مقتل أبو محمد المصري يعيد ملف علاقة القاعدة بإيران للواجهة

أعادت قضية مقتل القيادي في تنظيم القاعدة، أبو محمد المصري، علاقة إيران بالتنظيم المتطرف، وتقديم طهران تسيهلات لقادته إلى الأضواء من جديد.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت، السبت، عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية قولهم إن عملاء إسرائيليين قتلوا، عبد الله أحمد عبد الله، الذي يحمل اسما حركيا هو "أبو محمد المصري" في أغسطس وهو متهم بالمشاركة في تدبير هجمات قاتلة على سفارات أميركية في إفريقيا، عام 1998.

والأحد، أكد مسؤولون أميركيون، لوكالة أسوشييتد برس، مقتل المصري في طهران ، ووصفوه بأنه ثاني أعلى مسؤول في القاعدة، وربما الخليفة المحتمل لقائدها الحالي أيمن الظواهري.

ومنذ الإعلان عن مقتل حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية عسكرية أميركية نفذت "في منطقة بين أفغانستان وباكستان" بحسب مسؤولين أميركيين، بدأ الحديث عن دور إيران في إيواء قادة القاعدة ومساعدتهم.

حمزة بن لادن

حمزة لادن، قضى وقتا طويلا، بحسب تقارير، في إيران كلاجئ، وقيل إنه كان تحت الإقامة الجبرية، قبل أن تكشف الإدارة الأميركية عن مقتله، فيما يعتقد أنه جهد لمنع تزعمه التنظيم خلفا لنائب أبيه، وزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري.

ويقول المحلل الأمني العراقي، محمد الغزي، إن "العلاقة بين إيران والقاعدة قديمة ومعروفة، ومقتل القيادي في طهران هو دليل آخر عليها".

وقال الغزي "يبدو واضحا أن إيران تريد السيطرة على قيادة تنظيم القاعدة، الآن عبد الله ومن قبله حمزة، وبالتأكيد هناك آخرون يختبؤون فيها وقد يخلفون الظواهري الذي تقول الشائعات إنه متوف".

وقال صحفيون ومحللون عرب وأجانب إن هنالك مؤشرات على وفاة زعيم تنظيم القاعدة المصري أيمن الظواهري.

ويقول الغزي لموقع "الحرة" إن "هذا يرفع كثيرا من قيمة القيادي القتيل، ويسحب ورقة من يد إيران".

ويذهب الصحفي العراقي، منذر الشوك، أبعد من الغزي مؤكدا أن "المعطيات تشير إلى أن إيران تستغل التنظيمات المتشددة بدون النظر إلى دينها أو مذهبها لزعزعة الاستقرار في المنطقة وبسط نفوذها عليها".

ويقول الشوك لموقع "الحرة" إن "حركة التنظيمات المتشددة، وإحجامها عن مهاجمة الأهداف الإيرانية سواء في سوريا أو العراق أو إيران ذاتها، وكذلك نتيجة نشاطات تلك التنظيمات التي صبت بمصلحة إيران يجعل الكثير يتساءل عما يجري خلف الكواليس".

وتشير التقارير إلى أن المصري قتل بالرصاص في شوارع طهران على أيدي شخصين كانا على دراجة نارية، يوم 7 أغسطس الماضي.

ونفت إيران مقتل المصري، لكن المحلل العراقي، معاذ الهاشمي، يقول إن "من غير المتوقع أن تعترف إيران بأمر كبير مثل هذا".

ويضيف الشوك لموقع "الحرة" أن "مقتل قيادي في طهران على يد المخابرات الإسرائيلية وفي توقيت مختار بعناية، يظهر الضعف الداخلي الإيراني ويكذب صورة الاستخبارات الحديدية التي تروجها إيران من خلال اعتقال ناشطين وصحفيين أجانب بشكل مستمر واتهامهم بأنهم جواسيس".

وبحسب الشوك فإن "مقتل عبد الله في حالة تأكيده يكشف أيضا الدور الإيراني بدعم تنظيم تصفه علنا بالإرهابي وتدعي أنها تقاتله، وهو تنظيم قتل حلفاءها من العراقيين والسوريين وفجر أماكن مقدسة تقول إيران أنها تدافع عنها، أي علاقة لإيران بالتنظيم ستكون مدمرة فيما إذا كشفت".

ويعتبر السابع من أغسطس هو يوم الذكرى السنوية للهجمات التي تعرضت لها السفارات.

وقتل المصري إلى جانب ابنته مريم، وهي أرملة حمزة أسامة بن لادن.

وكانت الولايات المتحدة قد تعقبت تحركات المصري وعناصر أخرى من القاعدة في إيران منذ سنوات.

كان مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" قد وضع المصري في قائمة أخطر المطلوبين الإرهابيين للولايات المتحدة.

ووفقا لـFBI، فإن المصري متهم بقتل مواطنين أميركيين خارج الولايات المتحدة، والتآمر لقتل مواطنين أميركيين خارج الولايات المتحدة.