اليمن.. الشعب يواجه الكوارث الطبيعية وحيداً

ضربت السيول الجارفة وكذلك الفيضانات عدد من المحافظات اليمنية، جراء هطول امطار غزيرة إلى متوسطة، على مدار ساعات ايام عيد الاضحى المبارك، مخلفة وراءها مئات الأسر المشرَّدة، واضرار في المحاصيل والاراضي الزراعية والممتلكات، وسط صمت مطبق للحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي الارهابية باستثناء سردهما الخسائر والاضرار في نشرات الاخبار.

وشهدت أيام عيد الأضحى هطول أمطار غزيرة إلى متوسطة في محافظات صنعاء وعمران وإب والضالع وحضرموت وأبين وشبوه ومأرب، أسفرت عن وقوع سيول جارفة نتج عنها كثير من الأضرار البالغة في العديد من المدن والمحافظات اليمنية، وفي مقدمة ذلك مخيمات النازحين والمنازل الطينية والطرق الرئيسية ومزارع الوديان، في الوقت الذي ما زالت المخاطر محتملة في ظل استمرار تحذيرات هيئة الأرصاد من استمرار هطول الأمطار الغزيرة.

وذكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة أن السيول العارمة جرفت بشكل كلي أو جزئي مساكن 2242 نازحاً في محافظات مأرب وأبين والضالع، محذرة من مخاطر محتملة قد تشهده محافظة مأرب جراء ارتفاع منسوب المياه في سد مأرب الذي يعد الأكبر من نوعه في اليمن.

وقالت في تقرير لها إن "ارتفاع منسوب المياه في حوض سد مأرب بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، أدى إلى أضرار في مخيمات النازحين في مناطق الصوابين، الورضة، ذنة العيال، أراك".

وأشارت إلى أن 1340 أسرة نازحة تضررت من إجمالي 4871 اسرة في هذه المنطقة التي يقيم فيها النازحون في تجمعات عديدة بمنطقة حوض سد مأرب.

وبينت أن «الأضرار شملت غرق مبان وجرف خيام وإتلافها وتهدم العشش لعدد 430 أسرة تضررت تضرراً كلياً وأكثر من 1000 أسرة تضررت جزئياً، بالإضافة إلى تلف المواد الإيوائية وغير الغذائية لنحو 900 أسرة بشكل كلي و123 أسرة بشكل جزئي، في حين أن الأسر المتضررة بالمواد الغذائية بلغت 1430 أسرة».

اضرار مخيمات النازحين

إلى ذلك شهدتا محافظتا أبين والضالع، أضرارا بالغة جراء هطول الأمطار الغزيرة نهاية الأسبوع المنصرم أسفرت، وفقاً لمصدر اعلامي نقلا عن مصدر حكومي، في مخيمات حصن شداد، باشحارة، دهل أحمد، الطميسي، عمودية، سواحل، أرياف باجدار، النجمة الحمراء، النوبة ميكلان في مديريتي زنجبار وخنفر في محافظة أبين، أما في محافظة الضالع، فأسفرت عن أضرار بالغة في مخيم عسقة في مديرية الحشاء، حيث تسكنه أكثر من 60 أسرة يمنية نازحة.

كما تضررت عشرات المنازل في أغلب مناطق مديرية عتمة غربي محافظة ذمار، وأصبحت غير صالحة للسكن حتى يتم إعادة ترميمها، بعد ان تسربت مياه الامطار عبر اسطحها إلى داخلها واحدثت فيها انهيارات وتشققات.

انفجار سد

وفي محافطة عمران، شمالي صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، انهار بشكل كلي سد الرونة، الاثنين، في مديرية ثلا، إثر كثافة تدفق سيول الامطار عليه بكثافة خلال اليومين الماضيين.

وتدفقت السيول من السد بكثافة باتجاه مدينتي عمران وشبام كوكبان مخلفة اضرارا كبيرة في منازل المواطنين وممتلكاتهم.

انهيار مسجد ومنازل

وأمَّا في محافظة إب وسط اليمن، فقد إنقطع الطريق الرئيسي الواصل بين السحول ومدينة إب، الأحد، نتيجة إنهيار صخري في الخط الدائري، وتسبب في إحتجاز المئات من السيارات.

وفي مديرية السدة، شمال ذات المحافظة، انهار أحد المساجد وعدد من منازل المواطنين في قريتي "منزل غراب" و"النبيجة" في وادي بناء، جراء تسرب المياه عبر الاسطح واحداث تشققات في التربة وانزلاقات صخرية اطاحت بعشرات المنازل.

ونزحت قرابة 127 أسرة من القريتين نزوحا نهائيا، نتيجة التشققات الأرضية وانزلاقات التربة والتي تسببت بمعاناة بالغة لأهالي القريتين، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والإقتصادية. فضلا عن الحاق اضرار في الجسور الحديدة المعلقة التي تربط بين ظفاف مصب وادي بناء على طول امتداده من السدة وحتى مديرية دمت بمحافظة الضالع جنوب شرق.

وبحسب مصادر محلية في عدد من المحافظات، لا تخلو منطقة من الخسائر والاضرار المادية والبشرية، حد جرف السيول لمواطنين مودية بحياة بعضهم فيما آخرين ما زالت عملية البحث عنهم جارية، وهو ما شهدته منطقة أحور بمديرية أحور، محافظة أبين.

ونشرت وسائل إعلام يمنية ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً مأساوية لأسر متضررة جراء هطول الأمطار والسيول الجارفة في العديد من المناطق اليمنية، وبالذات في المنطق السهلية، ومنها مديرية الوادي في محافظة مأرب، التي اجتاحتها السيول الجارفة ونظراً لقربها من سد مأرب.

تزداد المخاوف من احتمال وقوع كارثة إذا استمرت الأمطار الغزيرة بالهطول والسيول الجارفة بالاستمرار والتي قد تدمر الكثير من المزارع والمساكن في مديرية الوادي وما بعدها من المناطق السهلية، في ظل اكتفاء الجهات الحكومية في المحافظات اليمنية المحررة، وكذلك مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، بسرد الخسائر والاضرار واطلاق مناشدات للمساعدة فس الةقت الذي لم تبدأ ولو نسبيا بتخفيف المعاناة عن كاهل الشعب.

مواطنون أكدوا أن المصداقية فقدت بينهم والجهات المعنية بشقيها، في صنعاء وعدن، لعدم ايفاءها بالتزامهاتها في كوارث سابقة لا يفصلنا عنها سوى اشهر قليلة .