أول تصريح لإمام وخطيب جامع الصالح بشأن حصار الحماية الرئاسية

اعتبر إمام وخطيب جامع الصالح، الشيخ رزق شائع، أن حصار جامع الصالح من قِبل قوات الحماية الرئاسية لليوم الثاني على التوالي، سابقة خطيرة وخطوة سيئة، وجريمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن، وأنها تفتح باب شر لا يُغلق، وتشعل نار الفتنة بين اليمنيين، حد وصفه.

وأوضح الشيخ شائع، في تصريح خاص لـ"خبر" للأنباء، أن القوات الرئاسية المعززة بالعتاد والآليات، تزرع في نفوس المواطنين الخوف والرعب من الذهاب إلى جامع الصالح، وتمنعهم من أداء الصلوات في الجامع، كما تم إيقاف نقل الصلاة من الجامع عبر وزارة الإعلام، متجاهلين قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)، لافتاً إلى أن هناك أنباءً عن توجيهات بضرب مآذن جامع الصالح.

وقال: إذا كانت حجتهم أن هناك تحريضاً خلال الخطب في الجامع، فهذا خلافاً للواقع؛ كوننا ندعو دائماً لرئيس الجمهورية والبلاد بالصلاح وتعميق روابط الأخوة بين أبناء الشعب وأن الخطاب العام في الجامع يتميز بالدعوة للتسامح والوسطية والاعتدال، وأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وجَّه في آخر اجتماع له مع خطباء المسجد، بعدم الخوض في الحديث عن السياسة أو التجريح أو التشهير بأحد مهما كان وهو أمر مرفوض.

وأضاف: أن الرئيس صالح سلم كافة سلطات البلاد وسط حضور إقليمي ودولي من خلال التداول السلمي للسلطة أمام مرأى ومسمع الجميع، وأن أي حديث عن انقلاب من داخل جامع الصالح ليس منطقياً وعقلانياً، ومن يفكر بالانقلاب لا يرتبه في بيوت الله يدخل ويخرج منه الناس خلال أدائهم الصلوات المفروضة، ولكنه سيبحث عن مكان يمتاز بسرية تامة، وأن الرئيس علي عبدالله صالح، كان ومازال يدعو باستمرار لإجراء الانتخابات والتداول السلمي للسلطة، ولو كان يريد الانقلاب لما كان سلم السلطة والحكم من الأساس.

وأكد أن الحديث عن وجود غرفة عمليات داخل الجامع هو عين الافتراء، بل هناك كاميرات في كافة أرجاء الجامع لمراقبة الداخلين والخارجين من العامة والشخصيات الكبيرة من مختلف البلدان لما له من أهمية في الحفاظ على الأمن والاستقرار بجامع الصالح.

ونفى صحة الشائعات والافتراءات التي يطلقها البعض عن وجود مخزن للأسلحة داخل الجامع أو وجود سراديب وممرات تحته، وأشار إلى أن الرئيس هادي كان نائباً للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأن عدداً من الوزراء الحاليين كانوا يحتلون مناصب مختلفة في الفترة الماضية أثناء بناء الجامع.

ودعا الدولة إلى إرسال لجنة محايدة لكشف زيف الادعاءات والأكاذيب لمختلف شرائح وفئات المجتمع.. مستغرباً عدم محاصرة قوات الحماية الرئاسية لمقرات ومواقع الإصلاح والحوثيين في المحافظات التي تحولت إلى ثكنات عسكرية حقيقية.

وبخصوص مساحة الأرض الكبيرة التابعة لجامع الصالح، أفاد بأن هذه القضية حكم فيها وأحالها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى القضاء وصدر بشأنها حكم قضائي لصالح مؤسسة الصالح.

وتساءل إمام وخطيب جامع الصالح الشيخ شائع بقوله: هل المطالب الشعبية التي رفعها المواطنون خلال احتجاجاتهم للمطالبة بتوفيرها المتمثلة بتوفير الحكومة المشتقات النفطية والخدمات الأساسية تعد انقلاباً، وإذا كانت "انقلاباً" لماذا أسرعت السلطات العليا للاستجابة لها وأجرت تعديلاً حكومياً تضمن تغيير بعض الوزراء؟؟

واختتم الشيخ رزق شائع تصريحه بقوله: كان الأحرى على الدولة بدلاً من توجيه قواتها العسكرية الضخمة والدبابات والمصفحات إلى بيوت الله توجيهها صوب المخربين المعتدين على خطوط نقل لطاقة الكهربائية وأنابيب النفط والرافضين تسليم المعسكرات.