء مراجعة شاملة.
 
وتقوم حكومة أردوغان بتمويل الندوات الدينية في الهند، وتجنيد الأصوليين الذين يحولون الناس إلى متطرفين، وإرسالهم في رحلات إلى تركيا لتعزيز تعلمهم، كما أشارت المراجعة الأمنية إلى منظمة إسلامية متطرفة تتخذ من ولاية كيرالا مقرا لها، كانت تمول من تركيـا منذ بعض الوقـت.
 
وقال مسؤول حكومي “نحن على دراية أيضا بأن بعض الأشخاص من هذه المجموعة يسافرون إلى قطر للقاء بعض الأشخاص في تركيا للحصول على تمويل لأنشطتهم”.
 
كما أكد المسؤول الحكومي أن تركيا، إلى جانب باكستان، كانت تمول أيضا الداعية الإسلامي المثير للجدل ذاكر نايك، المتهم بتحويل المسلمين إلى متطرفين عبر قطر.
 
وأضاف المسؤول أن تركيا أصبحت المقر الجديد للمخابرات الباكستانية، بعد أن حوصر نشاطها الاستخباري المعادي للهند في مدينة دبي.
 
ومنذ عام 2014، تحولت الإمارات إلى أحد أقرب شركاء الهند ونزعت الحماية عن أي شخص ينغمس في أنشطة معادية للهند.
 
وتدخلت تركيا في أوائل هذا العام عندما اندلعت احتجاجات على تعديل الهند لقوانين الجنسية، ليس فقط بانتقاد التغيير الذي كان يُعتقد أنه قد يضر بمصالح المسلمين ولكن أيضا بالمال لمواصلة الاحتجاجات، وفقا لتقييم استخباراتي.
 
ويعتقد مسؤولو الأمن الهنود أن الكثير من جهود التطرف هذه التي تمولها أنقرة تم تمويلها بالتنسيق مع دولة باكستان العميقة، حيث كان أردوغان الزعيم العالمي الوحيد الذي تحدث علنا ضد الهند في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن كشمير.
 
وخلال زيارته لباكستان في وقت سابق من هذا العام، ذهب ليؤكد أن كشمير مهمة بالنسبة لتركيا مثلها مثل باكستان قائلا “كشمير ستظل هي نفسها بالنسبة لنا. كان الأمر يتعلق بمدينة جنق قلعة بالأمس، واليوم يتعلق الأمر بكشمير”.