الضالع.. خدمات حكومية مفقودة وأزمة ثلاثية تعصف بالمواطنين

في معزل عن الإعلام المحلي والتغييب المتعمّد للحكومة اليمنية الشرعية، تشهد محافظة الضالع (جنوبي البلاد)، أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي والوقود، فضلاً عن انقطاع شبه تام لخدمة التيار الكهربائي، وسط مطالب محلية واسعة يقابلها صمت مريب.

سكان محليون أفادوا وكالة "خبر"، أن مدينتهم تعاني من أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي بعد أن بلغ سعر الأسطوانة عبوة (20) لتراً (7000) ريال، فيما تخطى سعر صفيحة البنزين عبوة (20) لترا (10) آلاف ريال في محطات البيع وبأسعار مشابهة للسوق السوداء.

مصادر مطابقة في ضواحي عاصمة المحافظة أكدت أن الأزمة تتخطى ذلك في مناطق الضاحية، فيما "تقف الحكومة اليمنية الشرعية مكتوفة الأيدي"، في إشارة إلى صمتها تجاه ما يعاني منه أبناء المحافظة التي تشهد حدودها الشمالية والشمالية الشرقية مواجهات عسكرية متجددة ضد مليشيا الحوثي الإرهابية.

الأزمة التي تشهدها المحافظة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث شملت منظومة الطاقة، وتراوحت نسبة توليد التيار الكهربائي بين (2- 3) ساعات كل (24) ساعة في الأوقات الطبيعية، وتنخفض إلى أقل من ساعة في الأوقات التي تتعرض المنظومة لأعطال فنية أو نفاد مادة المازوت عن محطات التوليد، بحسب مصادر محلية في عاصمة المحافظة.

ووفق المصادر، ارتباط شبكة التيار الكهربائي في الضالع بمحطات التوليد الموجودة في عدن يعد سببا رئيسيا للأزمة التي تشهدها المحافظة، مشيرة إلى أن نسبة التوليد التي تحصل عليها المحافظة تمثل 10 بالمئة مقارنة بعدن.

المصادر اتهمت الحكومة الشرعية بالإهمال المتعمّد، مطالبة إياها بتحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين.

من جانبهم، أكد باعة الألواح الشمسية وأجهزة تخزين الطاقة أن أسواق البيع تشهد إقبالا ملحوظا، مرجحين تضاعف النسبة مع انتهاء فصل الشتاء وبدء ارتفاع درجة حرارة الجو.

ناشطون محليون وصفوا الأزمة بالثالوث المرعب الذي يحاصر السكَّان، برعاية مباشرة من الحكومة نفسها، حد قولهم.

وأضافوا، إن معظم أبناء المحافظة المرابطين في جبهاتها الشمالية والغربية والشمالية الغربية لم يحصلوا على رواتبهم لعدة أشهر وسط "وعود عرقوبية"، في حين أزمة الخدمات الأساسية تعصف بالمواطنين.

ولفتوا إلى أن بقاء هموم المواطنين على هامش الإعلام المحلي، دفع بالمحافظة نحو التغييب الحكومي المتعمّد، مشيرين إلى أن "طفح المجاري وأعطال شبكة الصرف الصحي في معظم الأحياء" طيلة السنوات الست الأخيرة هو الآخر فاقم المعاناة وأصاب عشرات المواطنين بأمراض وبائية في مقدمتهم الأطفال، نتيجة انتشار بعوض النامس.