فرّ لـ 62 عاماً.. أمريكا تسلم ألمانيا حارس معسكر اعتقال نازي

فرّ إلى أمريكا عام 1959 وعاش لسنوات دون أن يعرف أحد عن ماضيه شيئا، قبل أن يتبين أنه عمل طواعية في معسكر للتعذيب. هذه قصة حارس معتقل نازي سلمته واشنطن لبرلين وهو في عامه الـ95.

أعلن القضاء الألماني السبت (20 فبراير/ شباط 2021) أن الولايات المتحدة سلمت ألمانيا حارسا سابقا في معسكر اعتقال نازي يبلغ من العمر 95 عاما لاتهامه "بالتواطؤ في القتل" بسبب طبيعة عمله في فترة النازية.

ووصل الألماني فريدريش كارل ب. الذي غادر ولاية تينيسي الأمريكية على متن طائرة طبية، مطار فرانكفورت في ألمانيا ظهراً، حيث يتعين الآن استجوابه من قبل المحققين وخاصة لمعرفة ما إذا كان يريد "التحدث حول هذه الحقائق"، وفق ما ذكر متحدث باسم مكتب المدعي العام في مدينة تسيله لوكالة فرانس برس.

ويتمتع ب. بصحة جيدة رغم تقدمه بالعمر، ما يجعله قادرا على الخضوع للتحقيق. وكانت المحكمة الأمريكية المتخصصة في قضايا الهجرة قد قررت في آذار/مارس ترحيله إلى ألمانيا "لأنه خدم طواعية كحارس مسلح في معسكر اعتقال شهد عمليات اضطهاد".

وذكرت مجلة "دير شبيغل" أن فريدريش كارل ب. أقر خلال جلسات التحقيق في الولايات المتحدة أنه كان لبعض الوقت في عام 1945 حارسا في معسكر نوينغامي بالقرب من هامبورغ (شمالي ألمانيا). إلا أنه قال إنه لم يكن على علم بتعرض السجناء لمعاملة سيئة أو بحدوث وفيات بين المعتقلين، مؤكدا أنه كان ينفذ الأوامر فقط.

ومع ذلك، من غير المؤكد إن كان سيخضع لمحاكمة في ألمانيا أم لا، إذ اسقطت نيابة مدينة تسيله ملاحقاتها بحقه في كانون الأول/ ديسمبر 2020 بسبب عدم كفاية الأدلة. ومن المحتمل استئناف الملاحقة بحقه كونه أصبح الآن مستعدًا للإدلاء بشهادته.

وانتقل فريدريش كارل ب. للإقامة في تينيسي الأمريكية في 1959 وعاش هناك لسنوات عديدة من دون أن يعرف أحد شيئاً عن ماضيه. وبدأ المحققون في البحث عنه بعد العثور على وثائق تعود إلى الحقبة النازية في سفينة غارقة في بحر البلطيق.

ويشتبه القضاء الأميركي في تورطه في قتل سجناء عندما كان حارسا في مجمع معسكرات الاعتقال في نوينغامي وفي أحد معسكراته الخارجية بالقرب من ميبين في ألمانيا، لا سيما خلال عملية إخلاء في آذار/مارس 1945.

واعتبرت القاضية الأميركية ريبيكا هولت في آذار/مارس، أن هذه المعسكرات لم تكن أماكن إبادة إلا أن المعتقلين عاشوا فيها في ظروف "مروعة" وأجبروا على العمل "حتى ماتوا من التعب".

ووضعت الحكومة الأميركية في عام 1979 برنامجًا مخصصًا للبحث عن النازيين السابقين المقيمين في الولايات المتحدة وطردهم. في هذا السياق تم منذ ذلك الحين طرد 68 شخصا.