حجة.. الأمطار تلحق أضراراً بالغة بقلعة القاهرة واتهامات للحوثيين بالإهمال وطمس الهوية

اتسعت رقعة الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تشهدها معظم مناطق اليمن، لتضرب المدن التاريخية والمواقع والمعالم الأثرية، في معظم أرجاء البلاد، بينها القلاع، وسط صمت وإهمال الجهات المعنية.

وتعرضت قلعة القاهرة التاريخية، بمحافظة حجة، شمالي صنعاء، لأضرار واسعة جراء الأمطار الغزيرة أدت إلى تسرب المياه إلى أسوارها وعدد من بواباتها الرئيسية وانهيار أسقف عدد من مبانيها وباحتها الأثرية وكذا تهدم بعض مرافقها ومدرجاتها وشقوق في بركها وجدرانها وأضرار متنوعة في قصر القلعة وتساقط أحجاره.

وأكد مختصون في مجال الآثار لوكالة "خبر"، أن حجم التهديد للقلعة وملحقاتها في تزايد بسبب الأمطار وإهمال المليشيا الحوثي التي تسيطر على المحافظة وعدد من المناطق الأخرى، مشددين على ضرورة سرعة اتخاذ معالجات الحماية المفترضة قبل اندثار وتصدع ملحقات القلعة وحصنها التي تشكل جزءاً من الهوية التاريخية والأثرية لليمن.

وقلعة القاهرة بما تحويه من أبراج ونوب حراسة وقصر ومسجد يحوى نقوشاً ونحوتا وأسوارا عالية وممرات ومعالم سياحية، مهددة بالسقوط ما لم يتم ترميمها وتأهيلها وحمايتها بصورة عاجلة.

وحمل المختصون، مليشيا الحوثي كامل المسؤولية لما تتعرض له الهوية التاريخية والأثرية لليمن من طمس واندثار جرَّاء الإهمال المتعمد، خصوصا تلك المعالم المشيدة من الطين.

وتعد قلعة القاهرة التي يحرسها سور طويل على جنباته عدد من الابراج، من أبرز القلاع في محافظة حجة، ويرجع التاريخ الأول لبنائها إلى بداية القرن الحادي عشر الميلادي أثناء فترة حكم الدولة الصليحية، وفي القرن السادس عشر الميلادي خلال مرحلة الحكم العثماني تم إعادة تأهيلها كما هي عليه حاليا.

وكانت الأمطار قد تسببت بانهيار عدد من منازل مدينة صنعاء القديمة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة، وكذلك أجزاء من سورها الطيني الجنوبي، فيما عشرات المنازل الأخرى في المدينة نفسها لا تزال مهددة نتيجة تشققات جدرانها جراء تسرُّب مياه الأمطار إلى داخل المباني.