تعديلات حوثية في المناهج لتقديس نكبة 21 سبتمبر وحذف مفاهيم دينية

كشف ناشطون عن تعديلات حوثية جديدة على المناهج التعليمية للمراحل المدرسية الأساسية والثانوية في إطار مشروعها الطائفي، لتطويع العملية التعليمية واستخدامها كأداة لنشر الأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني في مناطق سيطرتها.

وأظهرت الصور المتداولة للمناهج الدراسية تعديلاً على كتب الوطنية للصفوف الأساسية تضمن دروساً حول نكبة 21 سبتمبر، وتعزز مفاهيم ادعائهم للحق الإلهي في الحكم، والذي من أجله أسقط الحوثيون الدولة في 21 سبتمبر 2014م واستولوا على كل أجهزتها الإدارية والأمنية المختلفة.

وأدخلت المليشيات دروساً عن النكبة وإظهارها للطلاب على أساس أنها ثورة وقامت بتقديسها برغم الكوارث الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي تسببت بها ودورها في تدمير الدولة وبناها التحتية.

وسبق للمليشيات أن أجرت تعديلات عدة على المناهج آخرها تعديل كتاب التاريخ للصف السادس الأساسي وأدخلت وحدة متكاملة تدرس سيرة باذر البذرة الأولى للإمامة وهو الرسي، في تقديس حوثي لرموز الأئمة والذين عاثوا في البلاد فساداً وعنفاً، وأسهموا في التخلف والجهل والمرض.

وقامت جماعة الحوثي بإجراء تعديلات على المناهج منها تغيير عبارة "صلى الله عليه وسلم" التي ترافق ذكر نبينا محمد إلى "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" والتي تأتي ضمن تقديس ما يُسمى بـــ"آل البيت" كما يدعي الحوثيون أنهم من سلالة النبي، وكما يسمون انفسهم بــ"آل البيت"، وكذلك استبدال أسماء الصحابة الكرام منها عمر الفاروق في أي مكان وجدت بأسماء أخرى، ومنها أيضاً حذف سيرتهم الملهمة التي ترفع من قدرهم وتشيد ببطولاتهم في سبيل رفع راية الإسلام عالياً من المناهج، بالإضافة إلى استبعاد بعض الدروس وإضافة بعضها بما يخدم فكر الجماعة التي تعد إحدى الجماعات الاثني عشرية الشيعية.

ويدير وزارة التربية في حكومة المليشيات يحيى الحوثي شقيق زعيم المليشيات، الذي اقر بهذه التعديلات اثناء حديث تلفزيوني قائلا إن ما جرى للمناهج الدراسية كان بمثابة عملية تصويب للأخطاء المطبعية والعلمية في المناهج الدراسية وخاصة في التعديلات التي تمت بعد العام 2011 والتي تمت بسرية تامة ولم ينتقدها أحد رغم الخطورة الكبيرة فيها، بحسب قوله.

وتزامنت التعديلات الحوثية في المناهج مع حزمة من الأنشطة المختلفة التي تفرضها على الطلاب في المدارس والتي تحمل مضامين ثقافة الجماعة كمحملات التبرعات للجبهات والبرامج المدرسية وإلزام الطلاب بترديد شعار الصرخة، وكتابة الشعارات والعبارات التي تعبر عن توجهات الجماعة في المدارس وغيرها.

وتهدف مليشيات الحوثي من خلال إجراء تلك التغييرات على المناهج التعليمية إلى تلغيم العملية التعليمية وحقنها بحقنة سلالية قاتمة تدعي الأحقية الإلهية في الحكم والاستفراد بالبقاء، وهذا من شأنه إيجاد جيل هزيل محشو بالكثير من الخرافات والأساطير التي تؤمن بها الجماعة.

وأكد خبراء في التربية والتعليم، أن التعديلات الحوثية في المناهج ستخرج جيلاً ضيق الأفق وشحيح المعرفة والثقافة مصاباً بهوس القوقعة الذاتية وأسيراً لأفكار ظلامية لا تتماشى مع عناصر الحياة وعوامل البناء وغير قابلة الاندماج في البوتقة المجتمعية أو المساهمة بفاعلية في صياغة مشروع مستقبل لنهضة بلدها.